تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم للشيخ العباد

ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 12:04 م]ـ

عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة

في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم

لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر

منشور في المجلد الرابع من «كتب ورسائل عبد المحسن بن حمد العباد البدر» حفظه الله، نشر: دار التوحيد بالرياض

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فمن رحمة الله بعباده وإحسانه إليهم وفضله عليهم أن بعث فيهم رسولاً من أنفسهم؛ ليبلغهم رسالة ربهم، ويرشدهم إلى كل ما ينفعهم، ويحذرهم من كل ما يضرهم، وقد قام صلى الله عليه وسلم بما أرسل به على التمام والكمال، فدل أمته على كل خير، وحذرها من كل شر، ونصح غاية النصح، وقد اختار الله لصحبته وتلقي الشريعة عنه قوماً هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم، فشرّفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وخصهم في الحياة الدنيوية بالنظر إليه، وسماع حديثه من فمه الشريف، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

أدلة من الكتاب والسّنّة على فضل الصحابة وعظم منزلتهم

وقد بلّغ الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها، فكان لهم الأجر العظيم، لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في سبيل الله، وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام، ولهم مثل أجور من بعدهم؛ لأنهم الواسطة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه.

وقد أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنّته المطهرة، وحسبهم ذلك فضلاً وشرفاً.

قال تعالى: ?وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ? [التوبة:100].

وقال تعالى: ?مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا? [محمد:29].

وفي قوله - سبحانه - في حق الصحابة الكرام رضي الله عنهم ?لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ? أخطرُ حكمٍ، وأغلظ تهديد، وأشد وعيد في حق من غِيظ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه غل لهم.

وقال تعالى: ?لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ? [الحديد:10].

وقال تعالى في بيان مصارف الفيء: ?لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير