تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أي لا يموت أحد إلا بقدر اللّه وحتى يستوفي المدة التي ضربها اللّه له، ولهذا قال: {كتاباً مؤجلاً} كقوله: ((وما يُعَمَّر من مُعَمَّرٍ ولا ينقص من عمره إلا في كتاب) وكقوله: ((هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده)).

ففي الآية الأولى فيها قوانين القدر؛ فعندما قال إن الموت كتاب مؤجل أي أن كتاب الموت هو مجموعة الشروط الموضوعية التي تؤدي الى الموت، وإن الموت مؤجل حتى تتحقق شروط هذا الكتاب.

أما إذا اجتمعت الشروط الموضوعية التي تؤدي الى الموت فالأجل لا محالة حاصل، ولذلك قال: ((فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)) [الأعراف: 34]، لكنه ربط أي أجل بكتاب بقوله: ((لكل أجل كتاب)) [الرعد: 38]. أي أن الواقع الحتمي لأي حدث (أجله) لابد أن يسبقه كتاب هذا الحدث وهو مجموعة الشروط الموضوعية التي تؤدي حتماً إليه.

وإذا والحال ذلك؛ فإن لكل نفس كتابا مؤجلا إلى أجل مرسوم. ولن تموت نفس حتى تستوفي هذا الأجل المرسوم. والأجل المكتوب لا ينقص منه يوم ولا يزيد!!!

فالأنبياء ـ وبصفتهم رسل الله تعالى المبلغين عنه ـ لا يميتون ولا يحيون؛ لأن هذه متعلقة بالله تعالى كما هو مقرر في توحيد الربوبية فهو الخالق وهو المحي وهو المميت وهو الرازق وهكذا، فلا هي لرسول ولا لنبي؛ وإنما هؤلاء يقومون بالمعجزة كما هي الحال عند عيسى من باب التحدي بها، وهذه ملاحظة دقيقة من تفهمها ودقق فيها.

فليس كون هذا رسول أو نبي! يقوم ما هو متعلق بالله تعالى، فيجري في ذاك المحيي نواميس الحياة كما كانت له من قبل؛ فهذا وارد فقط في أمرين:

الأول: من أجل التحدي وهي حقيقة المعجزة كما عند عيسى عليه السلام مع قومه وهم أهل الطب.

والثاني: من أجل بيان أمر ما كما هو الحال مع صاحب البقرة.

هذا مع الأنبياء؛ وإلا فهو يخالف ما ذكرناه من الآيات السابقة وما جاء في الصحيح: ((يؤمر بأربع: بكتب أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد)).

وأما ما يتعلق بالله عز وجل؛ فالله لا تجري عليه هذه القوانين لأن الخالق ويفعل في مخلوقاته كما يشاء كما هو الحال مع صاحب القرية التي ذكرتها بارك الله فيك، وهذا واضح لكل لبيب!!

وثانيا: معرفة أصول القوم وهي أصول أهل السنة والجماعة وما هم عليه من اتباع للكتاب والسنة؛ أولى من إيراد مثل هذه الشبهات التي لا طائل منها سوى القيل والقال وكثرة الأغلوطات والتنطعات. والله الموفق وهو الهادي إلى الصواب.

ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:24 م]ـ

في ماذكرتم كفاية والله الموفق بارك الله بكم

ـ[الأرزيوي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 10:23 م]ـ

سوف أزيد عما قريب ـ إن شاء الله تعالى ـ في إضافة للكلام السابق تكون ((تتمة للكلام))!! فانتظروه قريبا!!؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير