فيضع الجبار فيها قدماً ... جلت عن التشبيه بالأجساد
فتنزوي من هيبته، وتمتلي ... فلو سمعت صوتها ينادي
حسبي حسبي، قد كفاني ما أرى ... من هيبة أذهبت اشتداد
فاحذر مقال مبتدع في قوله ... يروم تأويلاً بكل واعي
فكيف هذه الأقوال: وما معناها؟ فإنا نخاف أن تحدث لنا قولاً ثالثاً، فيذهب الاعتقاد الأول باطلاً. لقد آذيت عباد الله وأضللتهم، وصار شغلك نقل الأقوال فحسب، وابن عقيل سامحه الله، قد حكى عنه: أنه تاب بمحضر من علماء وقته من مثل هذه الأقوال، بمدينة السلام - عمرها الله بالإسلام والسنة - فهو بريء - على هذا التقدير - مما يوجد بخطه، أو ينسب إليه، من التأويلات، والأقوال المخالفة للكتاب والسنة.
وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات، وتتوب التوبة النصوح، كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسيروا ذلك في البلاد وبينوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُوِر فيه، وقضى بليل، والأرض لا تخلو من قائم للّه ججة، والجرح لا شك مقدم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعفر من أنذر.
وإذا تأولت الصفات على اللغة، وسوغته لنفسك، وأبيت النصيحة، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدس الله روحه، فلا يمكنك الانتساب إليه بهذا، فاختر لنفسك مذهباً، إن مكنت من ذلك، وما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت ولو ضُربوا بالسيوف، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يبالون بشناعة مشنع، ولا كذب كاذب، ولهم من الاسم العذب الهني، وتركهم الدنيا وإعراضهم عنها اشتغالاً بالآخرة: ما هو معلوم معروف.
ولقد سودت وجوهنا بمقالتك الفاسدة، وانفرادك بنفسك، كأنك جبار من الجبابرة، ولا كرامة لك ولا نعمى، ولا نمكنك من الجهر بمخالفة السنة، ولو استقبل من الرأي ما استدبر: لم يحك عنك كلام في السهل، ولا في الجبل، ولكن قدر الله، وما شاء فعل، بيننا وبينك كتاب الله وسنة رسوله، قال الله تعالى: " فإنْ تَنَازَعْتُم فِي شَيْءً فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول " ولم يقل: إلى ابن الجوزي.
وترى كل من أنكر عليك نسبته إلى الجهل، ففضل الله أُوتيته وحدك؟ وإذا جَهَّلت الناس فمن يشهد لك أنك عالم؟ ومن أجهل منك، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح؟ وتقول: من كان فلان، ومن كان فلان. من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذاً؟ فلقد استراح من خاف مقام ربه، وأحجم عن الخوض فيما لا يعلم، لئلا يندم.
فانتبه يا مسكين قبل الممات، وحَسِّن القول والعمل، فقد قرب الأجل، للّه الأمر من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. [ا. هـ.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:28 م]ـ
درة!!
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:17 ص]ـ
جزاك الله كل خير وبارك فيك ونفع بك
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:32 م]ـ
يا الله ما هذه الدرة المختبئة بين الكتب.
بارك الله فيك أختي العقيدة.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:34 م]ـ
وفيكم بارك
تصحيح ذكره أخونا الفاضل المقدادي في الألوكة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيدة http://www.alukah.net/majles/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=110299#post110299)
وإلا فابن التنقا ليطلب وابن السمندل، ليجلب [ا. هـ.
صوابه:
فأين العنقاء لتطلب؟ وأين السمندل ليجلب؟
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:11 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو ثابت]ــــــــ[09 - 07 - 08, 02:37 ص]ـ
[ QUOTE= أبو المجاهد النجدي;818766] يا الله ما هذه الدرة المختبئة بين الكتب.
أي درر هداكم الله؟
لو كان هذا الكلام في أحد العلماء المعاصرين لأقمتم الدنيا أما وقد مات أبو الفرج _ رحمه الله تعالى_
فلا بواكي له
عموما لانبرؤه بل عنده تجهم ولكنه رحمه الله له حسنات ولطائف و لاتكاد تخلو مكتبة طالب علم من أحد كتبه النافعة
ولو أن الأخ جعل الرسالة بدون ذكر اسم المنكر عليه لكان أولى
وهل كان ابو اسحاق رحمه يريد هذا التشنيع العلني أم أن هذا كان نهجاً لهم ففرق بين نقد الشخص ونقد الفكرة
ولو استخدمنا هذا الأسلوب مع علمائنا ماكاد يبقى لنا أحد ........ والله المستعان Question
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الرسالة رائعة، وفيها دلالة واضحة أن أهل السنة والجماعة لم يغفلوا في أي وقت عن إقامة الحجة على المخالفين، فأهل البدع من الأشاعرة يحتجون بتأويلات ابن الجوزي رحمه الله على أن هذه التأويلات=التحريفات، هي مذهب الحنابلة ... وهي مذهب السلف
الأخ الكريم أبو ثابت، المسألة لها أبعاد أخرى
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 07 - 08, 10:48 م]ـ
وهل كان ابو اسحاق رحمه يريد هذا التشنيع العلني أم أن هذا كان نهجاً لهم ففرق بين نقد الشخص ونقد الفكرة
تأمل ما جاء في الرسالة
ولا بد من الجريان في ميدان النصح: إما لتنتفع إن هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك. ويحذر الناس قولك الفاسد، ولا يغرك كثرة اطلاعك على العلوم. فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحر كَدر ونهر صاف،
وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تنتهي عن هذه المقالات، وتتوب التوبة النصوح، كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسيروا ذلك في البلاد وبينوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُوِر فيه، وقضى بليل، والأرض لا تخلو من قائم للّه ججة، والجرح لا شك مقدم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعفر من أنذر.
عموما لانبرؤه بل عنده تجهم ولكنه رحمه الله له حسنات ولطائف
أعجبتني هذه.
¥