تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتوحيد الألوهية توحيده تعالى بأفعال العباد كالدعاء والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والاستغاثة والاستعاذة والذبح والنذر وغيرها من أفعال العباد، فإنه يجب أن يخصوا الله بها ولا يجعلوا له شريكاً فيها.

وتوحيد الأسماء والصفات توحيده بأسمائه وصفاته، وذلك بإثبات ما جاء في الكتاب والسنّة من أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بكماله وجلاله من غير تكييف أو تشبيه أو تمثيل، ومن غير تحريف أو تعطيل أو تأويل، كما بيَّن الله ذلك بقوله:] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [[الشورى: 11]، فأثبت لنفسه السمع والبصر، ونفى مشابهة غيره له.

والدليل على هذا التقسيم استقراء نصوص الكتاب والسّنّة، فإنها دلت على توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، ويتضح ذلك بأول سورة في القرآن وآخر سورة فيه، ففي قول الله عز وجل:] الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [إثبات توحيد الألوهية؛ وذلك بحمد العباد ربهم، وتوحيد الربوبية بقوله:] رَبِّ الْعَالَمِينَ ومن أسماء الله في هذه الآية لفظ الجلالة والرب كما في قوله:] سَلاَمٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيم [[يس: 58]، وفي قول الله تعالى:] الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [إثبات توحيد الأسماء والصفات، وفي قوله:] مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ [: توحيد الربوبية، وفي قوله:] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [: توحيد الألوهية، وفي قوله:] اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [إلى آخر السورة: توحيد الألوهية.

وفي قول الله عز وجل:] قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [توحيد الألوهية وهو الاستعاذة برب الناس، وتوحيد الربوبية والأسماء والصفات في: (ربِّ الناس)، وفي قوله:] مَلِكِ النَّاسِ [توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وفي قوله:] إِلَهِ النَّاسِ [توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.

وتوحيدا الربوبية والأسماء والصفات مستلزمان لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن لهما؛ فإن من أقر بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت وحده لزمه أن يعبد الله وحده ولا يجعل غيره شريكاً له في العبادة، ومن أقر بما جاء في الكتاب والسّنّة من الأسماء والصفات لزمه أن يعبد الله وحده لا شريك له، ومن كان مقراً بتوحيد الألوهية فهو مقر بتوحيد الربوبية وبتوحيد الأسماء والصفات؛ لأن من عبد الله وحده لا ينكر أن يكون خالقاً رازقاً محيياً مميتاً ولا ينكر أن يكون سميعاً بصيراً عليماً حكيماً.

وتوحيد الربوبية قد أقر به الكفار الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُدخلهم في الإسلام، وقد جاء في القرآن آيات كثيرة فيها تقرير توحيد الربوبية وإقرار الكفار بذلك لإلزامهم بتوحيد الألوهية، وأن من تفرد بالخلق والإيجاد وحده لزم أن يُعبد وحده، قال الله عز وجل:] وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [[الزخرف: 87]، وقال:] وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [[العنكبوت: 61]، وقال:] قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [[يونس: 31ـ 32]، وقال:] قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير