تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ [[النحل: 73]، وقال:] وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ [[الأعراف: 197]، وقال عن نبيه إبراهيم:] قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلاَ يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [[الأنبياء: 66 ـ 67]، وقال:] وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [[الأحقاف: 5 ـ 6]، وقال:] وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [[فاطر: 13 ـ 14].

ومن أقبح ما يكون من سفاهاتهم أن منهم من يصنع إلهه بيده ثم يعبده، قال الله عز وجل عن نبيه إبراهيم:] قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [[الصافات: 95 ـ 96].

وكما أن أسفه السفه تسوية المشركين معبوداتهم برب العالمين، فإن من السفه أن يُظن بالله ظن السوء وأنه يسوِّي بين المهتدين والضالين، والمحسنين والمسيئين، قال الله عز وجل:] وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلاَ الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُون [[غافر: 58]، وقد جاء ذلك في آيات كثيرة مشتملة على الاستفهام الإنكاري، قال الله عز وجل:] أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [[القلم: 35 ـ 36]، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: «أي أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء؟! كلاّ ورب الأرض والسماء! ولهذا قال:] مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [أي كيف تظنون ذلك؟!»، وقال:] أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير [[آل عمران: 162]، وقال:] أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُون [[السجدة: 18]، وقال:] أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [[فصلت: 40]، وقال:] أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم [[الملك: 22]، وقال:] أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون [[الأنعام: 122].

تحريم البناء على القبور واتخاذها مساجد وما يفضي إليه من الشرك

لما كان الشرك بالله عز وجل - وهو عبادة غير الله معه - أظلم الظلم وأبطل الباطل وأعظم ذنب عُصي الله به وأنه الذنب الذي لا يُغفر، جاءت النصوص الكثيرة في التحذير من الوسائل المؤدية إليه، ومن أظهرها وأشهرها اتخاذ التماثيل والبناء على القبور واتخاذها مساجد، وقد جاء في التحذير من هذين الأمرين حديث أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليّ بن أبي طالب: «ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أن لا تدع تمثالاً إلاّ طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلاّ سوّيته» رواه مسلم (2243)، وفي لفظ عنده (2244): «ولا صورة إلاّ طمستها».

وفي صحيح البخاري (4920) عن ابن عباس رضي الله عنهما في (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) أنها «أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسمُّوها بأسمائهم، ففعلوا فلم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عُبدت»، قال الحافظ في الفتح (8/ 669): «ولأبي ذر والكشميهني (ونسخ العلم): أي علم تلك الصور بخصوصها».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير