تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 07:37 م]ـ

ثالثا: (موقف العلامة المتفنن محمد خليل هراس الأزهري من الحركة الوهابية)

أولا: ((((ترجمة الشيخ العلامة الأزهري ذي الشهادة العالمية (الدكتوراة) محمد خليل هراس)))))

ولد في (قرية الشين) مركز قطور إحدى مدن محافظة الغربية بمصر عام 1915، ثم بدأ تعليمه في الأزهر الشريف عام 1926م ودرس وتخرج في الأزهر من كلية أصول الدين وحصل على العالمية العالية في التوحيد والمنطق عام 1940م، وعمل أستاذًا بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر ودرس في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، وجامعة أم القرى ثم عاد إلى مصر وشغل منصب نائب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة ثم رئيسًا عامًا لها.

وفي عام (1973م) - أي قبل وفاته بسنتين- اشترك مع الدكتور عبد الفتاح سلامة في تأسيس جماعة الدعوة الإِسلامية في محافظة الغربية وكان أول رئيس لها.

وكان رحمه الله سلفي المعتقد شديدًا في الحق قوي الحجة والبيان، أفنى حياته في التعليم والتأليف ونشر السنة وعقيدة أهل السنة والجماعة شديد التمسك بها و ناصرا لها كما كان رحمه الله شوكة في حلوق المبتدعة قال عنه فضيلة الشيخ محمد رشاد الشافعي: (كان يلاقي رحمه الله من عنت الجبارين و كيد المبتدعين و زندقة الملحدين ما لا يطقه إلا الصابرون و الحتسبون) حيث ظل رحمه الله طوال حياته مدافعا عن الحديث الشريف الصحيح من اعتداءات منكري السنة فكان رحمه الله اول من رذ عليهم كيدهم فتعرض رحمه الله لمحاولات عديدة للقتل من متشددي الصوفية و منكري السنة و لكن الله أعلم بمكائدهم فنجاه الله حتى يكون شوكة في حلوقهم و قد ركز رحمه الله على كتابة كتب العقيدة مثل الصفات الإلهية عند ابن تيمية - شرح العقيدة الوسطية - ابن تيمية السلفي و قد حصل الباحث موسى واصل السلمي على درجة الماجستير من كلية الدعوة و اصول الدين بجامعة أم القرىبمكة المكرمة على درجة الماجستير في العقيدة و كان موضعه: الشيخ خليل هراس و جهوده في تقرير عقيدة السلف و كان اختياره للهراس - رحمه الله - كما يقول الباحث "لاتصاف مؤلفات الشيخ بغزارة العلم، و وضوح الأسلوب و الفهم الدقيق لما عليه المخالفون لعقيدة السلف - كما تقدم - مما يجعل القيام لإبراز هذه الجهود فيه خير عظيم و نفع عميم"

مكانته العلمية:

كان رحمه الله على قدر كبير من التميز في دراسة العقيدة السلفية و ملما إلماما دقيقا بفكر الفرق الضالة المختلفة و كان رحمه الله له القدرة على أن يتكلم في موضوعات تحسبها لأول و هلة أنها من أعقاد قضايا الاعتقاد و لكن الشيخ رحمه الله كان له القدرة على أن يجلي غامض الأمور و كان من معارفه و ممن كانوا رفقاء له و كانو يقدروه حق قدره و يعرفون مكانته العلمية جماعة من كبار العلماء من أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي ألح على طلب إعارته للتدريس بمكة المكرمة و ذلك بعد معارضة الأزهر لذلك غير أن الملك فيضل رحمه الله طلب و ألح في طلبه و بقى في هذا المنصب حتى توفاه الله و كان من عارفيه أيضا الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله و فضيلة الشيخ عبد الرحمن الوكيل رئيس قسم العقيدة الإسلامية بجامعة أم القرى و فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي و غيرهم كثير.

وفاته:

توفى رحمه الله في شهر سبتمبر عام 1975م بعد حياة حافلة بالعطاء حيث كان له نشاط ملحوظ في العام الذي توفي فيه حيث ألقى عدة محاضرات في طنطا و المحلة الكبرى و المركزالعام لأنصار السنة و كانت آخر خطبة له بعنوان التوحبد و أهمية العودة إليه.

قلت (أبو الحسن) فقد كانت حياة الشيخ كلها في التوحيد وقد أفنى عمره كله في نصرة العقيدة السلفية والذب عنها فرحمة الله عليه.

ومن تحقيقاته ومؤلفاته:

((شرح القصيدة النونية)) لابن القيم.

((شرح العقيدة الواسطية)) لابن تيمية.

كتاب ابن تيمية ونقده لمسالك المتكلمين في مسائل الإلهيات.

تحقيق كتاب ((المغني)) لابن قدامة، تحقيق كتاب ((التوحيد)) لابن خزيمة.

تحقيق كتاب الأموال لأبي عبيد، تحقيق كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي.

ثانيا: (((((((موقف العلامة الأزهري محمد خليل هراس من الحركة الوهابية)))))))

كتب رحمه الله عزوجل كتابا في نصرة الدعوة السفية والرد على المناوئين لها سماه (الحركة الوهابية رد على مقال للدكتور محمد البهى في نقد الوهابية)

قال رحمه الله عزوجل في ص (34):

( ........... هذه الحركة تنادي باتباع مذهب السلف في صفات الله تعالى ......... بل لعلها الآن هى الحركة الإسلامية الوحيدة التي تتبنى هذا المذهب السلفي وتعمل ما وسعها على نشره والدعوة إليه بمختلف الوسائل لا سيما عن طريق طبع الكتب والرسائل التي ألفت في مناصرته قديما وحديثا)

وقال في ص (35):

(إن الوهابية لم تقم للاجتهاد في الفروع ولكنها قامت لتصحيح الأصول)

وقال واصفا الدعوة بأنها أحيت آراء ابن تيمية في ص (43):

( .... تلك مفحرة من مفاخر هذه الدعوة ستظل تذكر لها بالعرفان والتقدير فإن كتب شيخ الإسلام ورسائله كانت مطمورة تحت ركام الإهمال والنسيان لا يسمح لها أهل البدع والإلحاد أن ترى النور ولا أن تقوم بدورها الخطير في توجيه العالم الإسلامي نحو الطريق الصحيح ......... فلما قامت هذه الحركة المباركة أخذت تنقب عن تلك الثورة الهائلة التي خلفها شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وجد المسؤلون عن هذه الدعوة في إبراز هذه الكنوز بالطبع والنشر)

ثم وجه كلاما للدكتور محمد البهى بالرجوع إلى الحق قائلا في ص (77):

(ولقد أساء الدكتور بهذا المقال إلى نفسه أولا حيث ورطها في أخطاء ظاهرة الشناعة ثم أساء إلى الحقيقة في نفسها حيث ظلمها وتجنى عليها.

فهل للدكتور _ في ضور تعقيبنا على مقاله _ أن يراجع نفسه ويرجع عما قاله عملا بالمثل القائل إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل هذا ما نرجوه ... )

فرحمه الله عزوجل عليه وأسكنه فسيح جناته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير