رحل قديماً إلى مصر والحجاز، ولقي الأكابر، وأمَّ الناس في الحرم المكي، فتأثر بالدعوة الإصلاحية في مكة والحجاز، عاد إلى المغرب تعظمه الملوك، وقام بالدعوة إلى العمل بالحديث مع احترام المذهب المالكي وعدم التعصب له، وفي العقيدة دعا إلى مذهب السلف ورد على المتكلمين، ودعا إلى انتهاج السنة ونبذ البدعة وهاجم الطرق الصوفية بشدة، وسفه شعائرها.
أقبل عليه الناس وتتلمذ عليه الكثيرون، وعدوه مجدداً لدين في المغرب الأقصى.
وهو إمام جليل في علمه وغزارة درسه، مشهور بكثرة التلاميذ والأتباع.
ترك أبو شعيب الدكالي من خلفه عدداً كبيراً من العلماء، خاصة لما استقر في رباط الفتح، فقد درس جميع كتب السنة الستة، مع جملة وافرة من كتب الأدب، وتفسير القرآن الذي كان من خلاله ينشر أفكاره الإصلاحية.
تلاميذه:-
1 - الشيخ محمد بن الحسن الحجوي
2 - الحافظ محمد المدني بن الغازي العلمي
3 - القاضي الإمام محمد بن عبد السلام السائح الرباطي
4 - القاضي عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري
5 - العلامة الشريف محمد بن العربي العلوي
6 - الشيخ المقرئ محمد بن المكي بربيش الرباطي وغيرهم
((موقف العلامة أبي شعيب بن عبدالرحمن الدكالي الأزهري من الحركة الوهابية))
يتضح موقفه من الحركة الوهابية من خلال عدة أمور:
1 - دعوته إلى التمسك بمذهب السلف الصالح
قال عبدالله الجراري (كان ينادي برد الناس إلى الكتاب والسنة ويحضهم على اتباع مذهب السلف الصالح ونبذ مايؤدي إلى الخلاف وما ينشأ عنه من الحيرة والدوران في منعرجات الطرق ....... ) راجع المحدث الحافظ ص 80
وقال ص 14
(وكان يحمل حملات شعواء رافعا مشعل المقاومة ذائدا في إخلاص وإيمان عن الحنفية السمحة صابرا على ما وجه إليه من معارضة المتطرفين من أهل الزوايا)
2 - تصريح كثير ممن ترجم له بأنه سلفى العقيدة والمشرب
قال الجراري في كتابه السابق ص 82
(وسلفيته الصالحة المشبعة بأفكاره التحررية وآرائه المنطقية التي كونت منه رجل المقاومة لكل ما يمت بسبب إلى الشعوذة والشعبذة وما كان يبدو من بعض الطوائف من غلو وانحراف عن الجادة ........ )
وقال الرحالي الفاروقي
(وكان ينادي في كثير من دروسه باعتبار المعرفة الصحيحة أساسا للحضارة الإسلامية واعتبار العقيدة السلفية التي جاء به الكتاب والسنة حصنا من الأمراض الوثنية وكان رحمه الله حربا على البدعة لا تأخذه في الله لومة لائم ويحمل حملات عنيفة ضد العقيدة المخلوطة بالشك والشرك .... ) راجع شيخ الإسلام أبوشعيب الدكالي ص (51 - 52)
3 - محاربته للشرك
قال عبدالله الجراري:
(والشيخ الدكالي رحمه الله عمد إلى شجرة كانت بباب لبية جوار ضريح سيدي المكنود المجاور للسور الأندلسي وقطعها إذ كان النساء يعتقدن بها تمائم وحروزا وشعورا وخرقا كتبرك رجاء دفع ما كان يجول في خواطرهن ........... ولا غرابة ما دام الشيخ من رواد السلفية الصادقة ومحاربة كل ما يمت بصلة إلى الخرف والشعوذة تنقية للأفكار وتطهيرها من آثار الخرافات والوثنية)
راجع المحدث الحافظ ص 30 وما بعدها
4 - توزيعه لكتب الوهابية
فقد ذكر من ترجم له أنه التف حول الشيخ جماعة من الشباب النابغ يوزعون معه الكتب التي يطبعها السلفيون بمصر ويطوفون معه لقطع الأشجار المتبرك بها والأحجار المعتقد فيها راجع (الحركات الاستقلالية في المغرب العربي ص 153
كل هذه الأمور وغيرها تبين بوضوح موقفه من الحركة الوهابية فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[08 - 06 - 08, 04:24 م]ـ
موقف العلامة المتفنن الأزهري عبدالرحمن بن عبدالله آل الشيخ الأزهري من الحركة الوهابية))
أولا: ترجمة الشيخ:
هو الشيخ العلامة الإمام عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ولد في الدرعية سنة تسع عشرة ومائتين وألف من الهجرة ونشأ بها وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف من الهجرة نقل مع أبيه وغيره من أعيان نجد إلى مصر فأقام بها وتعلم في الجامع الأزهر ثم صار مدرسا فيه برواق الحنابلة.
قال الشيخ العلامة عبدالرزاق البيطار:
الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالوهاب النجدي العالم المشهور والهمام .. التفت إلى الطلب والتعلم والتعليم والاستفادة والإفادة إلى أن صار في الأزهر شيخ رواق الحنابلة وكان ظاهر التقوى والصلاح والزهد والعبادة.
وقال الحلواني:
وكان عالما فقيها ذا سمة حسنة يظهر عليه التقى والصلاح
وبقى فيها إلى أن توفى سنة أربع وسبعين ومائتين وألف رحمه الله تعالى
((موقف العلامة المتفنن الأزهري عبدالرحمن بن عبدالله آل الشيخ الأزهري من الحركة الوهابية))
له رحمه الله عزوجل الجهد المشرف في الدعوة إلى التوحيد حيث جاء في تاريخ علماء نجد:
وبلغني أن جماعة السبكية لم يعتنقوا المذهب الحنبلي ولم يكونوا محققين لتوحيد العبادة إلا عن طريقه
راجع التاريخ 2/ 394
كما كان له الجهد في تدريس كتب جده الإمام محمد فرحمه الله عزوجل وأسكنه فسيح جناته
¥