تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[رأفت المصري]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:25 م]ـ

لا شك أن كلام العلماء في حديث (خلق الله آدم على صورته) كلام كثير، وأحببت أن أضع كلام بعضهم فيه لاستكمال الفكرة أو لتوضيحها ولبيان خلاف أهل العلم في شرحه:

جاء في سؤال لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ السؤال عن هذه المسألة، وكان منه الجواب، فقال:

س3/ ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق آدم على صورته»؟

ج/ هذا الحديث يطول الكلام عليه؛ لكن خلاصة الكلام أن الصورة هنا بمعنى الصفة؛ لأن الصورة في اللغة تطلق على الصفة كما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر» يعني على صفة القمر من الوضاءة والنور والضياء، فقوله صلى الله عليه وسلم «إن الله خلق آدم على صورته»؛ يعني خلق آدم على صورة الرحمن أ؛ يعني على صفة الرحمن، فخص الله ? آدم من بين المخلوقات بأن جعله مجمع الصفات وفيه من صفات الله ? الشيء الكثير؛ يعني فيه من أصل الصفة على التقرير من أن وجود الصفة في المخلوق لا يماثل وجودها في الخالق، فالله ? له سمع وجعل لآدم صفة السمع، والله ? موصوف بصفة الوجه وجعل لآدم وجها، وموصوف بصفة اليدين وجعل لآدم صفة اليدين، وموصوف بالقوة والقدرة والكلام والحكمة، وموصوف ـ بصفة الغضب والرضا والضحك إلى غير ذلك مما جاء في الصفات.

فإذن هذا الحديث ليس فيه غرابة كما قال العلامة ابن قتيبة رحمه الله قال (وإنما لم يألفه الناس فاستنكروه).

فهو إجمال لمعنى الأحاديث الثانية الأخرى في صفات الله ?، «خلق آدم على صورته» يعني خلق آدم على صفة الرحمن ? فخصه بذلك من بين المخلوقات.

الحيوانات قد يكون فيها سمع فيها بصر لكن ما يكون فيها إدراك ما يكون عندها حكمة ما يكون كلام خاص إلى آخره.

فآدم خص من بين المخلوقات بأن جعل الله ? فيه من الصفات ما يشترك بها في أصل الصفة لا في كمال معناها ولا في كيفيتها مع الرحمن جل جلاله، تكريما لآدم كما ذكرنا لك.

وهذا ملخص الكلام فيها وإلا فالكلام يطول لأن هذا الحديث كثيرون لم يفهموا المراد منه، ولا حقيقة قول أهل السنة والجماعة في ذلك". اهـ

وجاء في كلام الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى بخصوص هذا الحديث ما نصه:

"فإن قال قائل: إنه قد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى خلق آدم على صورته"، فما الجواب؟

فالجواب: من أحد وجهين:

الوجه الأول: إما أن يقال: لا يلزم من كونه على صورته أن يكون مماثلا له، والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ونحن نعلم أنه ليس هناك مماثلة بين هؤلاء والقمر، لكن على صورة القمر من حيث العموم إضاءة وابتهاجا ونورا. الوجه الثاني: أن يقال: "على صورته" أي على الصورة التي اختارها الله، فإضافة صورة الآدمي إلى الله على سبيل التشريف والتعظيم كما في قوله تعالى:) ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) (البقرة: من الآية114)، ومن المعلوم أن الله ليس يصلي في المساجد، لكن أضيفت إلى الله على سبيل التشريف والتعظيم وعلى أنها إنما بنيت لطاعة الله، وكقول صالح لقومه: {ناقة الله وسقياها} [الشمس: 13]، ومن المعلوم أن هذه الناقة ليست لله كما تكون للآدمي يركبها؛ لكن أضيفت إلى الله على سبيل التشريف والتعظيم، فيكون "خلق آدم على صورته" أو "على صورة الرحمن"، يعني على الصورة التي اختارها من بين سائر المخلوقات، قال الله تعالى في سورة الانفطار:) يا أيها الأنسان ما غرك بربك الكريم (6) الذي خلقك فسواك فعدلك) (الانفطار:7" اهـ.كلامه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير