تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما اللغة فلا تشهد لهذا قطعاً، أي تفسير استوى باستولي لا يعرفه علماء اللغة كما قال الأزهري في تهذيب اللغة وابن الأعرابي وهو من أئمة اللغة. وقد أبطل الإمام ابن القيم تفسير استوى باستولي باثنين وأربعين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة في الرد على الجهنمية والمعطلة، انظروا مختصر الصواعق (2/ 126 - 152)، أما المعنى فهو معنىً باطل بل هو أبطل من بطلانه من ناحية اللغة لأن الاستواء أخذ الشيء بعد غلبة ومنازعة، فهل كان العرش في ملك أحد غير الله حتى نازعه الله فقهره حتى غلبه وانتصر عليه وأخذ العرش واستولى عليه؟!! لا، يقولون: هذا استيلاء بلا غلبة ولا منازعة، كما قال الأخطل:

قد استوى بِشْرٌ [5] على العراق

\\

من غير سيف ودم مراق

فهو استوى على العراق من غير منازعة بالسيف أو بقتل وإراقة الدماء.

نقول: لا زلنا معكم، يعني هل كان في يد غيره ثم أخذه منه؟ يعني هل خرج العرش عن ملك الله طرفة عين حتى تقول إنه استولى عليه إذن فكلا جوابيكم باطل وقلتم استولي بغلبة ومنازعة أو بدون ذلك، ثم إنه لا يجوز الاستدلال بهذا البيت على تفسير استوى باستولى لأن هذا مخلوق والله ليس كمثله شيء، ولأن البصرة حقيقة لم تكن في أمرته ولا تحت ولايته بل عهد إليه أخوه عبد الملك بذلك فيصح أن نقول إنه استولى، لكن هل كان العرش كذلك؟ لا والله، فهو لم يخرج عن ملكه طرفة عين، ولذلك يقول الإمام ابن تيمية:

قبحاً لمن نبذ الكتاب وراءه

\\\

وإذا استدل يقول قال الأخطل

ويقول الإمام ابن القيم:

ولهم في ذلك بيت قاله

\\\

فيما يقال الأخطل النصراني

نون اليهود ولام جهميًّ هما

\\\

في وحي رب العرش زائدتان

(نون اليهود) قال الله لهم قولوا حطة أي حُط َّ الذنوب عنا، فلم يقولوها وزادوا نوناُ فقالوا: حنطة أو حبة حنطة أو حنطة في شعرة استهزءوا بكلام الله جل وعلا، وهذا حال اليهود، فانظر كيف بدلوا كلام الرب المعبود.

والجهمية زادوا لاماً، فهى استوى فزادوها استولى، ومعنى (هما في وحي رب العرش زائدتان) أي لم ينزل رب العالمين لا نون اليهود ولا لام الجهمية.

ولذلك قال الإمام مالك وشيخه ربيعة وأمنا أم سلمة رضي الله عنها والإسناد ثابت إلى مالك وإلى ربيعة ولكنه ضعيف عن أمنا أم سلمة رضي الله عنها وثبت عن الإمام أبي جعفر الترمذي ليس صاحب السنة أبو عيسى الترمذي، قالوا: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".

(الاستواء معلوم) أي معلوم في اللغة استقر، ارتفع، علا.

(والكيف مجهول) أي كيفية استواء الرب مجهولة لان الصفة تتبع الموصوف، فإذا كانت الذات مجهولة فالصفات كذلك ولذلك إيماننا بصفات ربنا كإيماننا بذاته، والمخلوقات تتفق في مسمى الصفة وتختلف في حقيقتها، فمثلاً لك يد للقط يد لكن لم تشبه اليدان بعضهما، فكيف ستشبه يد المخلوق الخالق!! فلكل موصوف ما يناسبه من الصفات (ليس كمثله شيء).

(والإيمان به واجب) لأنه ورد في كتاب الله وإذا تركته فقد ضللت.

(والسؤال عنه بدعة) وكان بدعة لأمرين: الأمر الأول: لأنه سؤال عما لا يمكن لعقول البشر أن تدركه، والأمر الثاني: لأنه لم يجر هذا السؤال في عهد خير هذه الأمة وأطهرها وأبرها، والبدعة ما حدث بعدهم فلم يسأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية صفة بل يسألون عن الإيمان بها وثبوتها وهكذا المؤمن يسأل في القدر – كما تقدم معنا – من الحكم ووجوده لا عن العلة من الحكمة، ولذلك لا تقل لم؟ بل قل بم؟.

ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه بسند حسن عن أبي رزين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ضحك ربنا عند قنوط عباده وقرب غِيَرِه ([6]) ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب فقال أبو رزين: أوَ يضحك ربنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال: لن نعدم من رب يضحك خيراً]، فسأل أبو رزين هنا عن ثبوت صفة الضحك لا عن الكيفية ومن ضحك الله له لن يحاسبه كما ورد في الحديث، أي من فعل فعلاً أضحك به الرب فلن يحاسبه الله، وهذا الاستواء كما يليق بربنا.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 05 - 08, 10:51 ص]ـ

بارك الله فيكم

للفائدة

فإن كتب «العلو» للحافظ الذهبي

وكتاب «اجتماع الجيوش الإسلامية» للعلامة ابن القيم

عامتها نقول في إثبات العلو للباري تعالي.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 05 - 08, 11:03 ص]ـ

أعلم بارك الله فيكم لكن قد تكون هناك نقولات ليست فيها

كالأبيات التي في ذيل طبقات الحنابلة لـ أحمد بن علي بن عبد الله المقرىء

والتي نقلتها في اول رد لهذا الموضوع

ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[21 - 05 - 08, 01:01 ص]ـ

أقترح جمع الآثار الزوائد على ماجاء في اجتماع الجيوش لابن القيم والعلو لابن الذهبي.

تنبيه:

1 - جاء في المشاركةالمنقولة

27 - الامام هاشم بن عبيد الله الرازي (ت 221 هـ)

والصواب (هشام)

2 - قال الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطة: (كان إماما في السنة) لسان الميزان (4\ 113)

ليس الامام ابن بطة الى حاجة لهذه الشهادة وليته سلم من طعنه والتعريض باتهامه بوضع حديث رواه وهو مما يغيظ الجهمية!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير