تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم عبارة (فلان ما يستأهل) وما في معناها]

ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:15 م]ـ

[حكم عبارة (فلان ما يستأهل) وما في معناها]

* بقلم / وليد بن حمد المرزوقي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

يشيع على لسان فئام من الناس عبارة (فلان لا يستأهل ما أصابه) أو نحوها يريدون بذلك: أنه إنسان طيب لا يستحق أن تقدر عليه مصيبة، ويكون ذلك في الغالب عندما يسمعون عنه خبراً غير سار كحادث أو خسارة أو غيرهما.

وقبل أن أشرع في ذكر الحكم أحب أن أنبِّه إلى أن من محققي اللغة من ذهب إلى صحة قول (فلان يستأهل) بمعنى: يستحق، فقد نقل صاحب اللسان عن الأزهري قوله: وخطَّأَ بعضُهم قولَ من يقول: فلان يَسْتأْهِل أَن يُكْرَم أَو يُهان، بمعنى: يَسْتحق قال: ولا يكون الاستِئهال إِلاَّ من الإِهالة قال – والكلام للأزهري-: وأَما أَنا فلا أُنكره ولا أُخَطِّئُ من قاله لأَني سمعت أَعرابيّاً فَصِيحاً من بني أَسد يقول لرجل شكر عنده يَداً أُولِيَها: تَسْتَأْهِل يا أَبا حازم ما أُولِيتَ، وحضر ذلك جماعة من الأَعراب فما أَنكروا قوله، قال: ويُحَقِّق ذلك قولُه تعالى: {هو أَهْل التقوى وأَهل المَغْفِرة} أهـ[لسان العرب 11/ 30]

وإلى هذا ذهب الزمخشري، وخالفهما غيرهما من أهل اللغة، ولعل الحق مع أهل التحقيق؛ لشاهد السمع والقياس.

وأما الكلام على حكمها الشرعي فلا يجوز قول: (فلان لايستأهل ما أصابه) عند حصول مكروه له أو نحوها من العبارات، لوجهين:-

1. أن فيها اعتراض على حكم الله الكونيِّ القدريِّ، فهي من جنس قول: لو أني فعلت كذا لم يصبني كذا وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن قول ذلك [انظر صحيح مسلم] لهذه العلة بل العبارة التي أتكلم على حكمها أصرح في الاعتراض على القدر.

2. أن تقدير المصائب ليس شراً محضاً، فكم من محنة تلتها منحة وكم من مصيبة قلبت حال صاحبها وأخذت بيده إلى باب التوبة والإنابة، وقد قال صلى الله عليه وسلم "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ " [رواه مسلم]، وظاهر هذه العبارة يخالف هذا المعنى الشرعي لأنها تتضمن القطع بسوء التقدير وشريِّته على كل حال.

فعلى المسلم أن يتفطن للفظه، ويراقب الله فيه، ويسعه في هذا المقام أن يقول: عافاه الله وشفاه ونحو ذلك من الألفاظ الطيِّبة

والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

*/ المحكمة الشرعية - المذنب

26/ 2/1428

يراجع في هذه المسألة:

1. فتاوى ابن باز

2. معجم المناهي 289

ـ[رأفت المصري]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:57 م]ـ

جزاكم الله خيرا على التنبيه، فأمثال هذه الكلمات مما لا يلقي الناس له بالا، ولعلها مما يهوي بصاحبه في النار؛ نسأل الله العافية والسلامة ..

ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:12 م]ـ

(ابتسامة)

قال الحريري والجوزي يقولون فلان يستأهل الإكرم وهو مستأهل للانعام ولم تسمع هاتان اللفطتان في كلام العرب ولا صوبهما أحد من علماء الأدب و وجه الكلام يستحق الإكرام وهو أهل لذلك

نقلا من خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام

لعلي بن بالي القسطنطيني

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 05 - 08, 11:24 م]ـ

بارك الله في الجميع

في شرح الطحاوية للشيخ البراك حفظه الله:

ومن الأشياء التي تجري على بعض الألسن ـ وهي نابعة من عدم التسليم ـ: (فلان والله ما يستحق أنه يبتلى بهذه الأمراض والأوجاع والمصائب أو يبتلى بالفقر) هذا اعتراض على تدبير أحكم الحاكمين.

وفي موضع آخر:

وقوله: (يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبدًا).

يفعل سبحانه ما يشاء، فيعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويهدي ويضل، ويحيي ويميت، ((يُدَبِّرُ الأَمْرَ)) [يونس:3]، ((يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ)) [الرعد:26]، و ((يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ)) [العنكبوت:21]، كل ذلك جارٍ على وفق حكمته تعالى، فله الحكمة في كل تدبير، كما تقدم في قول الطحاوي: (يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير