تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ .. {في رواية فولى راجعا} .. حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاء .. {أي حفيرة فيها ماء مثمود أي قليل} ِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا .. {هو الأخذ قليلا قليلا} .. فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ .. {أي لم يتركوه يلبث} .. حَتَّى نَزَحُوهُ وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَطَشُ فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ .... وفى رواية ... [أنه صلى الله عليه وسلم جلس على البئر ثم دعا بإناء فمضمض ودعا الله ثم صبه فيها ثم قال: دعوها ساعة. ثم أنهم ارتووا بعد ذلك] .. فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ .... {أي رجعوا رُواء بعد وردهم. ... زاد ابن سعد: [حتى اغترفوا بآنيتهم جلوسا على شفير البئر] ...

فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .... {والعيبة: ما توضع فيه الثياب لحفظها أي أنهم موضع النصح له والأمانة على سره , كأنه شبه الصدر الذي هو مستودع السر بالعيبة التي هي مستودع الثياب ... وفى رواية: [وكانت خُزاعة عَيبَة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلُمها ومشركُها لا يُخفون عليه شيئاً كان بمكة] ... مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ .. {وتِهامة بالكسر هي مكة وما حولها} .. فَقَالَ إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَي ... {ذَكر هَذين لكون قريش الذين كانوا بمكة أجمَع ترجعُ أنسابُهم إليهما} ... نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ ... {الأعداد بالفتح جمع عِِِد بالكسر والتشديد وهو الماء الذي لا انقطاع له} ... وَمَعَهُمْ الْعُوذُ الْمَطَافِيل .. {العُوذ بالضم جمع عائذ وهي الناقة ذات اللبن , والمطافيل الأمهات اللاتي معها أطفالها , يريد أنهم خرجوا معهم بذوات الألبان من الإبل ليتزودوا بألبانها ولا يرجعوا حتى يمنعوه , أو كنى بذلك عن النساء معهن الأطفال , والمراد أنهم خرجوا منهم بنسائهم وأولادهم لإرادة طول المقام وليكون أدعى إلى عدم الفرار} .. وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ ...

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ... {قال ابن بطال: فإنما قدم النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة غير مستأ من مما كان بينه وبين أهل مكة من الحرب والمناصبة والعداوة ولا أخذ إذنهم فى ذلك؛ لأنه جرى على العادة من أن مكة غير ممنوعة من الحجاج والمعتمرين، فلما علم الله أنهم صادوه ومقاتلوه حبس الناقة عن مكة كما حبس الفيل تنبيهًا له على الإبقاء عليهم} .... وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمْ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً ... {أي جعلت بيني وبينهم مدة يُترك الحرب بيننا وبينهم فيها} .... وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ فَإِنْ أَظْهَر ... {وإنما ردد الأمر مع أنه جازم بأن الله تعالى سينصره ويظهره لوعد الله تعالى له بذلك , على طريق التنزل مع الخصم وفرض الأمر على ما زعم الخصم} .... ْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوا .... {أي استراحوا} .... وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي ... {السالفة صفحة العنق , وكنى بذلك عن القتل} ... وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير