تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَقَالَ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ قَالَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا يَد كَانَتْ لَكَ عِنْدِي ... {أي نعمة .. وهى انه كان قد تحمل بدية فأعانه أبو بكر فيها بعونٍ حسن} .... ٌ لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ .. {أي لم أكافئك بها .. أي جازاه بعدم إجابته عن شتمه بيده التي كان أحسن إليه بها} .. قَالَ وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ .. [وفى رواية: فكلما كلمه أخذ بلحيته] .. وكانت عادة العرب أن يتناول الرجل لحية من يكلمه ولا سيما عند الملاطفة وفي الغالب إنما يصنع ذلك النظير بالنظير , لكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضي لعروة عن ذلك استمالة له وتأليفا .....

وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ .... {وهو ما يكون أسفل القراب من فضة أو غيرها} .... وَقَالَ لَهُ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَة .... [وفى رواية: قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة] َ فَقَالَ أَيْ غُدَرُ ... {مبالغة في وصفه بالغدر} ... أَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ ... {أشار عروة بهذا إلى ما وقع للمغيرة قبل إسلامه , وذلك أنه خرج مع ثلاثة عشر نفرا من ثقيف من بني مالك فغدر بهم وقتلهم وأخذ أموالهم , فتهايج الفريقان بنو مالك والأحلاف رهط المغيرة , فسعى عروة بن مسعود عم المغيرة حتى أخذوا منه دية ثلاثة عشر نفسا واصطلحوا} ... فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا الْإِسْلَامَ فَأَقْبَلُ وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ ... {أي لا أتعرض له لكونه أخده غدرا--- ويستفاد منه أنه لا يحل أخذ أموال الكفار في حال الأمن غدرا لأن الرفقة يصطحبون على الأمانة والأمانة تُؤَدى إلى أهلها مسلما كان أو كافرا , وأن أموال الكفار إنما تحِلُ بالمحاربة والمغالبة , ولعل النبي صلى الله عليه وسلم ترك المال في يده لإمكان أن يُسلم قومُه فيرُد إليهم أموالهم---} ...

(قلت: وانظر ايضا اخى الى موقف واحد اخر من خيار الناس من اصحاب رسول الله, وهو المغيرة بن شعبة , كيف يغلظ علي من تمس يده النبي صلي الله عليه وسلم - ولو كان بلطف - ولو كان هذا صاحب يد وفضل من قبل بل حتي لو كان الوالد او الولد .... لان المفدى هو رسول الله الذى ملأت محبته القلوب ... فتدبر معى ... !!!)

ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ ... {أي يلحظ} ... أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ .... وفى رواية [ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه] .... وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ .... {أي يديمون} .... إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ ... {ولعل الصحابة فعلوا ذلك بحضرة عروة وبالغوا في ذلك إشارة منهم إلى الرد على ما خشيه من فرارهم , وكأنهم قالوا بلسان الحال: من يحب إمامه هذه المحبة ويعظمه هذا التعظيم كيف يظن به أنه يفرعنه ويسلمه لعدوه؟ بل هم أشد اغتباطا به وبدينه وبنصره من القبائل التي يُراعي بعضُها بعضا بمجرد الرحِم} ... فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ ... {وذكر الثلاثة لكونهم كانوا أعظم ملوك ذلك الزمان} ... وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير