تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يعاونون الجند في أموالهم وأعمالهم إنما تصلح بهم أحوالهم إذا كانوا مسلمين مؤمنين وفي المسلمين كفاية في جميع مصالحهم ولله الحمد. ودخل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فعرض عليه حساب العراق فأعجبه ذلك وقال: " ادع كاتبك يقرؤه علي " فقال: " إنه لا يدخل المسجد " قال: " ولم؟ " قال: " لأنه نصراني " فضربه عمر - رضي الله عنه - بالدرة فلو أصابته لأوجعته ثم قال: لا تعزوهم بعد أن أذلهم الله ولا تأمنوهم بعد أن خونهم الله ولا تصدقوهم بعد أن أكذبهم الله. والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قلوبهم واحدة موالية لله ولرسوله ولعباده المؤمنين معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين وقلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يغلب والجند الذي لا يخذل فإنهم هم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور} {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين} {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. وهذه الآيات العزيزة فيها عبرة لأولي الألباب فإن الله تعالى أنزلها بسبب أنه كان بالمدينة النبوية من أهل الذمة من كان له عز ومنعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أقوام من المسلمين عندهم ضعف يقين وإيمان وفيهم منافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر: مثل عبد الله بن أبي رأس المنافقين وأمثاله وكانوا يخافون أن تكون للكفار دولة فكانوا يوالونهم ويباطنونهم. قال الله تعالى: {فترى الذين في قلوبهم مرض} أي نفاق وضعف إيمان {يسارعون فيهم} أي في معاونتهم {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} فقال الله تعالى: {فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا} أي هؤلاء المنافقون الذين يوالون أهل الذمة {على ما أسروا في أنفسهم نادمين} {ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين}. فقد عرف أهل الخبرة أن أهل الذمة من اليهود والنصارى والمنافقين يكاتبون أهل دينهم بأخبار المسلمين وبما يطلعون على ذلك من أسرارهم حتى أخذ جماعة من المسلمين في بلاد التتار وسبي وغير ذلك؛ بمطالعة أهل الذمة لأهل دينهم. ومن الأبيات المشهورة قول بعضهم: كل العداوات [قد] ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في الدين ولهذا وغيره منعوا أن يكونوا على ولاية المسلمين أو على مصلحة من يقويهم أو يفضل عليهم في الخبرة والأمانة من المسلمين؛ بل استعمال من هو دونهم في الكفاية أنفع للمسلمين في دينهم ودنياهم والقليل من الحلال يبارك فيه والحرام الكثير يذهب ويمحقه الله تعالى. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[24 - 05 - 08, 10:36 ص]ـ

لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ العَلِيِّ العَظيمْْ ..

ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[24 - 05 - 08, 10:46 ص]ـ

.. خصوصا إذا كان في الأمر نوع خلاف.

وهذا التفصيل من أمر الخلاف قد جاءك فيما نقله الأكارم في الموضوع، ولا حرج عليك أن تردّ القول وترفضه بالحجة والدليل، وأقوال الأئمة ..

أما أن تنعت المخالف بما مرّ بعضه؛ فأربأ بك عن ذلك ..

وهل علمت خلافا عن المسألة ... فأتي بها إن كنت من الصائبين

نحن لا نعلم خلافا في المسألة وفي كثير من المسائل الأخرى قبل ان تطلع علينا هذه القرضاويات (شطحات) ... نسأل الله لنا وله الهداية والمغفرة.

وإن كنت ناقص علم فالصمت أولى بك وله تحسب زلاتك على إجتهاداتك ... فعلمائنا يميزون بين الغث والسمين ... والله المستعان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير