تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحديث يدل على لطف الله بعباده، حيث بدأهم بالمناداة من غير سؤال منهم وبهذا يفرح المؤمنون.

الفائدة الخامسة:

دل على أن صفة العبودية تشريف، لأن المقتضى الخطاب أن يختار المنادي أحب الأسماء للسامع فيناديه بها، فالله أختار صفة " يا عبادي " مما يدل على أن من دخل من العباد تحت هذه الصفة فقد شَرُف غاية الشرف، فإن العبودية لله تقتضي الخلص مما سواه.

الفائدة السادسة:

تقديم النداء " يا عبادي " دليل على أهمية ما بعده، فإن هذا المقصود من النداء، ولهذا فإن المؤمن يصغي سمعه لما يقال بعد النداء، خاصة إذا كان من ربه، كما في الحديث.

الفائدة السابعة:

دل الحديث بلفظه الصريح على تحريم الظلم مطلقا، وذلك من عدة أوجه:

أ ـ حرف التوكيد "إن".

ب ـ ضمير المتكلم "الياء" في قوله "إني".

ج ـ لفظ التحريم في قوله " حرمت " وهو يفيد المنع أكثر من أي صيغة أخرى.

د ـ " أل " الجنسية في قوله " الظلم " والتي تفيد الاستغراق، فيشمل جميع أنواع الظلم.

هـ ـ تكرار لفظي " التحريم والظلم " في قوله: " إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " فنلاحظ تكرار " حرمت ومحرما " وقوله: " الظلم فلاتظالموا " ولا شك بأن هذا التكرار يفيد المنع بصورة أكبر.

و ـ ختم الجملة الأولى من الحديث بقوله: " فلا تظالموا " مع أن المعنى المراد فُهم مما سبقها في قوله " إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ".

فإن المعنى قد تم عند قوله " محرما " لكنه أعاد المعنى المراد مرة أخرى بقوله: " فلا تظالموا " وهذا أيضا يفيد المنع قوة.

الفائدة الثامنة:

دل الحديث أن الله هو المشرع المُحِل المُحرِم، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فإن قوله:" إني حرمت الظلم على نفسي " تدل على تحريم الله لما يشاء وبالمقابل تحليله لما يشاء.

الفائدة التاسعة:

يؤخذ من الحديث أن من صيغ العزيمة على الطلب أو الترك أن يخبر الواحد عن نفسه، ويبدأ قبل غيره، ولهذا فإن الله أخبر عن نفسه قال: " إني حرمت الظلم على نفسي ".

فمن أراد أن يأمر أمرا، أو ينهى عنه فليبدأ بنفسه قولا وعملا، فإن ذلك أشد وقعا.

الفائدة العاشرة:

فيه إثبات النفس لله سبحانه وتعالى.

الفائدة الحادية عشرة:

دل على عدم التلازم بين ما يحرمه الله على نفسه وما يحرمه علينا، فقد:

أ ـ يحرم على نفسه أمرا ويحرمه أيضا علينا كالظلم في هذا الحديث.

ب ـ يحرم على نفسه أمرا ولا يحرمه علينا كجميع النقائص من السنة والنوم وغيرها.

ج ـ يبيح لنفسه أمرا ويحرمه علينا كالكبر في حقه سبحانه وتعالى.

والظلم من النوع الأول، ولهذا قال: " وجعلته بينكم محرما " مما يدل على أن هناك أمورا حرمها على نفسه لم يحرمها علينا، والله أعلم.

الفائدة الثانية عشرة:

قوله:" فلا تظالموا " يحتمل معنيين:

أ ـ النهي عن البدء بالظلم، أي أن يبدأ الإنسان أخاه بالظلم.

ب ـ النهي عن الرد والانتقام بالظلم، أي أن ينتقم الإنسان لنفسه بظلم غيره.

وكلا المعنيين مراد في الحديث، فالظلم منهي عنه ابتداء واستدامة.

الفائدة الثالثة عشر:

يفهم من الحديث تحريم إنكار المنكر عن طريق ظلم صاحبه، ولا يسوغ لنا المنكر الذي يمارسه صاحبه أن نتعدى حدود الشرع فيه فنقع بالظلم.

الفائدة الرابعة عشر:

دل الحديث على أن الظلم لا مصلحة فيه البتة، ولهذا مُنع وحُرم تحريما مطلقا.

الفائدة الخامسة عشر:

قوله " وجعلته بينكم محرما " يفيد أن الإنسان عليه الاستسلام لحكم الله، فلا يقدر على تبديله أو تغييره، وهذا كما أنه في الظلم فكذلك في سائر أحكام الله التي جعلها بيننا.

الفائدة السادسة عشر:

دل الحديث على أن الظلم لن يقع منه سبحانه وتعالى أبدا، ولهذا لم يعد صيغة التحريم على نفسه كما أعادها في حق الناس.

فقد قال في حق الناس:" وجعلته بينكم محرما " ثم أعاد التحريم مرة أخرى فقال:" فلا تظالموا "، أما في حق نفسه سبحانه وتعالى فقال: " إني حرمت الظلم على نفسي " ولم يقل: فلن أظلم، مما يدل على أنه لن يظلم أبدا فإنه إذا حرم شيئا فلن يفعله، بخلاف الناس فقد يحرم الله عليهم أمرا فيفعلونه، فاقتضى أن تتكرر صيغة المنع في حقهم فقط.

الفائدة السابعة عشر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير