تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولهذا أجمع العلماء على تحريم بناء المعابد الكفرية، مثل: الكنائس في بلاد المسلمين، وأنه لا يجوزُ اجتماعُ قِبْلَتَين في بلدٍ واحدٍ مِن بلادِ الإسلام، وألاَّ يكون فيها شيءٌ مِن شعائر الكُفَّار لا كنائس ولا غيرها، وأجمعوا على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا أُحدثت في الإسلام، ولا تجوز معارضة ولي الأمر في هدمها بل تجب طاعته.

وأجمع العلماء رحمهم الله تعالى على أن بناء المعابد الكفرية ومنها: الكنائس في جزيرة العرب أشدُّ إثماً وأعظمُ جرماً، للأحاديث الصحيحة الصريحة بخصوص النهي عن اجتماع دينين في جزيرة العرب، منها قول النبي: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب». [رواه الإمام مالك وغيره وأصله في الصحيحين].

فجزيرة العرب: حرمُ الإسلام وقاعِدَتُهُ التي لا يجوزُ السَّماحُ أو الإذن لكافر باختراقها، ولا التَّجَنُّسُ بجِنْسِيَّتِها، ولا التملك فيها، فضلاً عن إقامة كنيسة فيها لعبّاد الصليب، فلا يجتمع فيها دينان إلا ديناً واحداً هو دين الإسلام الذي بَعَثَ الله به نبيه ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ولا يكون فيها قبلتان إلا قبلة واحدة هي قبلة المسلمين إلى البيت العتيق ...

وبهذا يُعلم أنَّ السَّماحَ والرِّضا بإنشاء المعابد الكفرية مثل الكنائس، أو تخصيص مكان لها في أي بلد من بلاد الإسلام من أعظم الإعانة على الكفر وإظهار شعائره، والله عز شأنه يقول: ? وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «مَن اعتَقَدَ أنَّ الكنائس بيوتُ الله، وأنَّ اللهَ يُعبَدُ فيها، أو أنَّ مَا يَفْعَلُهُ اليهودُ والنصارى عبَادةٌ لله وطاعةٌ لرسوله، أو أنَّه يُحِبُّ ذلك أو يرضاه، أو أعانهم على فتحها وإقامة دينهم، وأن ذلك قربة أو طاعة فهو كافر».

وقال أيضاً: «مَن اعتقد أنَّ زِيارةَ أهل الذِّمةِ في كنائسهم قربةٌ إلى الله فهو مُرتَدٌ، وإن جَهِل أنَّ ذلك محرَّمٌ عُرِّفَ ذلك، فإن أصرَّ صارَ مُرتداً» اه.

عائذين بالله من الحَوْرِ بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهداية، وليحذر المسلم أن يكون له نصيب من قول الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ? [محمد:25 - 28]». انتهت الفتوى ملخصةً.

*كنائس الخليج:

كانت جزيرة العرب مطهرة من الكنائس منذ نحو من ألف وثلاثمائة سنة، حتى أتى الاحتلال الإنجليزي إليها واستولى على ما استولى عليه منها، فحرص أشد الحرص على نشر التنصير المتمثل في بناء الكنائس التي هي مُنْطَلقه، ومع مقاومة أهل الجزيرة لهذا الأمر إلا أنه بُنيت الكنائس وقامت الصلبان في جزيرة العرب حاشا دولة واحدة، هي الوحيدة التي لم يرفع فيها الصليب إلى يومنا هذا وهي المملكة العربية السعودية حماها الله، وطهَّر بلدان المسلمين من تلك الكنائس.

فأول بلدان الخليج التي بنيت فيها الكنائس هي مملكة البحرين، وذلك في عام (1904م)، ثم سلطنة عمان سنة (1908م)، تلتهما دولة الكويت فبُنيت أول كنيسة سنة (1932م)، ثم دولة الإمارات العربية المتحدة سنة (1968م)، أمَّا دولة قطر فهي مطهَّرة من الكنائس حتى سنة (2006م) حيث بنيت أول كنيسة وافتتحت بعد رمضان مباشرة في أول شهر شوال!!

هذا والواجب على ولاة أمور المسلمين أن يتقوا الله عز وجل، وأن يحكموا شرعه، الذي منه هدم هذه الكنائس، وإذا أراد النصارى أن يقيموا شعائر دينهم فلهم ذلك ولكن في بيوتهم، فلا يظهروا شيئاً من ذلك بين المسلمين، وهذا تفسير قوله تعالى: ? لكم دينكم ولي دين ?، ونحن لا نُكْرِهُ أحداً على دخول الإسلام، ولكن ليس معنى هذا أن يُظْهِروا كفرهم وباطلهم بيننا كما تقدَّم في الشروط العمرية، وأضرب على ذلك بمثال بسيط يفهمه كل أحد: كل دولة لها قوانين توجب على من سكن في أرضها أو حتى أقام فيها إقامة يسيرة أن يسير وِفق هذه القوانين، سواء أعجبته أم لا، وسواء كانت بلاده الأصلية توافق عليها أم لا، أفلا يكون القانون الشرعي والدستور الرباني أولى بالتطبيق؟ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .....

كتبه

دغش بن شبيب العجمي

دولة الكويت

طهرها الله وسائر بلاد المسلمين من معابد الوثنية

وكان الفراغ منها في ربيع الأول عام 1428

ثم أعدت النظر فيها 27 من جمادى الآخرة عام (1428)

الموافق (13/ 7/2007)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير