تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فائدة:حول رؤية الله في المنام (رونق القرطاس، ومَجلَب الإيناس)

ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[27 - 05 - 08, 04:11 م]ـ

قال محقق رسالة الشيخ (نشر الإعلام بمروق الكرفطي من الإسلام) أو (بيان للدجال القرمطي، عبد الله اليدري الكرفطي):

فائدة: بعد أن قدمت هذه الرسالة للمطبعة بهذا التعليق البسيط السريع دفع لي فضيلة شيخنا محمد بوخبزة كتابه النفيس: (رونق القرطاس، ومَجلَب الإيناس) (1/ 151). فإذا فيه كلام جميل يتعلق برؤية الله في المنام، ونصه: (قال ابن تيمية في الرد على أهل الوحدة: المسلمون في رؤية الله على ثلاثة أقوال، فالصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون وأئمة المسلمين على أن الله يُرى في الآخرة بالأبصار عياناً، وأن أحداً لن يراه في الدنيا بعينه، لكن يُرى في المنام، ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها، و من الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه، وهو غالط، ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته في صورة مثالية، كما قد بُسط في غير هذا الموضع، والقول الثاني قول نفاة الجهمية: أنه لا يُرى في الدنيا ولا في الآخرة!! والقول الثالث قول من يزعم أنه يُرى في الدنيا والآخرة الخ قلت: وتجويزه رؤيةَ الله في المنام، لا دليل عليه إلا القياسَ على حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رأى ربه في المنام في أحسن صورة، هذا اللفظ الصحيح في (جامع الترمذي) دون ألفاظ منكرة: كأتاني في صورة شاب أمرد الخ وأحوال النبوة من قبيل الوحي لا يقاس عليها، وقوله في الحديث الصحيح: (اعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه في الدنيا) عام لا مخصص له فيشمل رؤيا المنام، وابن تيمية رحمه الله بالغ في هذا الموضوع متأثراً بماضيه في التصوف وما ترسب في عقله الباطن من آثار ذلك، فترى له في آخر وصيته الكبرى ومجموع الفتاوى (3/ 385/392) ما يؤيد ذلك وهو أول من يعلم أن ما يسميه المكاشفات ومشاهدات القلوب والصور المثالية إنما هو منقول عن الصوفية، وأنه بدعة لا شك فيه، ولم يُعرَف مثله عن السلف الصالح في العصور المشهود لها بالخير، وكان ينبغي له-رحمه الله- أن يشير إلى مذاهب العلماء في رؤية الله في المنام، وهو يعلم أن الحنفية ينكرونها أشد الإنكار بل يحكمون بردة من يزعمها كما نظَمَه صاحب (الشيبانية-هي منظومة طبعت ضمن مجموع الكبير بمصر كما قلنا سابقاًً) من دواوينهم الفقهية، يضاف إلى هذا أنه لم تنقل هذه الرؤية عن الصحابة وكبار التابعين، وما نقل منها عن أحمد بن حنبل والثوري وفلان يحتاج إلى نقد، وأغلبه لا أسانيد صحيحة له-يقول أبو عاصم: تتبعت النقول الواردة في رؤية الله مناماً فوجدتها تفوق عشرين نقلاً لكن لا تساوي فلساً واحداً بل ربعه، تلرة أجد بأن الإمام أحمد رأى ربه مائة مرة وتارة أبا حنيفة، وتارة أبا يزيد البسطامي، وتارة وتارة هكذا بهذا الاضطراب بل بهذا الكذب، وتارة وجدت أن رجلاً رأى ربه في المنام فقال: يا رب كيف الوصول إليك؟ قال: حُطَّ نفسَك ثم تعالى إلى غير ذلك من الخرافات التي لا يخلو منها كتاب من كتب الصوفية وربيبتها الرافضة، ومن لم يسعه هذا فعليه بـ (الروض الفائق)، و (بدائع الزهور)، و (إيقاظ الهمم)، و (الطبقات الكبرى) للشعراني، و (قوت القلوب)، و (نور الأبصار)، و (جواهر المعاني، وبلوغ الأماني)، و (بغية المستفيد)، وغيرها كثير من كتب الضلال التي يجب إحراقها بل أو الإستجمار بها لأنها لا يوجد فيها شيء صحيح حاش البسملة والحمدلة وما سوى ذلك فخبج-ثم إن المشكل كل المشكل معرفةُ المرئي من هو وما هو وما صفتُه؟ فإن الزاعمين للرؤية لا يجرءون على البيان، بل توالت عباراتهم على أن المرئي مثالٌ ورمزٌ؟! ولا يمكن أن يوصَف أو يكيف، وإنما هو خطابٌ أو إشارة يقع في رُوع النائم أنه الله، وما يدريه؟ وقد استغلَّ هذه المسألةَ الشيخُ محمد بن جعفر الكتاني وهو معروف بشطحاته الصوفية وقوله بالوحدة، فأعلن أنه يرى الله مناماً، وأنكر عليه فقهاء فاس، وانتصر له تلميذه عبد الله بن الصديق الغماري فنشر في مجلة (الإسلام) القاهرية مقالا بعنوان: (رؤية الله في المنام). ردَّدَ فيه تلك الدعاوى دون حجة ولا برهان مقبول، وتلقف ذلك المقال المتمشيخُ الدجال عبد الله الكرفطي بطنجة وكَتَبَ هذا بقلمه في إحدى رسائله فزعم أن أحد أنْعَامِهِ رأى الله تعالى في صورته هُو، وقال بأنه أَطْلَعَ شيخه أحمد بن الصديق على ذلك فصححها له وهو كاذبٌ لأنني قرأتُ تعبيره لرؤياه في رسالة له فإذا هو يقول له: بأن الرائي لم ير الله وإنما رآك ومعناه كذا في خَوَرٍ وهَذَرٍ، وشيخه المذكور ممَّن زعم أنه رأى الله فذكر في (الجؤنة) أنه رأى كأن صحافاً من الطعام توضع بين يديه وتأتي من ورائه فتَأَوَّلها بإكرام الله له بسبب عداوة إخوته له، وقال في أولها: رأيت رب العزة في المنام، وهذا ما رأى، فأين رؤية الله تعالى عن هذا الإفك؟.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير