ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 06 - 08, 10:52 م]ـ
بارك الله فيك ..
-ليس من العادة أن يتناقش الناس في التمثيل .. فالمثال مراد منه توضيح الفكرة فقط ... فوظيفته تربوية فحسب ويمكن أن نضرب عنه الذكر صفحا لو تقررت الفكرة ...
-وعلى اعتبارالمثل هنا وسيلة حجاجية فما قلته لايضر .. فالمراد هو اجتماع صفتين لا يمكن تصورهما معا هي الشفافية –في الزجاج-والبياض – في الفضة-
وهذا كلام الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا (18)}.
يقول تعالى ذكره: (قَوَارِيرَا) في صفاء، الصفاء من فضة، الفضة من البياض.
كما حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: قال الحسن، في قوله: (كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ) قال: صفاء القوارير في بياض الفضة.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يحيى بن كثير، قال: ثنا شعبة، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله الله (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ) قال: بياض الفضة في صفاء القوارير.
حدثني يعقوب، قال: ثنا مروان بن معاوية، قال: أخبرنا ابن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: (كَانَتْ قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ) قال: كان ترابها من فضة.
وقوله: (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ) قال: صفاء الزجاج في بياض الفضة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة، في قوله: (قَوَارِيرَ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ) قال: لو احتاج أهل الباطل أن يعملوا إناء من فضة يرى ما فيه من خلفه، كما يرى ما في القوارير ما قدروا عليه.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة (قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ) قال: هي من فضة، وصفاؤها: صفاء القوارير في بياض الفضة.
وكلام قتادة من حديث ابن بشار هو ما قصدته بالضبط .. إلا أن قتادة رحمه الله تحدث عن الخلق وأنا أتحدث عن التصور ..
أما كلام الشيخ ابن عاشور فهذا تمامه:
والقوارير: جمع قارورة، وأصل القارورة إناء شبه كوز، قيل: لا تسمى قارورة إلاّ إذا كانت من زجاج، وقيل مطلقاً وهو الذي ابتدأ به صاحب «القاموس».
وسميت قارورة اشتقاقاً من القَرار وهو المكث في المكان وهذا وزن غريب.
والغالب أن اسم القارورة للإِناء من الزجاج، وقد يطلق على ما كان من زجاج وإن لم يكن إناء كما في قوله تعالى: {قَال إنه صرح ممرّد من قوارير} [النمل: 44] وقد فسر قوله: {قواريراً} في هذه الآية بأنها شبيهة بالقوارير في صفاء اللون والرقة حتى كأنها تشفّ عما فيها.
والتنافس في رقة آنية الخمر معروف عند شاربيها قال الأعشى:
تريك القذى من دونها وهي دونه ... إذا ذاقها من ذاقها يتمطق
وفعل {كانت} هنا تشبيه بليغ، والمعنى: إنها مثل القوارير في شفيفها، وقرينة ذلك قوله: {من فضة}، أي هي من جنس الفضة في لون القوارير لأن قوله {من فضة} حقيقة فإنه قال قبله {بآنية من فضة}.
تعليقنا:
-إصرار الشيخ على التشبيه لا مسوغ له،تعبير" كانت قواريرا "لا يستحيل معه تحديد الماهية ... وعلى قوله يسأل عن مادة هذه الأكواب هل هي طين أم صلصال مادام يرفض أن تكون زجاجا بدون ما سبب!!
-وقوله: وقد يطلق على ما كان من زجاج وإن لم يكن إناء كما في قوله تعالى: {قَال إنه صرح ممرّد من قوارير} [النمل: 44]
يرد عليه بأن "من" في الآية بيانية وهي ليست من حروف التشبيه .. ف"الصرح من زجاج" ظاهره تحديد المادة ومستبعدة جدا المشابهة ... وليس هنا مقتض يمنع الماهية ليصار إلى المشابهة ..
-وقوله: أي هي من جنس الفضة في لون القوارير لأن قوله {من فضة} حقيقة فإنه قال قبله {بآنية من فضة}.
قلنا: كلامنا عن الأكواب لا الآنية والاختلاف ظاهر من العطف .. ودلالة كون الأكواب من الفضة استفيدت من بعد لا من قبل ...
وكلامه عن "لون القوارير"وبياضها فيه تسامح شديد .. وإلا فالمعهود أن الزجاج لا لون له ووصفه بالبياض تساهل.
... وهو نفسه قرر معنى الشفافية والشفافية ليست بياضا.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 08, 08:08 م]ـ
بارك الله في جملة المشاركات ونفع بها
ـ[عمارنور]ــــــــ[11 - 06 - 08, 10:49 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه التوضيحات القيمة.
ـ[عمارنور]ــــــــ[11 - 06 - 08, 10:50 ص]ـ
ونتمنى منك المزيد و المزيد.
ـ[محمد بولحليب]ــــــــ[23 - 10 - 09, 09:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا