تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل قال صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".

الشكر يقابل الكفر قال تعالى في سورة البقرة {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]، وفي سورة إبراهيم {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، وفي سورة النمل {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40] الأمر بالشكر عقيب النعم لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة ويجلب النعم المفقودة، كما أن الكفر ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة.

قالوا عن الشكر:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى رجلا به بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا)، إلا كان شُكر تلك النعمة.

عن قتادة: في قوله تعالى: (إِنّ رَبّنا لَغَفورٌ شَكور). قال: غفر لهم الذنب العظيم، وشكر لهم اليسير.

قال شداد بن أوس: احفظوا عني ما أقول لكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات: (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد. وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، و أسألك قلبا سليما ولسانا صدقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، واستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب).

قال داود عليه السلام: الحمد لله كما ينبغي لكريم وجهه وعز جلاله. فأوحى الله إليه: قد أتعبت الكتبة.

حدثنا أبو حفص عمر بن محمد النسائي، قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: حج رجل: فلما أراد الانصراف إلى بلده وقف على باب الكعبة فقال: الحمد لله بجميع محامد الله ما علمنا منها وما لم نعلم، على جميع نعم الله ما علمنا منها وما لم نعلم. ثم انصرف إلى بلده، فلما كان من قابل حج فلما أراد الانصراف إلى بلده وقف على باب الكعبة قال مثل قوله الأول، فقيل له أو نودي: لقد أتبعت الحفظة، فما كتبوا ثواب ما قلت إلى هذا اليوم.

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم: أن عبدا من عبيد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم شأنك فأعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعد إلى السماء فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها.

عن أبي حازم: إذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره.

قال أبو حازم: كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية.

عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر من لا يشكر الناس).

عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أولي معروفا فليكافيء عليه، فمن لم يفعل فليذكره، فإن من ذكره فقد شكره).

أنشدني محرز بن الفضل:

عَلامَةُ شُكرِ المَرءِ إِعلانُ شُكرِهِ ... وَمَن شَكَرَ المَعروفَ مِنهُ فَما كَفَر

حدثنا الوليد بن مضاء الموصلي، قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن عمار، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تقدروا فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافيتموه).

أنشدني علي بن الحسين، قال: أنشدني ابن أبي الدنيا:

لَو كُنتُ أَعرِفُ فَوقَ الشّكرِ مَنزِلَةً ... أَعلى مِنَ الشّكرِ عِندَ الله في الثمنِ

إِذا مَنَحتُكَها مِنِّي مُهَذَّبَةً ... حَذواً عَلى حَذوِ ما أَولَيتَ مِن حَسَنِ

سجود الشكر:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الأمر يسره خر ساجدا. شكر لله.

عن ابن لكعب بن مالك قال: لما أتى كعب بن مالك الذي بشره بتوبته سجد وأعطى الذي بشره ثوبيه.

عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم بن عبد الله أن كعب الأحبار قال لعمر بن الخطاب: إنا لنجد: ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء. قال عمر: غلا من حاسب نفسه. قال كعب: إلا من حاسب نفسه. فكبر عمر وخر ساجدا.

حدثنا علي بن زيد بن جدعان قال: كنا عند الحسن البصري وهو متوار في منزل أبي خليفة العبدي فجاء رجل فقال: يا أبا سعيد توفي الحجاج فخر ساجدا.

ـ[أيمن عبدالله عبدالفتاح]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:24 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذه المشاركه الرائعه فقد جاءت على الوجع مثل مايقولو.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير