تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* وفيه أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذبح بيده الشريفة، وأنه كان يأكل يوم الأضحى من أضحيته.

* وقد ذكر علماء المسلمين أن كل هذا مما يستحب فيه التأسي به - صلى الله عليه وآله وسلم -.

فمع التسليم بما سبق يقال:

أما كون المرء لا يحب أكل اللحم أو لا يستسيغه طبعًا، فلم يوجب أحد عليه أن يأكل اللحم وجوبًا عينيًّا.

لكن هذا لا يمنعه من أداء ما شرعه الله من أنواع الذبح.

لكن إن كان لا يأكل لأن نفسه لا تقبل ذبح الحيوان، أو لا يحب إهراق دم الحيوان، أو نحو ذلك، فهذا لا شكّ في وجود خلل في إيمانه بما سبق سرده.

فإن الله يحب منه أن يذبح الحيوان، والله يأمر به.

والنبي - صلى الله عيه وسلم - يحب ذلك ويأمر به.

وترك جنس هذه العبادة لأن النفس لا تحبها فيه ما فيه من الخلل في الإيمان، ولذلك كان من التوفيق أن يوضع هذا الموضوع في قسم العقيدة.

وترك جنس مأمورٍ به، لكراهيته، أو لظنّ أنه خلاف الحكمة خلل في الإيمان لا شك في ذلك.

ولذلك من ترك جنس الذبح فقط لأنه يرحم الحيوان كان مذمومًا بكل حال، لا كما قال بعض الإخوة بغير مستند.

فليس في ترك جنس الذبح (ذبح بنفسه أو ذبح له غيره) إلا الهوى وانتكاس الفطرة والله أعلم.

كما أن ترك المرء الأكل من جنس اللحوم ليس فيه خير والله أعلم.

وأمّا كون الشخص في قلبه رقّة أو رحمة زائدة كما يزعم، فلا نكذّبه، ولكن يقال له هذا محض هوى وانحراف عن فطرة الله ..

وقد جاء الإسلام ضابطًا للانحرافات في الأهواء، فينبغي عليه أن يضبط محابّه على ما يحبه الله ورسوله ويهيّء نفسه ويحايلها لقبول الحق الذي شرعه الله.

وقد شرع الله النحر وأمر به، وخلق بعض الحيوان لكي يُنحر ويتقرّب به إليه ويؤكل.

ويقال له أيضًا:

إن كان في قلبك رقة ورحمة غير سويّة، فكلْ من اللحم المطبوخ ولا تنظر إلى الذبح ولا المذبوح إذا ذبح.

فقد ذبح الحيوان وانتهى الأمر، ولم يعد للرحمة ولا الرقة موضع.

لكن الإشكال أنهم يتركون أكل اللحم اعتراضًا على نفس الذبح، وهذا خلل في الإيمان كما سبق.

والله أعلم.

======

فائدة:

قلتُ: (فلم يوجب أحد عليه أن يأكل اللحم وجوبًا عينيًّا) احترازًا ممن أوجبه على الكفاية.

فكنت قرأت قديمًا للإمام القرافي في الأمنيّة:

(قد يعتبر الشرع النية فيما هو فرض عين كالصلوات الخمس

وفيما هو فرض كفاية كصلاة الجنائز من القربات وفيما هو فرض كفاية من غير القربات كاشتراط النية في ذكاة الحيوان

فإن أكل لحوم الحيوان من فروض الكفاية لئلا تضعف العقول عن العلوم والأجساد عن ملاقاة الأعداء فتستأصل شأفة الإسلام وتفقد هداة الأنام)

والنقل من الشاملة فنسختي لا أطولها الآن.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 07:33 م]ـ

وفقكم الله لكل خير. لعل المشايخ يتفضلون بمناقشة أمرين:

1) بعض الهندوس الذين يعتنقون الإسلام لا يستطيعون إجبار أنفسهم على أكل اللحم بسبب طول العهد والتأثر برائحة اللحم ... الخ.

2) جمعيات الحفاظ على البيئة تحث الناس على ترك أكل اللحم لأن صناعة تربية البقر والدجاج في الغرب مضرة جداً بالبيئة بحسب زعمهم!

الحمد لله وحده ...

بارك الله فيك شيخنا الفاضل.

أما الهندوس فقد سبق أن مخالفة هذه العادة وترك هذه الأهواء تحتاج إلى دربة، وقد رأيت بعين رأسي بعض المسلمين بعد هندوسية في المملكة الذين استطاعوا التخلّص من معتقداتهم القديمة ..

بل صار يذبح للناس ..

وقد كان يذبح (التيس) بيده ويسلخه ويقطّعه أمامنا في ما لا يزيد على ربع الساعة.

فقط يحتاج إلى دربة ومصابرة، كما يتدربون ويتصابرون على غير ذلك من الشرائع التي تخالف دينهم القديم.

===

وأما هذه الجمعيات فيضرب بكلامها عرض الحائط ولا كرامة.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 07:55 م]ـ

الحمد لله وحده ...

يعني لو قال امرؤ: أنا أعلم أن الله يُتقرّب إليه بالذبح (لا دخل للأكل هنا) وأعلم أن الله يحب إهراق الدم في بعض الأوقات، وأعلم أن الله قد أمر بالنحر، وأن النبي أمر بذلك كذلك.

لكنني أرحم الحيوان وأرق لذبحه

فسأعيش حياتي لا أذبح حيوانا لا لأنني لا أحب لحمه طبعا

ولكن لأن ذبحه مخالف للرحمة التي أجدها من نفسي فأنا أكرهه لذلك

قيل له:

في إيمانك خلل.

وأما إن كان لا يعلم ما سبق فينبغي أن يعلَّم.

============

وأما أنه لا يحب لحم الحيوان أو حيوانا معينا فلا بأس

لكن يشترط ألا يكون كارهًا للذبح ولا ناهيًا عنه

وإلا كان مثل سابقه

============

وبعض النباتيين لا يأكلون اللحم ولا منتجات الحيوان وينهون عن ذلك لهذه الرحمة المزعومة

ولا أعلم إن كان في النباتيين من يمتنع عن كل ما هو من الحيوان لأجل العناية بالصحة فقط كما يزعمون.

ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[05 - 06 - 08, 09:55 م]ـ

كنت قد فكرت فى أمر هؤلاء منذ زمن ونسيت الأمر،

وها أنتم قد كفيتم فجزاكم الله خيرا جميعا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير