تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التشيع بالأندلس: ذكر الرجال الذين نشروا الفكر الشيعي بالأندلس]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[05 - 06 - 08, 03:46 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم.

هذه دراسة بسيطة لكن قيمة و جامعة للمظاهر و الطرق و الرجال الذين أدخلوا التشيع إلى الاندلس. و هي مقتطفة من كتاب "جهود علماء المغرب في الدفاع عنعقيدو أهل السنة " للدكتور إبراهيم التهامي (الأستاذ بجامعة الأمير عبد القادر-قسنطينة بالجزائر. و خريج جامعة أم القرى بمكة شرفها الله). الصفحة 298 - 304.

"لقد تبين للشيعة –كما تبين لغيرهم من دعاة الأفكار المنحرفة- أن جماعات البربر من شمال أفريقيا هم أصلح ما يكون لدعوتهم, فلذلك اتجهوا إلى هذه البلاد , و مان أول محاولة قام بها شيعي في الأندلس هي تلك التي قام بها عنر بن حفصون (ت 306ه) (1) الذي ظهر في جنوب الأندلس و قام بثورات دامت لسنوات طويلة, وقد اهتبل فرصة وجود الفاطميين بإفريقية (تونس) ليقيم دعوتهم بالأندلس.

و من الرجال الذين ساهموا في نشر التشيع في الأندلس عباس بن ناصح الثقفي الشاعر (2) الذي أوفده أبو مطرف عبد الرحمان بن الحكم (ت237ه) (3) إلى العراق لالتماس الكتب القديمة التي تتناول العلوم المختلفة من طب و نجوم, وعاد إلى بلاده بأفكار يشتم منها رائحة التشيع مثل القول بخروج المهدي, والقول بالرجعة و الأئمة السبعة إلى غير ذلك.

و كما انتشر التشيع على يد أمثال هؤلاء فإنه انتشر أيضا بجهود الجواسيس الذي كان الفاطميون يستعملونهم للدعاية لمذهبهم في الأندلس, وكان هؤلاء الجواسيس يسترون أهدافهم الحقيقية تحت ستار من المصالح المشروعة كالتجارة أو العلم أو السياحة الصوفية.

و من هؤلاء الجواسيس الذين كان لهم أثر كبير في نشر الفكر الشيعي بالأندلس أبو اليسر الرياضي (4) الذي يعتبره المؤرخون أول الجواسيس المشارقة بالأندلس, و لا تذكر المصادر التي ترجمت له الكثير عنه, وذلك لأنه كانت مهمتهم سرية, فإن الأخبار عنهم تكون قليلة (5) , فقد ذكروا عنه أنه كان أديبا محتالا دخل الأندلس في أيام الأمير محمد (6) (بن عبد الرحمان بن الحكم) مفتعلا كتابا على لسان أهل الشام, ولكن يبدو أن الأمير محمدا فطن لأغراضه الخبيثة, فاحتفى به و أكرمه دون أن يمكنه من مباشرة نشاطه, فاضطر إلى مغادرة الأندلس (7).

و لكن إن كان أبو اليسر هذا لم ينجح في مهمته كل النجاح, فإنه بلا ريب استطاع أن ينقل إلى هذه البلاد بعض الثقافة الأدبية الشيعية مثل شعر دعبل الخزاعي (ت246ه) (8) الذي كان من أهم ألسنة الشيعة بالمشرق إلى كثير من رسائل كتاب العباسيين (9).

ولما توفي أبو اليسر خافه في مهمته أبو هارون البغدادي (10) الذي قدم هو الأخر متجسسا, و قد تردد على الأندلس أعواما, ووفق لما لم يوفق له سلفه أبو اليسر, إذ اكتتبه عبيد الله المهدي بعد أبي اليسر و استعان به على أمر دعونه, وكان له في ذلك رأي جميل و نفع عظيم, وكان له دور هام في إذاعة تعاليم الشيعة العبيديين (11).

و منهم من تأثر بالدعوة الشيعية و إن لم يكن له إسهام في نشر تعاليمها, فقد ذكر صاحب "البيان المغرب" (12) أنه كان بالاندلس معلم للقرأن لم تحفظ المصادراسمه قام في شرق الأندلس سنة 237ه و ادعى النبوة, وكان يتأول القرأن على غير تأويله, وقد قبض على هذا المتنبئ, وحوكم بتهمة الزندقة و عرضت عليه التوبة, فلما رفض إعلان التوبة صلب, وهده النزعة إلى تأويل القرأن تدل على أنه كان متأثرا بالدعاية الشيعية (13).

و ممن تأثر بالإتجاه الشيعي محمد بن شجاع الوشقي (305ت ه) (14) الذي كان يرى جواز نكاح المتعة, وهو بدون شك متأثر في ذلك بالشيعة الإثنى عشرية, وقد قتل هذا الرجل مصلوبا.

و منهم أيضا: محمد بن إيراهيم بن حيون (305ت ه) (15) الذي كان يتهم بالتشيع لشيء كان يظهر منه في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير