[هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعين رأسه أم بعين قلبه]
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[08 - 06 - 08, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المسألة تحدث عنها الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي في أحد دروسه في جامع شيخ الإسلام عندما كان يشرح كتاب الاعتقاد للفراء رحمه الله كتبتها وأحببت نقلها ليستفيد منها الأخوة هنا في المنتدى المبارك
قال الشيخ
وهل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين: من العلماء من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج بعين رأسه، وهذا مروي عن ابن عباس وروي أيضا عن الإمام أحمد، قال ابن عباس في قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) قال: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به، وهو مروي عن الإمام أحمد.
والقول الثاني: أنه رآه بعين قلبه ولم يره بعين رأسه، وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون، وهو قول عائشة رضي الله عنها، وقد قالت لمسروق لما قال لها: هل رأى محمد ربه؟ قالت: لقد قف شعري مما قلت، ثم قالت: من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب. وهذا هو الصواب، والصواب أنه رآه بعين قلبه، وهذا القول أنه رآه بعين رأسه اختاره جماعة اختاره النووي واختاره القاضي عياض، واختاره جماعة ومنهم المؤلف، المؤلف هنا اختار أن النبي رأى ربه بعين رأسه لكن قوله مرجوح.
الصواب أنه رآه بعين قلبه لا بعين رأسه، والأدلة في هذا كثيرة منها قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيم) ونبينا بشر، ما كان لبشر أن يكلم الله إلا من وراء حجاب؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يرى الله في الدنيا ونبينا بشر كلم الله من وراء حجاب، ولهذا لما سأل موسى الرؤيا في الدنيا قال: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ) ومن الأدلة حديث أبي ذر في صحيح مسلم لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه يعني النور حجاب يمنعني من رؤيته كيف أراه.
وحديث أبي موسى في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه حجابه النور وفي لفظ: النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) ونبينا من خلقه فلو كشف لاحترق ما يستطيع.
ولأن الرؤية،رؤية الله نعيم ادخره لأهل الجنة، وليس لأهل الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من أهل الدنيا فهي نعيم خاص بأهل الجنة، فالصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعين رأسه وإنما رآه بعين قلبه، وأما ما روي عن ابن عباس أنه رآه فهو مطلق يعني روي عنه أنه رآه، وروي أنه رآه بفؤاده، وكذلك ما روي عن الإمام أحمد تارة تأتي الرواية مطلقة رأى، وتارة يقول: رآه بفؤاده، فهو يحمل المطلق على المقيد، ما روي عن ابن عباس أنه قال: رآه تحمل على رواية أنه رآه بفؤاده، وكذلك الإمام أحمد رآه في الروايات الأخرى رآه بفؤاده يحمل هذا على هذا.
وأما قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كبيرا) فالمراد رؤية الآيات المراد رؤية الآيات، فرآه بعين قلبه، والمعنى: أن الله، رؤية بقلبه زائدة على العلم، منهم من قال جعل له عينين في قلبه فرأى ربه. هذا هو الصواب الذي أجمع عليه المحققون، جمع بينهما المحقق شيخ الإسلام ابن تيمية قال: ما روي من الآثار وعن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه محمول على رؤية الفؤاد، وما روي أنه لم يره محمول على رؤية البصر.
فالنصوص التي فيها أن النبي لم يره يعني لم يره ببصره، والنصوص والآثار التي بأنه رآه محمول عنه أنه رآه بقلبه وعلى ذلك تتفق النصوص ولا تختلف.
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[08 - 06 - 08, 12:11 م]ـ
ذكر شيخ الإسلام وغيره من الأئمة أن أهل السنة اتفقوا على أن الله لا يرى في الدنيا وإنما تنازعوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في ليلة المعراج هل رءاه أو لا
¥