تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - وقال في مقال نشره في (العدد 3) من جريدة " السنة النبوية " (29 ذي الحجة 1351 هـ / 4 أبريل 1933 م، ص 1): (وأصبحت الجماعة الداعية إلى الله يدعون من الداعين إلى أنفسهم " الوهابيين "، ولا والله ما كنت أملك يومئذ كتابا واحدا لابن عبد الوهاب، ولا أعرف من ترجمة حياته إلا القليل، ووالله ما اشتريت كتابا من كتبه إلى اليوم، وإنما هي أفيكات قوم يهرفون بما لا يعرفون، ويحاولون من إطفاء من نور الله ما لا يستطيعون وسنعرض عنهم اليوم وهم يدعوننا " وهابيين " كما أعرضنا عنهم بالأمس وهم يدعوننا " عبداويين "، ولنا أسوة بمواقف أمثالنا مع أمثالهم من الماضين) (5).

وهذا القول من الشيخ يلتقي مع قوله الآخر - الذي أوردته قبل قليل -: (الكتاب واحد، والسنة واحدة، والغاية - وهي الرجوع إليها - واحدة، فبالضرورة تكون الدعوة واحدة، بلا حاجة إلى تعارف ولا ارتباط، إن تباعدت الأعصار والأمصار)، فتنبه - بارك الله فيك -.

وانظر إلى ما قاله الشيخ أحمد بن الصديق الغماري - الصوفي الخرافي الشهير - في كتابه " الجواب المفيد " (ص 66): (والبشير الإبراهيمي وعبد الحميد من بابة ابن العربي العلوي في نشر معالم الوهابية، ومحاربة الحق والفضيلة باسم الدين والسنة، ومن بغض عبد الحميد بن باديس وتمسكه بعداوة أهل البيت طبعه لذلك الكتاب الخبيث كمصنفه " العواصم والقواصم " لابن العربي المعافري الناصبي الخبيث، ولا أعرف واحدا من الرجلين إلا أني لما ذهبت إلى قسنطينة وقعت إلي مكتبته [أي ابن باديس]، فاشتريت منها الكثير، وعرفت أنه كان يقتني كتبا علمية جيدة) (6).

5 - وقال ابن باديس في (العدد 5) من جريدة " الصراط السوي " (26 جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م، ص 5 - 6): (وقد رمي الشيخ ابن عبد الوهاب - مما رمي به في حياته - بأنه يكفر من يتوسل لله بالصالحين من عباده، وقد نفى هو هذا عن نفسه ونفاه الكاتبون عنه من بعده.

وها نحن ننقل للقراء من كتاب " صيانة الإنسان من وسوسة دحلان " للعلامة الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي ما يبين لهم ذلك ويحققه ... )، ثم ساق أقوال أهل العلم في رد تلك التهمة، من ذلك قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرسالة التي كتبها لأهل مكة بعد مناظرتهم: (إذا عرف هذا؛ فالذي نعتقده وندين الله به أن من دعا نبيا أو وليا أو غيرهما، وسال منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، أن هذا أعظم الشرك الذي كفَّر الله به المشركين حيث اتخذوا أولياء وشفعاء يستجلبون بهم المنافع، ويستدفعون بهم المضار بزعمهم، قال الله - تعالى -: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)، فمن جعل الأنبياء أو غيرهم - كابن عباس أو المحجوب أو أبي طالب – وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم وسألهم جلب المنافع، بمعنى أن الخلق يسألونهم وهم يسالون الله؛ كما أن الوسائط عند الملوك يسالون الملوك حوائج الناس لقربهم منهم والناس سألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك، أو لكونهم أقرب إلى الملك، فمن جعلهم وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك حلال الدم والمال).

وقول الشيخ - أيضا - في الرسالة التي كتبها إلى عبد الله بن سحيم: (إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها منها ما هو البهتان الظاهر وهي قوله إني مبطل كتب المذاهب، وقوله إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وقوله إني ادعي الاجتهاد وقوله إني خارج عن التقليد وقوله إني أقول إن اختلاف العلماء نقمة، وقوله إني اكفر من يتوسل بالصالحين – إلى أن قال: - فهذه اثنا عشر مسألة جوابي فيها أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم).

هذا وقد كُتب في مجلة " الشهاب" (ج 2، م 10، شوال 1352هـ / يناير 1934 م، ص 85 - 86) تعريف وإشادة بكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان " للعلامة الفقيه الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي، جاء فيه وصفه بأنه من الكتب العلمية الجليلة التي ينبغي جهلها، وهو في الرد على أحمد زيني دحلان ورسالته " الدرر السنية في الرد على الوهابية "؛ ودحلان - هذا - هو أحد رؤوس الضلال الذين أعادوا لوثنية القبور ماضي شبابها بما ألفوه وكتبوه من الوساوس والضلالات - كما كتبت المجلة -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير