ولا يكاد عجبي ينقضي من إحدى دور النشر عندنا حين قامت - من قريب - بطبع كتاب ذلك القبوري دحلان، والله المستعان.
6 - وللشيخ ابن باديس - رحمه الله - كلمات كثيرة في الثناء على الملك السلفي عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ودولته الإسلامية، من ذلك قوله - خلال ترجمته للشيخ رشيد رضا - في مجلة " الشهاب " (ج 9، م 11، رمضان 1354 هـ / ديسمبر 1935 م، ص 510): (فوجد فيها [أي الدولة السعودية] السيد رشيد ضالته من دولة إسلامية تنفذ الشرع الإسلامي وتقف عند حدوده وتحيي سنته وتقاوم كل ما الصق به من بدع وضلالات وتنتمي إلى أحد المذاهب الأربعة الكبرى، فشمر عن ساق الجد لمؤازرتها وتأييدها وإرشادها، ووجد من ملكها عبد العزيز آل سعود الرجل المسلم الذي يعمل للدين وينتصح لكل ناصح فيه) (7).
7 - ونقل - عن جريدة " الشورى " - مقالا لأحد الصحفيين الذين أسلموا في الحجاز بعنوان " ملك العرب " ونشره في مجلة " الشهاب " (ج 4، م 5، ذو الحجة 1347 هـ / مايو 1929 م، ص 25)، وقال في التصدير له: (هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت المعظم في هذا العهد، ومد – تعالى – بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص [على] ربوع الحجاز؛ أرض الحرمين الشريفين، وإن في نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسا عميقا ومجالا واسعا للعبرة والتفكير) (8).
8 - وقال - أيضا - في (العدد 6) من جريدة " السنة " (20 محرم 1352 هـ / 15 مايو 1933 م، ص 1): (أما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الشريعة الإسلامية بعقائدها وآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة العربية العظيمة بما لم تعرفه دولة على وجه الأرض) (9).
9 – ونشر في مجلته " الشهاب " (ج 6، م 5، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م، ص 40 - 42) - نقلا عن جريدة " أم القرى " - خطبة للملك عبد العزيز آل سعود، مما جاء فيها قوله - رحمه الله -: (يسموننا بالوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض.
نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح. ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، وكلهم محترمون في نظرنا.
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة، منزهة عن كل بدعة، فعقيدة التوحيد - هذه - هي التي ندعو إليها، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من إحن وأوصاب).
10 – ونشر - أيضا - في جريدة " الشهاب" - نقلا عن جريدة " السياسة " الأسبوعية - (العدد 40، 12 محرم 1345 هـ / 22 يوليو 1926 م، ص 6 - 8)، و (العدد 41، 16 محرم 1345 هـ / 26 يوليو 1926 م، ص 8 - 10) حوارا مع رئيس القضاة في مكة الشيخ عبد الله بن بلهيد - رحمه الله -.
ومما جاء في (العدد 40، ص 7) قول رئيس القضاة: (أهل نجد هم جميعهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، فهم سلفية العقيدة (نسبة إلى السلف) حنابلة المذهب، أما تسميتهم بالوهابيين وتسمية مذهبهم بالوهابية فليست من عملهم وإنما هي من عمل خصومهم الذين أرادوا تنفير الناس منهم بإيهامهم الناس أن هذا مذهب جديد يخالف المذاهب الأربعة).
11 - وجاء في (العدد 117) من جريدة " الشهاب" (16 ربيع الثاني 1346 هـ / 13 أكتوبر 1927 م، ص 15 - 16) رسالة من (الأخ الفاضل العالم السلفي الأستاذ محمد بن عبد القادر الهلالي) - كما وصفته الجريدة -، جاء فيها: (فقد أطلعني على جريدتكم الغراء المسماة بـ " الشهاب "، ولنعم الشهاب هي على رؤوس أعداء الله القبوريين والطرقيين أعداء الحق وغنم الشيطان الرجيم، أطلعني عليها الأخ الصالح الشيخ ... فكدت أطير فرحا لأني تركت البلاد مظلمة مدلهمة بالخرافات والشرك، وكنت أظنها لا تزال تتخبط في ظلماتها فإذا بأشعة النور أشرقت عليها بسبب أمثالكم وأمثال أستاذكم الشيخ عبد الحميد بن باديس، فنحن نشهد الله على محبتكم وموالاتكم، فإلى الأمام أيها الإخوان.
وأبشرك أن الله أدال لأهل التوحيد على أهل الشرك فأشرقت شمس التوحيد وإتباع السنة في الحرمين الشريفين وسائر بلاد الحجاز وأطراف اليمن [ومحقت] الشرك وأهله، ورفعت ألوية العدل ومزقت ألوية الظلم وانتشر ضياء العلم وأدبر ظلام الجهل ومد رواق الأمن على جزيرة العرب أمنا لم يعرف مثله ولا ما يقاربه إلا في عهد الخلفاء الراشدين ... ولم يكن هذا إلا من العجيب الذي لم يوجد ولا يوجد الآن على وجه الأرض إلا في هذه البلاد لم يكن ذلك بكثرة الجيوش والأسلحة وإنما بعدل إمام المسلمين المجاهد في سبيل الله البائع نفسه وماله لله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود ملك الحجاز ونجد خلد الله ملكه وأيده بنصره وبالمؤمنين).
====
(1) نشرها في جريدة " النجاح " (الأعداد 179 و 180 و 181، أكتوبر / نوفمبر 1924 م).
(2) انظر " آثار ابن باديس " (5/ 270 – 271).
(3) المقصود صحيفة " الشهاب "، التي أنشأها ابن باديس سنة (1343 هـ / 1924 م)، وكانت أول الأمر جريدة أسبوعية، ثم أصبحت منذ (1347 هـ / 1929 م)، واستمرت في الصدور إلى غاية (1358 هـ / 1939 م).
(4) راجع الرسالة كاملة ضمن " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " (1/ 242 – 246).
(5) انظر " الآثار " (5/ 103).
(6) نقلا عن مقدمة رسالة " أعراس الشيطان: الزردة والوعدة " (ط منار السبيل بالجزائر).
(7) انظر " آثار ابن باديس " (3/ 95).
(8) انظر " الآثار " (3/ 145).
(9) انظر " الآثار " (3/ 262).
¥