ثم أنكر ما يفعله العامة عند زيارتهم قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من إمساك شباك النبي والاستغاثة به في مصالحهم، وقال: (ولذا قال أيضا - يعني صاحب " الشفاء " -: وقال مالك في (المبسوط): لا أرى أن يقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو، ولكن يسلم ويمضي. قال شارح هذا الموضع شهاب الدين الخفاجي: ظاهره أن مذهب مالك عدم استحباب الوقوف مطلقا) اهـ.
قلت: فليتأمل - هذا - الغلاة الطوافون بقبور الأموات الطالحين (كذا في الأصل) ومناداتهم والتوسل بهم، وهذا عين ما يقول الوهابيون وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -، فيصبون على الوهابيين سوط الانتقاد والتكفير وهو عين مذهب مالك وقوله وعمله ... ثم إن الغلاة يؤذوننا ويؤذون الإخوان الحنابلة بأننا وإياهم قد حططنا من قدر النبي وقدر الولي؛ لأننا لم نعمل بما لم يثبت عن الأئمة العظام).
3 - وقال - رحمه الله – في مقال آخر - يرد فيه على من نبز الدعوة الإصلاحية بالوهابية - بعنوان (لم كان أو صار الوهابيون سبة؟!!) نشر في (العدد 167) من جريدة " البصائر " (6 ربيع الثاني 1358 هـ / 26 مايو 1939 م، ص 2): (فأهل العلم عموما وأهل الإسلام قاطبة يعلمون أن الوهابيين حنبليين من أهل السنة والجماعة، ومن المذاهب الأربعة المجمع عليها، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مذهب الإمام أحمد، مع ترجيح مذهب السلف، وكتابه في العقيدة التوحيدية (2) يباع بمكتبة ردوسي بمدينة الجزائر، ولا يستطيع سني أن يرد فيه كلمة واحدة ولا نصف كلمة، وأن الوهابيين بإجماع الأمة مسلمون سنيون، من أهل القبلة).
ثم قال: (فليراجع " الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى "؛ كتاب جليل ولا شك أنه لم يطلع عليه، وإلا لوجم، ونقول له أيضا راجع رسالة العلامة ابن حمدون إلى الوهابيين والى علماء تونس، وكذلك لو اطلع على ما كتبه الكاتب العمراني المجيد الأستاذ محمد فريد وجدي في كتابه " كنز العلوم واللغة " .. وكذلك نقول له راجع ما كتب مؤلف " غاية الأماني في الرد على النبهاني "، ومؤلفه شافعي، وكذلك ما كتب مؤلف " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان "، ثم ليحمل على الوهابيين خصوصا، والإصلاحيين عموما، ولكن الجهل والسياسة - لعنة الله عليها – تفعل أكثر من هذا من رقة الديانة والاستخفاف بها .. ).
وقال: (هذا ما أقول لك مختتما ومؤكدا أن طعنك في الوهابيين طعن بمالك سواء بسواء، شعرت أم لم تشعر، وأنك أرضيت من يرضى ويحب قطع الصلات بين المسلمين عموما، والغرب خصوصا، وشققت الله ورسوله).
4 - وكتب في (العدد 79) من " البصائر " (12 جمادى الآخرة 1357 هـ / 20 أوت 1937 م، ص 4 – 5) مقالا يثني فيه على كتاب " غاية الأماني في الرد على النبهاني " وكتاب " صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان "، ويحث طلبة العلم على اقتنائها والإطلاع عليها؛ لما فيها من بيان لحق السلفيين، وتفنيد لباطل الخرافيين.
====
(1) سيأتي ذكره قريباً.
(2) يعني (كتاب التوحيد) المشهور.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 10:05 م]ـ
الأستاذ الأديب محمد السعيد الزاهري - رحمه الله -
(ت 1375 هـ - 1956 م)
1 - قام الأستاذ الزاهري - رحمه الله - بنشر مقال لصاحب المعالي العلامة الفقيه محمد الحجوي - وزير المعارف بالمغرب الأقصى - بعنوان (الوهابيون سنيون حنابلة)؛ في (العدد 3) من جريدة " الصراط السوي " (5 جمادى الثانية 1352 هـ / 25 سبتمبر 1933 م، ص 3)، قال في التقديم له ما نصه: (كتب معالي الأستاذ الحجوي فصلا قيِّما عن الوهابية والوهابيون أردنا أن نتحف به قراءنا ليطلعوا على ما يقول العلماء الأعلام في الوهابية، وعلى ما يتمنون لها من سعة الانتشار، ونحن ننشر هذا الفصل كرد على لغط هؤلاء المشاغبين المغرضين الذين لا يزالون يرموننا بأننا وهابية، ويرمون الوهابية بالكفر والمروق من الدين).
ومما جاء في مقال الشيخ الحجوي (ت 1376 هـ) - رحمه الله - قوله: (عقيدته [أي ابن عبد الوهاب] السنة الخالصة على مذهب السلف المتمسكين بمحض القران والسنة، لا يخوض التأويل والفلسفة ولا يدخلهما في عقيدته.
¥