وكنت نَجْدِىَّ الهوى من الصغرْ * أهيمُ في بَدْر الدُّجى إذا سَفَرْ
...
وقائدي في الدين آيٌ وأَثَر * صَحَّ بَرَاوٍ ما وَنَى وَلا عَثَر
وَمَذهبي حُبُّ عَلِيٍّ وَعُمَر * والخلفاءِ الصَّالحين في الزُّمرْ
هذا وَلا أحْصُرُهُمْ في اثني عَشَر * لا ولا أَرْفَعُهمْ فوق البّشر
وَلا أنَالُ وَاحداً مِنهم بِشَرْ * (وشيعتي في الحاضرينَ) مَنْ نَشَر
دَينَ الهُدَى وذبَّ عَنهُ وَنَفَر * لِعِلْمِهِ وَفقَ الدَّليل المُستَطَرْ
حَتَّى قَضَى من نُصْرة الحقِّ الوطر * هم شِيْعَتِي في كلِّ ما أَجدَى وضَرْ
وَمَعشَري في كل ما ساءَ وَسَرّ * وَعُصبتي في كلِّ بدوٍ وحضَر
أمَّا إذا صَبَبْتُ هذه الزُّمر * في وَاحدٍ يجمعُ كلَّ ما انتثر
(فَخُلَّتِي مَنْ بينهم أخٌ ظهَرْ) * في الدَّعوةِ الكُبرى فَجَلَّى وبَهَرْ
وَجَال في نَشرِ العُلُومِ وقَهَرْ * كَتَائبَ الجَهل المغيرِ وانتصر
(عبداللطيف) المُرتَضَى النَّدبُ الأبر * سُلالَةُ الشَّيْخ الإمام المُعْتَبرْ (9)
مَنْ آلِ بيت الشيخِ إنْ غابَ قمرْ * عَنِ الوَرَى خَلَفهُ منهم قَمَرْ
فَجَدُّهم نَقَّى التراب وبَذَرْ * ولَقِيَ الأَذَى شديداً فَصَبَرْ
على الأذى فكان عُقبَاه الظَّفَر * والابنُ والى السَّقيَ كي يَجْنِي الثَّمَرْ
(وإن أحفادَ الإمام) لَزُمَر * (محمدٌ) من بينهم حَادِي الزُّمَرْ (10)
تقاسموا الأعمالَ فاختصَّ نَفَرْ * بما نهى محمدٌ وما أمرْ
واختص بالتعليمِ قومٌ فازْدَهَر * يبني عقولَ النشءِ مِن غَيرِ خَوَرْ
قادَ جيوشَ العِلمِ لِلنَّصرِ الأغَر * كالسورِ يعلو حجراً فوقَ حجرْ
إلى آخر الأرجوزة الماتعة، التي تجدها في " الآثار " (4/ 131 – 134).
6 - وقال البشير الإبراهيمي - رحمه الله - في رسالة بعثها من القاهرة إلى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم - رحمه الله -:
(حضرة الأخ الأستاذ الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي المملكة العربية السعودية، أطال الله بقاءه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإنني أكتب إليكم - كتب الله لنا ولكم السعادة والتوفيق، وأدام علينا وعليكم نعمة الإيمان وأتمها -، أذكركم ما لستم عنه غافلين من حال إخوانكم الجزائريين المجاهدين، وما هم فيه من الشدة والحاجة إلى العون والإمداد، وما أصبحت عليه الأمة الجزائرية كلها من ورائهم من البؤس والضيق.
أذكركم أن لكم بالجانب الغربي من وطن العروبة ومنابت الإسلام الأولى ومجرى سوابق المجاهدين الأولين لإخواناً في العروبة - وهي رحم قوية -، وفي الإسلام - وهو سبب مرعي -، وفي ذلك المعنى الخاص من الإسلام وهو السلفية التي جاهدتم وجاهد أسلافكم الأبرار في سبيل تثبيتها في أرض الله، وقد لقوا من عنت الاستعمار وجبروته ما أهمَّهم وأهمَّ كل مسلم حقيقي يعلم أن الإسلام رحم شابكة بين بَنِيه أينما كانوا، وأن أقل واجباته النجدة في حينها والتناصر لوقته ... )، انظرها - بتمامها - في " آثاره " (5/ 221 – 223).
7 – وقال في رسالة مماثلة إلى الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رحمه الله -:
(حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد لكم الله الذي لا إله لا هو، وأرجو أن يوزعني وإياكم شكر نعمائه، وأن ييسرنا للقيام بما افترض علينا من الجهاد بجميع أنواعه في سبيل ديننا الذي أحاطت به الخرافات والأوهام في الداخل، كما أحاط به الكفر والطواغيت في الخارج، أذكركم بإخوانكم المجاهدين في الجزائر الذين أحيوا في الزمن الأخير فريضة عفا أثرها وانطمس رسمها في هذه العصور، فنصرهم الله على ضعفهم وقلة عددهم وعُددهم وقوة عدوهم، وتأييد الطواغيت له ... الخ)، انظرها كاملة في " آثاره " (5/ 224 – 225).
=====
(1) انظر " آثار الإبراهيمي " (1/ 123 – 124).
(2) وهذا الكلام نشرا - أولا - ضمن " سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " (ط قسنطينة 1935م).
(3) نشرت الكلمة في (العدد 4) من مجلة " المنهل " (ربيع الثاني 1372 هـ / يناير 1953 م).
(4) يريد بالأحمدين: الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، وبالإمام المؤتسى: الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -.
(5) جلس: بلاد نجد، قاله في " القاموس المحيط " (ص 560 ط دار الكتب العلمية).
(6) يريد صاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آنذاك - رحمه الله -.
(7) يريد سماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -.
(8) جدك الأعلى: يريد به الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -.
(9) يعني به الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وبالإمام المعتبر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
(10) يعني به الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
¥