تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(إن أهل المآرب الفاسدة من رؤوس التصوف في شمال إفريقيا - أعاذنا الله من شرهم - انطلقوا في محاربة مصلح وعالم من علماء المسلمين المعاصرين وهو الإمام العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الحنبلي السلفي انطلاقا من محطة تاريخية مظلمة لا تمت بصلة إلى منهجه النقي، هذه المحطة هي الوهابية الرستمية الخارجية التي ظهرت في شمال إفريقيا، ثم أرادوا بحيلهم الماكرة، أو بجهلهم المطبق بالتاريخ أن يلبسوها دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية النقية التي تسير على منهج الصحابة الكرام والأئمة الأربعة الأخيار، تحقيقا للمشروع الصليبي الفتكاني (1) الذي كان يتخوف من أن تجتمع كلمة المسلمين في شمال إفريقيا على منهج الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وهكذا يصنع الأعداء وأعوانهم من أهل البدع والفرقة حين يفلسون في باب الحجة، ولا بأس أن أطلع القراء الكرام على جزء من هذه الحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين ليعلموا أن الذين يجاهرون بعداوة العلامة محمد بن عبد الوهاب التميمي، ويحذرون من دعوته النقية، إما شيعة روافض أنجاس، بسبب العلاقة السيئة التي كانت بين الوهابية الرستمية الخارجية البدعية، والعبديين الروافض الضلال، وإما صوفية مدلسون جهال بالتاريخ، لا يعرفون علم الوفيات، ولا يفرقون بين مَن ولد في سنة 1115 هجرية وتوفي في سنة1206هـ، وبين من توفي سنة 211هـ ...

ودونك أيها القارئ الكريم بإيجاز شديد بعض الفقرات التاريخية التي تعلق بها بعض المعاصرين المدلسين من الصوفية الضلال للنيل من دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي الحنبلي النجدي، ومن أراد أن يتوسع في معرفة الحقيقة فعليه بكتاب الدكتور محمد بن سعد الشويعر المسمى " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية "، فإنه أجاد وأفاد في تصحيح الخطأ، وأتقن في رد أباطيل المدلسين، والمزورين للحقائق، وقبل أن أشرع في سرد فقرات المدلسين أعرج بكلمات مختصرة للتعريف بمؤسس دولة الوهابيين الرستمية في شمال إفريقيا.

لقد انتشرت فرقة في شمال إفريقيا في حدود القرن الثاني، أطلق عليها فرقة الوهابية، وهي فرقة متفرعة عن الوهبيّة؛ الفرقة الأباضية الخارجية، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي، وكان بعضهم يطلق عليها بالراسبية.

جاء في كتاب " المغرب الكبير " (2/ 551 - 557 ط دار النهضة العربية) للدكتور السيد عبد العزيز سالم أن عبد الرحمن بن رستم الفارسي الأصل الذي أسس الدولة الرستمية في مدينة تاهرت، عندما أحس بدنو أجله في سنة (171 هـ) أوصى بالأمر لسبعة من خيرة رجال الدولة الرستمية، ومن بينهم ابنه عبد الوهاب، ويزيد بن فنديك، وقد بُويع عبد الوهاب من بين السبعة، مما ترتب عليه نشوء خلاف بينه وبين يزيد بن فندك، أدّى إلى انقسام الإباضية التي هي مذهب ابن رستم ومن معه إلى فرقتين: الوهابية؛ نسبة إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، والنكارية، ودارت بين الطائفتين الخارجيتين الضالتين معارك عاد ريعها في الأخير للوهابية.

وقد ذكر الزركلي في " الأعلام " (4/ 333) أن مؤسس الدولة الوهابية الإباضية المذهب كان شجاعا يباشر الحروب بنفسه إلى أن توفي في سنة (190 هـ).

ومن خلال المراجع التاريخة التي أرخت لدولة الرستميين نجد أن الوهابيين قد جعلوا تاهرت مركزا فكريا لمقارعة مخالفيهم من أهل الحق كانوا أو من أهل الباطل، فقد فُتِح باب الجدل مع علماء السنة على مصراعيه، ثم مع العبيديين الذين كان بينهم وبين الوهابيين الرستمين عداء شديد لا يكاد يوصف، ولهذا حين قامت الدولة الفاطمية في القرن الثالث الهجري، فأول ما قام به عبد الله الشيعي الرافضي أن سعى بجد للقضاء على الرستميين في سنة (296 هـ)، وذلك أخذا للثأر وتنفيسا للصدر.

إنّ أعداء الإسلام، والراغبين في الفرقة، وإبقاء الضغينة بين المسلمين في شمال إفريقيا قد وجدوا في الوهابية الرستمية الخارجية ثوبا جاهزا، فألبسوه دعوة محمد بن عبد الوهاب السنية لتنفير المسلمين عنها، وبث العداوات بينهم، خدمة للاستعمار الفرنسي الذي ضاق ضرعا من دعوة المصلحين الجزائرين بقيادة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله -؛ لأنهما دعوتان قامتا على الكتاب والسنة ومحاربة البدعة والطرقية المنحرفة عن الصراط.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير