تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يجوز قولنا:"الله موجود" من باب الإخبار لا من باب الصفات؟]

ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[11 - 06 - 08, 05:41 م]ـ

قال أحد طلاب العلم:"الله موجود"، يجوز قولها من باب الإخبار عن الله تعالى، لا من باب أن لفظة "موجود" من أسمائه أو صفاته ـ معاذ الله ـ، فكان استفساري: لفظة "موجود" على صيغة اسم المفعول، فإذا جوزنا قولنا "الله موجود" جاز لغة أن نقول ونسأل: من الذي أوجد الله ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ؛ حيث إن هذه الصيغة التصريفية للكلمة تقتضي هذا السؤال، فكان جوابه، وجواب غيره:

أولا: نحن متفقون على أن الكلمة لا تثبت من صفات الله عزوجل.

ثانيا: تجويز قولنا" الله موجود" من باب الإخبار عن الله ـ عزوجل، ومعروف أن باب الإخبار عن الله أوسع من باب أسماء الله وصفاته.

ثالثا: استخدم علماء أهل السنة ـ سلفا وخلفا ـ ألفاظ لم تثبت من أسماء الله وصفاته، ولكن استخدامهم لها من باب الإخبار، كاستخدام البعض للفظ " القديم"، ولكن بمعني: الأول، لا بمعني آخر من المعاني الفاسدة في حق الله، وكذا استخدامهم للألفاظ من مثل:"الصانع، وغيرها ... ".

رابعا: باب الإخبار عن الله، وما يستخدم من ألفاظ مقيد بما تعنيه تلك الألفاظ، ولابد من الوقوف على المعنى الذي يقصده المتحدث من هذه اللفظة التي تحدث بها.

فقلت له:" فلم لا نستخدم كلمة غيرها احترازا؟ "

قال: "لا شك أن استخدام الثابت أولى، ولكن إن أردت أن أعبر عن هذا معنى كلمة "موجود"، ماذا أستخدم؟، هل أستخدم لفظة "الواجد" ـ وهي من أسماء الله وصفاته الثابتة شرعا ـ، ولكنها لن تؤدي لي المعني الذي تؤديه تلك الكلمة "موجود" في نفس المستمع."

قلت له: "فلم لا نستخدم كلمة بديلة من مثل " الله كائن"، وهي مستخدمة في كتب العقيدة؟ "

قال لي: "نعم، من الممكن استخدامها، ويمكن الطعن فيها أيضا ـ إن اتبعنا كلامك ـ، ولكن إن أجريناه على ما ذكرتُه من قواعد فيما نستخدمه من ألفاظ من باب الإخبار عن الله ـ من البحث عن المعنى الذي يقصده المتحدث، وموافقة الكلمة للمعني الشرعي الثابت عقيدة، كما أن الكلمة " موجود" استخدمها العلماء أيضا في كتبهم، ولم يقصدوا بها ما قصدتَه."

ـــــــــــــ

لكن مازال الإشكال عندي أيها الإخوة لا في المعنى، ولإثبات صفة الوجود، ولكن في النفس شيء من استخدام لفظة "موجود"؛ للأسباب التي ذكرتُها أعلى الموضوع.

فهل من باحث ومفتٍ؟

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - 06 - 08, 10:53 م]ـ

الفيصل في مثل ذلك هو الرجوع لأقوال أهل العلم الثقات فهم أعلم منا بمدلولات الكلام

وحتى لا أطيل عليك في استدلالات لغوية وعقلية تدل على جواز الإخبار عن الله بهذا اللفظ

أكتفي بالنقل عن إمامين جليلين هما من حرّاس العقيدة العاملين على حماية جناب التوحيد من تحريف المبطلين

وهما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله

قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6/ 142):

(ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 169):

(ويجب أن تعلم هنا أمور:

أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)

وقال أيضا رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 170)

(ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه)

وقال رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415 - 416)

(أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر، وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى)

وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ باسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك)

والله الموفق

ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[12 - 06 - 08, 01:02 ص]ـ

شيخنا الفاضل عيدًا، جزاكم الله خيرا على تلك النقولات الطيبة المباركة،

ولكن لعلك تتفضل علي ـ حتى تكمل الفائدة ـ وتذكر لي تلك

الاستدلالات اللغوية والعقلية التي تدل على جواز الإخبار عن الله بهذا اللفظ

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - 06 - 08, 05:38 م]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=113614#post113614

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[12 - 06 - 08, 06:57 م]ـ

الحمد لله وحده.

موجود اسم مفعول من وجد، أما أوجد فاسم المفعول منه "موجد" بفتح المعجمة.

ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[12 - 06 - 08, 07:05 م]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=113614#post113614

شيخنا الفاضل؛ جزاكم الله خيرا على الرابط؛ الموضوع فيه فعلا إجابات كافية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير