تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإجماع الذي حكاه الشافعي في الايمان]

ـ[أبومحمد الغريب]ــــــــ[11 - 06 - 08, 07:42 م]ـ

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قال غير واحد من العلماء أن الامام الشافعي حكى في الام الاجماع على كون الايمان قول وعمل لايجزىء أحدها إلا بالاخر

واليكم النص عن الشافعي

" وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية لا بجزيء واحد من الثلاث إلا بالآخر "

لايخفى أهيمه هذا النص عن الشافعي رضى الله عنه من حيث

1 - بيان كون الايمان قول وعمل ونيه رد على المرجئه والجهميه والاشاعره

2 - لايجزء أحدها إلا بالاخر رد على من قال "بكماليه العمل"

3 - نقل الاجماع عن الصحابه والتابعين رد على من قال بكون السلف لهم قولين في علاقه العمل بالايمان

نقل كلام عن الامام الشافعي كلا من

الامام اللالكائي وشيخ الاسلام إبن تيمه وابن رجب وابن كثير

منهم من أشار إلى كتاب الام (اللالكائي وشيخ الاسلام) ومنهم من لم يشر (ابن رجب) وشيخ الاسلام أشار مره انه في كتاب الام باب النيه في الصلاه ومره في كتاب الطهاره (الايمان الاوسط) وأشار للموضع الاول اللالكائي

النص أشار كل من أطلعت على نقلهم في موضوع الايمان انهم

"لم يجدوا النص في الكتاب"

يقول الشيخ العقيل في رسالته للدكتوراه"منهج الامام الشافعي في إثبات العقيده" عن هذا النص انه لم يجده في كتاب الام. أه

هذه الجزئيه الجديره بالتأمل لاتمنعنا من ذكر جمله من الحقائق في المساله

1 - أن عقيده السلف مطابقه لما في نص الشافعي

2 - أن عقيده الشافعي هي ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص قداستفاضت الرويات عن الشافعي في ذلك

انظر مناقب الشافعي للبيهقي، توالي التأسيس لابن حجر،الاعتقاد للبيهقي، الانتقاء لابن عبد البر وغيرها من الكتب اللتي نقلت بالسند أقوال الشافعي

3 - أشار السبكي أن الشافعي لم ينص في مذهبه على أن الايمان يزيد وينقص وذكر انه من الف في مناقبه ذكر ذلك لكن هذالامر لم يثبت في منصوصاته الموجوده في مذهبه فدّل ذلك ان تقرير الشافعي ان الايمان قول وعمل نص عليه الشافعي في مذهبه وأنه موجود في كتبه اذا كون الايمان قول وعمل وزيادته ونقصانه تجدهما في قول واحد للشافعي والسبكي يقول ان مساله الزياده لم تثبت عن الشافعي

قال الربيع:سمعت الشافعي يقول "الايمان قول وعمل يزيد وينقص" انظرالسير10/ 32 وتوالي التاسيس لابن حجر110

أما عدم زياده الايمان ونقصانه فالندع الشافعي يرد على هذا القول المتهافت

قال الامام الشافعي

"ولو كان هذا الايمان كله واحدا لا نقصان فيه ولا زياده لم يكن لاحد فيه فضل واستوى الناس وبطل التفضيل،ولكنبتمام الايمان دخل المؤمنون الجنهوبالزياده في الايمان في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله في الجنه وبالنقصان من الايمان دخلا لمفرطون النار"مناقب الشافعي للبيهقي 1/ 393

4 - نص محمد بن عمر الرازي على أن الايمان عند الشافعي هو مجمع الامورالثلاثه وهي القول والعلم والاعتقاد " معالم أصول الدين لرازي 129 - 130

وهنا نجد الرازي يقرر ان الايمان عند الشافعي هي مجموع القول والعمل والاعتقاد

والمراد من نقل كلام الرازي والسبكي ان الشافعي قد نص على ذلك في كتبه

ولكن كعاده المتكلمين عندما يحيلون كلام السلف بفهم الخلف للايمان فيأتون بالعجائب أو يحصل لهم إستشكال وصعوبه في فهم كلام السلف

قال الرازي

"المساله الخامسه عشره: القائلون بإن الاعمال داخله تحت اسم الايمان اختلفوا:

فقال الشافعي رضي الله عنه الفاسق لايخرج عن الايمان يقول الرازي وهذا في غايه الصعوبه لانه لو كان الايمان اسما لمجموع أمور فعند فوات بعضها فقد فات المجموع فوجب ان لايبقى الايمان" معالم اصول الدين128

5 - قد ثبت أن الامام الشافعي قد ناظر اناس من المرجئه والاباضيه

فلا يتصور ان الشافعي يكون على معتقد السلف في الايمان ويناظر اهل البدع في الامر ثم

لايقرر ذلك في كتاب له!

كيف وقد ثبت النقل عنه وبيان قوله بما نص عليه في مذهبه

ونقل جموع العلماء عنه بالرويات قوله في الايمان الموافق لما عليه أهل السنه والجماعه من الصحابه والتابعين

فلا يوجد اي مانع من وجود هذا النص عن الشافعي في كتبه عموما والام خصوصا

وتنصيص العلماء على الموضع في الام له دلاله خاصه

كون كتاب الام قد تعرض لمجموعه من الزيادات لمن أتى بعد الشافعي وكونه كتب إملاءً "ضحى الاسلام أحمد أمين ج1 ص232" ومع تأثر متأخري الشافعيه بالاتجاهات الكلاميه وإستشكالهم لكثير من أقوال السلف ومع عدم علمنا باقدم نسخه مخطوطه من الام فإن الحديث عن حدوث إسقاط يسع هذا الامر، وما كتاب الباقلاني عنا ببعيد

"وكون هذا النص ليس موجودا الآن في كتاب الام كما أشار عدّه باحثين، لا يعني عدم وجوده فيه في عصر اللالكائي، وعصر شيخ الإسلام، بل لو كان مفقودا في زمن شيخ الإسلام لأحال في نقله على اللاكائي، كما يفعل ذلك كثيرا في كتبه رحمه الله"

6 - ورد الاجماع بما ذكره الامام الشافعي عن غيره من الائمه

قال الإمام الآجري في (الشريعة) (ص146/الفقي): ((بل نقول – والحمد لله – قولاً يوافق الكتاب والسنة، وعلماء المسلمين الذين لايستوحش من ذكرهم، وقد تقدم ذكرنا لهم: إن الإيمان معرفة بالقلب تصديقاً يقيناً، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، لايكون مؤمناً إلابهذه الثلاثة، لايجزىء بعضها عن بعض، والحمد لله على ذلك)) اهـ.

الإمام ابن بطه في (الإبانة) (2/ 760 - 761/رضا نعسان) ذكر معرفة القلب وتصديقه، وقول اللسان، وعمل الجوارح، ثم قال: ((لاتجزىء واحدة من هذه إلا بصاحبتها ولايكون العبد مؤمناً إلا بأن يجمعها كلها ..... وبكل ماشرحته لكم نزل به القرآن ومضت به السنة وأجمع عليه علماء الأمة .. )) اهـ

هذا ما تيسرجمعه والله أعلم

كتبه:ابومحمد الغريب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير