تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشيخ د. محمد أبو شهبَة: (تفسير القرآن العظيم، ومؤلفه هو الإمام الجليل الحافظ: عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الفقيه الشافعي ... كما لازم الحافظ المزي وقرأ عليه تهذيب الكمال وصاهره على ابنته، وأخذ عن ابن تيمية وفتن بحبه وامتحن بسببه، وهو من أخلص تلاميذ ابن تيمية ... قال فيه الحافظ الذهبي في المعجم المختص: الإمام المفتي المحدّث البارع فقيه متفنن محدّث متقن ومفسر ... ).

(منهجه في تفسيره وخصائصه: وتفسيره من أجلّ التفاسير إن لم يكن أجلّها وأعظمها، جمع فيه بين التفسير والتأويل والرواية والدراية مع العناية التامة بذكر الأسانيد وبيان صحيحها من ضعيفها من موضوعها، ونقد الرجال والجرح والتعديل ... ومن خصائص هذا التفسير العظيم: أنه يعتبر نسيج وحده في التنبيه على الإسرائيليات والموضوعات في التفسير، وتارة يذكرها ويعقب عليها بأنها دخيلة على الرواية الإسلامية، ويبين أنها من الإسرائيليات الباطلة المكذوبة، وتارة لا يذكرها بل يشير إليها ويبين رأيه فيها، وقد تأثر في هذا بشيخه الإمام ابن تيمية، وزاد على ما ذكره كثيراً، وكل من جاء بعد ابن كثير من المفسرين ممن تنبه إلى الإسرائيليات والموضوعات وحذّر منها هم عالة عليه في هذا ومدينون له بهذا الفضل .. ولهذا الكتاب فضل كبير عليّ في تنبيهي إلى الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير وهو معتمدي ومرجعي الأول في هذا الباب، وللإمام ابن كثير حاسيّة دقيقة وملكة راسخة في نقد المرويات والتنبيه إلى منشئها ومصدرها وكيف تدسّست إلى الرواية الإسلامية ... ) ا ه ص128 - 129.

وراجع كلام ابن كثير على الآية 102 من سورة البقرة،والآية40 من سورة طه، والآيات 51 - 56 من سورة الأنبياء، والآيات 41 - 44 من سورة النمل، والآية 46 من سورة العنكبوت، وأول سورة ق.

وبعد هذا يأتي من يأتي من النكرات والمجاهيل يتطاولون على ابن كثير وغيره، فحسبنا الله ونعم الوكيل في الجهل وأهله.

الإسرائيليات التي يذكرها ابن كثير في كتبه

هذا وليُعلم أن ابن كثير ذكر في تفسيره وفي كتاب البداية والنهاية بعض الإسرائيليات والتي هي من القسم الثالث التي لا تُصدّق ولا تكذّب، قال رحمه الله في مقدمة (البداية والنهاية):

(ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يُصَدَّق ولا يُكَذَّب، مما فيه بسط لمختصر عندنا .. فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه)

وقال رحمه الله مبينا المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم: " وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " إنه (محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها فيجوز روايتها للاعتبار، وهذا هو الذي نستعمله في كتابنا هذا) ا ه

على أن العلماء رأوا حذف هذه الإسرائيليات من تفسيره لأنها توهم أنها قول في معنى الآيات مع أن ابن كثير لم يذكرها اعتقاداً واستدلالاً واحتجاجاً وإنما – على حد تعبيره – استشهاداً وتحلية.

قال العلاّمة أحمد شاكر: (إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء وذكر ذلك في تفسير القرآن وجعله قولاً أو رواية في معنى الآيات أو في تعيين ما لم يُعيّن فيها أو في تفصيل ما أُجمل فيها شيء آخر!!

لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مُبيّن لمعنى قول الله سبحانه، ومُفصّل لما أُجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك.) ا ه

ولعل الشيخ حذف في اختصاره لابن كثير هذه الإسرائيليات – حيث أني لم أقف على كتابه عمدة التفسير – وقد حذفها الشيخ محمد نسيب الرفاعي في كتابه تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير فقال:

(وكذلك فإنني عمدت إلى الأخبار الإسرائيلية والأقوال المرجوحة والروايات الواهية فحذفتها ... - ثم ذكر حذفه للأفكار السخيفة مما أشار المفسر إلى سخفها - وقال: وبذلك أكون قد حققت للشيخ المفسر رحمه الله تعالى مطلبه من عدم اعتقادها والعمل بها من قبل أحد) ا ه

وفي فتوى لمركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه جاء فيها:

ما هي كتب التفاسير التي حذر منها العلماء، وما هي الكتب التي توضح الإسرائيليات في التفسير؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير