تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كتب التفسير التي يحذر منها علماء أهل السنة هي التي تكثر فيها الإنحرافات العقدية، وينتصر فيها مصنفوها لبدعتهم، مثل تفسير (الكشاف) للزمخشري -إلا أن طالب العلم المتقدم يستطيع أن يتجنب ما فيه من طوام والانتفاع بما فيه من مباحث لغوية- أو التفاسير التي تكون بمحض الرأي أو التي يكثر فيها الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والواهية أو التي يكثر فيها ذكر الإسرائيليات دون تعقب لها.

وفي كتب التفسير السالمة من تلك المعايب غنية لطالب الحق، مثل (تفسير القرآن العظيم) للحافظ ابن كثير، أو أحد مختصراته مثل (عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير)، للشيخ أحمد شاكر أو (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير) للشيخ محمد نسيب الرفاعي.

وكذلك من التفاسير المقررة لمنهج أهل السنة والجماعة، ويناسب المبتدئين في طلب العلم، كتاب (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) للشيخ السعدي.

وأما الكتب التي توضح الإسرائيليات في كتب التفسير، فمن أحسنها كتاب (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) للعلامة الدكتور محمد محمد أبو شهبة.

والله أعلم.ا ه نقلاً عن الشبكة الإسلامية على الإنترنت.

الرد على استدلال صلاح أبو عرفة بكلام للإمام أحمد

يزعم صلاح أبو عرفة أن الإمام أحمد يرى أن كتب التفسير لا أصل لها، مستشهداً بعبارة الإمام أحمد: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي) والرد على ذلك بأن المحققين من أصحاب الإمام أحمد قالوا أن مراده: (أن الغلب أنه ليس لها أسانيد صحيحة متصلة، وإلا فقد صح من ذلك شيء غير قليل) ص85 من الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير.

وقال الخطيب البغدادي: (هذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة، فأشهرها كتابان للكلبي ومقاتل بن سليمان، وقد قال الإمام أحمد في تفسير الكلبي: إنه من أوله إلى آخره كذب، لا يحل النظر فيه.) ص148 من نفس الرجع.

رأي الجهلة بكتب التفسير ورد الشيخ أبو شهبة عليهم

قال الشيخ د. محمد أبو شهبة: (وآراء الناس وأفكارهم متباينة في معالجة هذا الموضوع الخطير؟!!

فمنهم من يرى الاستغناء عن كتب التفسير التي اشتملت على الموضوعات والإسرائيليات التي جنت على الإسلام والمسلمين وجرّت عليهم كل هذه الطعون والهجمات من أعداء الإسلام، وذلك بإبادتها أوحرقها .. وهو رأي فيه إسراف وغلو، إذ ليس من شك في أن هذه الكتب فيها بجانب الإسرائيليات علم كثير، وثقافة إسلامية أصيلة وأن ما فيها من خير وحق أكثر مما فيها من شر وباطل، فهل لأجل القضاء على الشر نقضي على الخير، ولأجل الإجهاز على الباطل نجهز على الحق أيضاً؟! أعتقد أن هذا لا يجوز عقلاً ولا شرعاً.) ص8

وقال أيضاً في آخر الكتاب: (وقد حرصت على أن أبين سلفي من العلماء فيما قلته، فلست ممن يستسمي بما ليس فيه، ولا ممن يجحد فضل علمائنا من سلف الأمة وخلفها، ولست أيضاً ممن يرتفع على أنقاض غيره وجحود فضل غيره، ومن المؤسف أن هذه اللوثة قد أصبحت سمة من سمات الكثيرين من الباحثين والكاتبين والمؤلفين في هذا العصر الأخير، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه ... ثم قال: لم يكن من خلقي إذا ما خالفت عالماً مهما كان رأيه أو مرويه: أن أتطاول عليه أو أجهل، فليس ذلك من خلق العلماء في الإسلام، وإنما هو من سمات الأدعياء المغرورين العاجزين، وإنما كان ديدني: النقد الذاتي الموضوعي .. لأن علماءنا وأئمتنا الأوائل – عفا الله عنا وعنهم – حسناتهم أكثر بكثير من سيئاتهم إن كانت، وصوابهم أوفى من خطئهم وحقهم أعظم بكثير من باطلهم، وهم ليسوا معصومين، وإنما العصمة لله- عز وجل – ولرسله الكرام.

فمن ثم: كنت رفيقاً غاية الرفق بالمفسرين الذين ذكروا الإسرائيليات والموضوعات في تفاسيرهم من غير تنصيص عليها، وكنت أغلب جانب الإعتذار عنهم على جانب التثريب والاستنكار، كما كنت في غاية الأدب مع الصحابة والتابعين الذين رووا هذه المرويات. وحاولت الاعتذار عنهم غير مرة: بأنهم إما رووها تحسيناً للظن برواتها فيما هو محتمل للصدق والكذب، أو رووها ولم ينبهوا إلى ما فيها من أكاذيب وخرافات وأباطيل اعتماداً على ظهور ذلك لقارئها، أو أنهم رووها على سبيل الاستنكار لما فيها، ولكن الراوي عنهم لم ينقل لنا ذلك، أو أن هذه المرويات قد دست عليهم فيما دس في المرويات في الإسلام، ومحاولة الاعتذار عنهم هو الأليق بأهل القرون الفاضلة الأولى بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم.) ص333 - 334.

المراجع:

الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير للعلامة الدكتور محمد محمد أبو شهبة.

تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي.

فقه أشراط الساعة للدكتور محمد إسماعيل المقدَّم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير