وقدر الولد بالوطء وقدر حصول الزرع بالبذر فهل يقول عاقل بأن ربط هذه المسببات بأسبابها يقتضي خلاف العلم السابق أو ينافيه بوجه من الوجوه"
5 - الشيخ السعدي في كتابه" بهجة قلوب الأبرار " في الانتصار للقول الأول وأنه مراد الحديث حيث قال:
هذا الحديث فيه: الحث على صلة الرحم، وبيان أنها كما أنها موجبة لرضى الله وثوابه في الآخرة، فإنها موجبة للثواب العاجل، بحصول أحب الأمور للعبد، وأنها سبب لبسط الرزق وتوسيعه، وسبب لطول العمر. وذلك حق على حقيقته ; فإنه تعالى هو الخالق للأسباب ومسبباتها.
وقد جعل الله لكل مطلوب سببا وطريقا ينال به، وهذا جارٍ على الأصل الكبير، وأنه من حكمته وحمده جعل الجزاء من جنس العمل، فكما وصل رحمه بالبر والإحسان المتنوع، وأدخل على قلوبهم السرور، وصل الله عمره، ووصل رزقه، وفتح له من أبواب الرزق وبركاته، ما لا يحصل له بدون هذا السبب الجليل.
وكما أن الصحة وطَيِّبَ الهواء وطيب الغذاء، واستعمال الأمور المقوية للأبدان والقلوب، من أسباب طول العمر، فكذلك صلة الرحم جعلها الله سببا ربانيا فإن الأسباب التي تحصل بها المحبوبات الدنيوية قسمان: أمور محسوسة تدخل في إدراك الحواس، ومدارك العقول. وأمور ربانية إلهية قدَّرها من هو على كل شيء قدير، ومَنْ جميعُ الأسباب وأمور العالم منقادةٌ لمشيئته"
6_ ما أفتى به الشيخان الجليلان الشيخ صالح الفوزان ,وعبد الله بن جبرين. عندما سئلوا عن الحديث وما يعارضه من حديث التخلق. فأجابا أن الزيادة أي في العمر على حقيقتها. وهذا نص ما قالوا:
سئل الشيخ الفوزان عن مدى الجمع بين حديث أنس _رضي الله عنه_ "من سره أن يبسط له رزقه , وينسأ له في أثره فليصل رحمه" و حديث التخلق "ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيد"
فأجاب _غفر الله له_ بقوله:
الحديث الذي سألت عنه حديث صحيح، ومعناه أن الله سبحانه وتعالى وعد من يصل رحمه أن يُثِيبَه , وأن يجزيه بأن يطيل في عمره، وأن يوسع له في رزقه جزاءً له على إحسانه، وهذا من فضله
سبحانه وتعالى أنه يجازي المحسن بإحسانه:
{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ} [سورة الرحمن: آية 60].
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الذي فيه أن كل إنسان قد قُدِّر أجله ورزقه , وهو في بطن أمه، لأن هناك أسبابًا جعلها الله أسبابًا لطول العمر وأسبابًا للرزق، فهذا الحديث يدل على أن الإحسان وصلة الرحم سبب لطول الأجل وسبب لسعة الرزق، والله جل وعلا هو مقدر المقادير ومسبب الأسباب، هناك أشياء قدرها الله سبحانه وتعالى على أسباب ربطها بها ورتبها عليها , إذا حصلت مستوفية لشروطها خالية من موانعها ترتبت عليها مسبباتها قضاءً وقدرًا وجزاءً من الله سبحانه وتعالى، فلا تعارض – والحمد لله – بين هذين الحديثين، وهكذا كل كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعارض ولا ينقض بعضه بعضًا أبدً ا.
وسئل الشيخ ابن جبرين
س: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه)
ولكن هناك تعارض بين هذا الحديث وبين الآية القرآنية الكريمة فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
فأجاب _غفر الله له_ بقوله:
الأجل المكتوب في اللوح المحفوظ لا يتغير لكن الله جعل له فكتب أن هذا الأجل ينسأ له في أثره؛ بسبب صلة الرحم ولو كان قاطعًا لم يصل عمره إلى هذا الحد، وكذا يقال في الرزق. والله أعلم.
**ومن أهم أسباب ترجيحي بزيادة على حقيقتها النصوص الكثيرة في الدعاء
ومن ذلك دعاء النبي صلى الله علة وسلم لام قيس ,ولأنس -رضي الله عنهم- بطول العمر.فكان الدعاء يزيد في العمر على الحقيقة ولا لما دعاء النبي صلى الله علية وسلم لهؤلاء.
حديث ما رواة البخاري قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الحسن مولى أم قيس ابنة محصن عن أم قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لها ما قالت طال عمرها ولا نعلم امرأة عمرت ما عمرت
¥