تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثالثاً: عمل القلب:

وهو النية والإرادة.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (وأما عمل القلب فهو عبارة عن تحركه وإرادته مثل الإخلاص في العمل، فهذا عمل قلب، وكذلك التوكل والرجاء والخوف، فالعمل ليس مجرد الطمأنينة في القلب، بل هناك حركة في القلب) [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn12).

والدليل على دخول ذلك في الإيمان: قوله تعالى: ژٹ ٹ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ژ ژ ڑ ژ [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn13).

وقوله r : (( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)) [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn14) .

فالحياء من عمل القلب.

وعامة فرق الأمة تدخل أعمال القلوب في الإيمان، إلا جهماً ومن تبعه [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn15).

رابعاً: عمل الجوارح:

وهذا هو موضع المعركة بين أهل السنة والمرجئة، فإن عامة المرجئة لا يدخلون أعمال الجوارح في الإيمان، وإن أدخلوا أعمال القلوب، وهذا من غلطهم؛ فإن أعمال الجوارح لازمة لأعمال القلب، ومن الممتنع أن يقوم بالقلب محبة لله وخوف ورجاء منه، ثم لا يظهر أثر ذلك على الجوارح، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله: (و المرجئة أخرجوا العمل الظاهر عن الإيمان، فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب أيضا وجعلها هي التصديق، فهذا ضلال بين، ومن قصد إخراج العمل الظاهر قيل لهم: العمل الظاهر لازم للعمل الباطن لا ينفك عنه، وانتفاء الظاهر دليل انتفاء الباطن، فبقى النزاع في أن العمل الظاهر هل هو جزء من مسمى الإيمان يدل عليه بالتضمن؟ أو لازم لمسمى الإيمان؟ ... و أيضا فإخراجهم العمل يشعر أنهم أخرجوا أعمال القلوب أيضا، وهذا باطل قطعا؛ فإن من صدق الرسول وأبغضه وعاداه بقلبه وبدنه فهو كافر قطعا بالضرورة. وإن أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان أخطأوا أيضا؛ لامتناع قيام الإيمان بالقلب من غير حركة بدن) [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn16).

والدليل على أن أعمال الجوارح من الإيمان: قوله تعالى: ژ ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ?? ہ ہ ہ ہ ژ [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn17).

وقوله r لوفد عبد قيس: ((آمركم بالإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتعطوا من المغنم الخمس)) [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn18).

إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة المستفيضة.

المبحث الرابع: أصل الإيمان وفرعه:

الإيمان وإن كان حقيقة مركبة من القول والفعل، الظاهر والباطن، إلا أن له أصلاً وفرعاً، فأصله ما في القلب، وفرعه ما يظهر على الجوارح.

فإذا قام بالقلب إيمان – قول وعمل – لزم ضرورة أن ينفعل البدن بالممكن من القول الظاهر والعمل الظاهر.

ثم إن من أهل السنة من جعل أصل الإيمان شاملاً لقول القلب، وعمل القلب، وقول اللسان، ومنهم من جعل الأصل مقصوراً على ما في القلب.

وتسمية قول اللسان فرعاً، لا يعني أنه يمكن الاستغناء عنه، وأن الإيمان يصح بدونه، بل هو فرع لازم، يدل انتفاؤه على انتفاء الملزوم، وكذلك العمل الظاهر لازم للإيمان الباطن، لا ينفك عنه، وانتفاؤه يدل على أنه لم يبق في القلب إيمان.

فالفرع لازم للأصل، دال عليه، مصحح له.

وأما شيخ الإسلام رحمه الله فإنه في مواضع كثيرة يجعل الأصل هو ما في القلب، والفرع ما يظهر على البدن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير