[حكم النصرة]
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[03 - 07 - 08, 06:37 ص]ـ
[حكم النصرة]
دراسة لنصوص الولاء واستخراج حكم النصرة من دلالاتها
على هذا الرابط
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=94&book=4676
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[07 - 07 - 08, 11:33 ص]ـ
حصيلة الدارسة.
عند دراستنا نصوص الولاء سابقا: تبين لنا جليا: أن نصرة الكفار من الكفر العملي.
فحكمه: أنه ذنب. ونوعه: عملي. ومرتبته: الكفر.
- فأما كونه ذنبا، فهذا لا خلاف فيه بين أحد من المسلمين.
- وأما عن كونه عمليا، فهذا أمر تبين من تعليق النصوص أحكامها، بما ظهر من الموالين من عمل، أتوا به، وليس في شيء منها: تعليق الحكم بما بطن. فلو لم يظهروا موالاتهم عمليا بالنصرة، وجاهروا بذلك حتى صار محل علم الجميع، لما جاء في حقهم هذا التهديد: بحبوط العمل .. والردة .. وأنهم منهم .. وأنهم لا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه .. وأنهم ليسوا من الله في شيء .. وأنهم منافقون؛ إذ ليس من سنة القرآن الكريم أن يفصح عما في ضمائر الناس، من دون أن يبدو منهم شيء، وهكذا علّم القرآن المؤمنين به؛ أن يتجنبوا الحكم على الباطن ما لم يظهروا.
- وأما عن كونه كفرا، فهذا تبين من جملة الأوصاف التي أطلقت على من نصر الكفار:
1 - بأن من تولاهم فهو منهم: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}.
2 - أن الولاء من صفات المنافقين: {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم}.
3 - أن فاعله حابط العمل، خاسر: {حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين}.
4 - أنه مرتد: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه}.
5 - أن من فعله فليس من الله في شيء: {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}.
6 - أنه لا يجتمع مع الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه: {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء}.
مثل هذه الأوصاف المغلظة من الحكم بأنه منهم .. وحبوط العمل .. والخسران .. والردة .. وانتفاء الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه .. وأنه ليس من الله في شيء .. وأنه فعل أهل النفاق: لم تعهد إلا في ذنب هو كفر مخرج من الملة، ليس في كبيرة، ولو أن الكبيرة أخذت كل هذه الأوصاف، فما يبقى للكفر إذن .. ؟!.
وإذا أضيف إلى هذا:
1 - أن الله تعالى قال: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل .. }، فنعتهم بالكفر للذنب الذي اقترفوه، وهو: {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا}، فهو ذنب معلوم ظاهر على الجوارح، ليس خفيا في القلب فحسب.
2 - وقول حاطب: (ما فعلت ذلك كفرا، ولا ارتدادا عن ديني). وتقدم عمر بطلب ضرب عنقه بعلة أنه نافق، وسكوت النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الوصف منهما، وعدم إنكاره عليهما، فلو كان الذنب مجرد كبيرة، لكان في وصف حاطب وطلب عمر خطأ كبير، لا يجوز السكوت عليه؛ هو جَعْلُ ما حقه أن يكون كبيرة: كفرا.
كل هذه البراهين والدلائل البينات تُصعّب مهمة من يريد أن يضع هذا الذنب (=نصرة الكافر على المؤمن) في قائمة الكبائر!!!.
فلو فرضنا بأن بعضها ورد وصفا وحكما على الكبيرة، غير أن تصريح طائفة منها بالكفر، واجتماع هذه الأحكام المغلظة تغليظا شديدا: وصفا، ووعيدا. صريح للغاية في الكفر، لا يمكن التعامي عنه.
بل يقال هنا، وحق أن يقال:
لو لم يثبت هذا الذنب (= نصرة الكافر على المؤمن) في قائمة الكفر العملي، مع بالغ الوعيد فيه، تنوعا، وشدة، وصراحة، حكما على عملٍ ظاهرٍ عَلِمَه الجميع: فليس ثمة كفر عملي إذن، بل كله اعتقادي محض، وهذا هو قول المرجئة .. !!.
فالنصرة كفر، وقد تقدم بيان أن النصرة هي: الولاء الظاهر؛ أي الفعل لا الاعتقاد. فتكون النصرة حينئذ من الكفر العملي، وكل النصوص السابقة تبين أن الكفر الذي لحق بالموالين للكفار إنما كان جزاء فعل أظهروه، وعمل اقترفوه، دل على اعتقاد أضمروه، فارتباط الظاهر بالباطن هنا لازم.
* * *
1 - دلالة النص، ودلالة العقل.
هذه الآيات يستدل بها على كفر المحب لدين الكافرين، وهذا الشق الأول من الموالاة.
والشق الثاني: النصرة. داخل فيها كذلك، ولا نجد ما يدل على خروجها لما يلي:
أولا: أن الآيات جاءت في الحكم على عمل ظاهر، كما ثبت آنفا. فإنه لو لم يصدر من هؤلاء المنافقين وأمثالهم عمل ظاهر من الموالاة هو: النصرة. ما نزلت فيهم الآيات.
¥