[شبهة بعض المبتدعة بكلام الامام الطبرى فى الكرسى]
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 12:53 ص]ـ
بعض المبتدعة يستدل بكلام الامام الطبرى فى الكرسى بأن من مذهب السلف التأويل
فها يعلم أحدكم مصادر تبين الحق؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - 07 - 08, 01:20 ص]ـ
إنما حكى ابن جرير الأقوال في ذلك و حاول الجمع بين ما نُسب الى الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما من تأويل - و هو لا يصح عنه - و بين قوله رضي الله عنه انه موضع القدمين
فابن جرير وقف عند الأثر و ظن صحته و إلا قالقول ما قاله الإمام الأزهري رحمه الله صاحب تهذيب اللغة حيث قال في التهذيب:
(والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسيُّ: موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يُقدر قدره، وهذه رواية اتفق أهل العلم صحتها، والذي روى عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار.)
و راجع هذا الرابط في تحقيق ضعف ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من تأويل الكرسي و ان الصحيح خلافه:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=465709
و للإستزادة بشأن موقف الطبري رحمه الله راجع هذا الكتاب - فقد عقد صاحبه مبحثا في مسألة الكرسي و رأي ابن جرير رحمه الله ص 283 - 286:
أصول الدين عند الإمام الطبري
طه محمد نجار رمضان
أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير
إشراف وتقريظ: مصطفى محمد حلمي
دار الكيان
الطبعة الأولى
1426 - 2005
560 صفحة
10ميجا
http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mottaleby/odet.pdf
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 11:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى المقدادى وبارك فيك
وهذا تعليق الامام محمود شاكر على كلام الطبرى
(1) العجب لأبي جعفر، كيف تناقض قوله في هذا الموضع! فإنه بدأ فقال: إن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، من الحديث في صفة الكرسي، ثم عاد في هذا الموضع يقول: وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن، فقول ابن عباس أنه علم الله سبحانه. فإما هذا وإما هذا، وغير ممكن أن يكون أولى التأويلات في معنى"الكرسي" هو الذي جاء في الحديث الأول، ويكون معناه أيضًا "العلم"، كما زعم أنه دل على صحته ظاهر القرآن. وكيف يجمع في تأويل واحد، معنيان مختلفان في الصفة والجوهر!! وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، صحيح الإسناد علىشرط الشيخين، كما قال الحاكم، وكما في مجمع الزوائد 6: 323" رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح"، كما بينته في التعليق على الأثر: 5792. ومهما قيل فيها، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له. وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي: "والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهنى، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: "الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره. قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها. قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم، فقد أبطل"، وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله.
وقد أراد الطبري أن يستدل بعد بأن الكرسي هو"العلم"، بقوله تعالى: "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما"، فلم لم يجعل"الكرسي" هو"الرحمة"، وهما في آية واحدة؟ ولم يجعلها كذلك لقوله تعالى في سورة الأعراف: 156: "قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء"؟ واستخراج معنى الكرسي من هذه الآية كما فعل الطبري، ضعيف جدا، يجل عنه من كان مثله حذرا ولطفا ودقة.
وأما ما ساقه بعد من الشواهد في معنى"الكرسي"، فإن أكثره لا يقوم على شيء، وبعضه منكر التأويل، كما سأبينه بعد إن شاء الله. وكان يحسبه شاهدا ودليلا أنه لم يأت في القرآن في غير هذا الموضع، بالمعنى الذي قالوه، وأنه جاء في الآية الأخرى بما ثبت في صحيح اللغة من معنى"الكرسي"، وذلك قوله تعالى في"سورة ص": "ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب". وكتبه محمود محمد شاكر.