تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلتُ: قد نقلَ ابنُ القيِّم في الجزء الأول من كتابه «إغاثةِ اللَّهفانِ من مصائد الشيطان» كلامَ الفخر الرازي المذكور وقال عقِبهُ ما نصُّه: " فهذه ألفاظُهُ في آخر كتُبِه، وهو أفضلُ أهل زمانه على الإطلاق في علمِ الكلام والفلسفة، وكلامُ أمثاله في مثلِ ذلك كثيرٌ جدَّاً، قد ذكرناه في كتاب «الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة»، وغيره، وذكرنا قول بعض العارفين بكلام هؤلاء: آخرُ أمر ِالمتكلمين الشك، وآخر أمر ِالمُتصَوِّفين الشَّطحُ.

والقرآنُ يوصلك إلى نفس اليقين في هذه المطالب التي هي أعلى مطالب العباد، ولذلك أنزله من تكلَّمَ به، وجعلَهُ شفاءً لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " ا. هـ كلامه بلفظه.

وقال الإمامُ محمَّد بن الحسين السنوسي في «شرح الكبرى» في الكلام على معنى ما رويَ عن الفخر الرازي أنه قال عند موته: " اللهم إيمان العجائز "، وفي رواية عنه: " من لزم مذهب العجائز كان هو الفائزُ " ما نصُّه: " يحتملُ أن يكون سبب دعائهِ بهذا ما عُلم من حاله من الولوعِ بحفظ آراء الفلاسفة وأصحابِ الأهواءِ، وتكثيرِ الشُّبَه لهُم، وتقويةِ إيرادها مع ضعفِهِ عن تحقيق الجواب عن كثيرٍ منها، على ما يظهرُ من تأليفِه.

ولقد استرقُّوه في بعض العقائد فخرج إلى قريب من شنيعِ أهوائِهم، ولهذا يحذر الشيوخ من النظر في كثيرٍ من تأليفه.

قال الشيخ أبو عبد الله المَقَّرِي التلمساني رحمه الله تعالى: من تحقَّق كلام ابن الخطيب وجده في تقرير الشبهة أشد منه في ...... عنها، وفي هذا ما لا يخفى.

أنشدني شيخي أبو عبد الله الأيلي قال: أنشدني عبد الله بن إبراهيم الزَّمُوري قال: أنشدني تقيُّ الدين ابنُ تيمية لنفسه:

محصّلٌ في أصول الدين حاصله

من بعد تحصيلهِ علمٌ بلا دين

أصل الضلالة في الإفك المبين فما

فيه فأكثره وحي الشياطين

قال: وكان بيده قضيبٌ فقال: لو أدركتُ فَخر الدين لضربته بقضيبي على رأسه. ا. هـ كلام السنوسي بلفظه. انظر حاشية اليُوسي على «شرح الكبرى»، وحاشية الأمير على «شرح الجوهرة».

قلت: «محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين» للإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الخطيب الرازي.

قال شارحهُ العلامة علي بن عمر القزويني المتوفى سنة خمس وسبعين وستمائة رحمه الله تعالى ما نصه: " وفي هذا الزمان لم يبق من الكتب التي يتداولونَهَا في علم الأصُول سوى «المحصل»، والذي اسمه غيرُ مطابق لمعناه، وفيه من الغثِّ والسَّمين ما لا يحصى " ا. هـ كلامه بلفظه.

قلتُ: أخرجَ ابن سعد في الجزء الخامس من «طبقاته» بسنده إلى جعفر بن بُرقان قال: جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن شيء من الأهواء فقال له: الزم دين الصَّبيِّ في الكتاب، والأعرابي والهُ عما سوى ذلك.

فلعل هذا هو مستندُ الفخر الرازي في دعائِهِ السابق، والعلم عند الله.

وقال السُّيوطي في شرحه لنقايته ما نصه: " (أصول الدين): بدأتُ به لأنه أشرف العلوم مطلقاً، لأنه يبحث عمَّ ا تتوقف صحة الإيمان عليه وتتماته، ولست أعني به علم الكلام، وهو ما ت ..... الأدلة العقلية، وتنقل فيه أقوال الفلاسفة فذاكَ حرامٌ بإجماع السلف، نصَّ عليه الشافعي رحمه الله تعالى، ومن كلامه فيه: لأن يلقى الله العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك، خيرٌ لهُ من أن يلقاه بشيء من علمِ الكلام " ا. هـ كلامه بلفظه.

ونقلَ الشيخ ...... عن بعض العلماء أنه قال: الناظرُ في علم الكلام كالناظر في عين الشمس؛ كلما ازداد نظراً ازداد عمىً.

وقال الغزاليُّ في «الإحياء» ما نصُّه: " قال الشافعيُّ رضي الله عنه: " لو يَعلمُ الناسُ ما في الكلام من الأهواء لفَرُّوا منه فراَرهُم من الأسد.

وقال أيضاً: قد اطلعْتُ لأهل الكلام على شيء ما ظننته قَطٌُّ ().

وقال أيضاً: إذا سمعتَ الرَّجُل يقول الاسم هو المسمى أو غيره فاشهد أنه من أهل الكلام ولا دين له.

وحَكَى الكرابيسي أنَّ الشَّافعيَّ سُئل عن شيء من الكلام فغضب، وقالَ: يُسئلُ عن هذا حفصٌ الفرد وأصحابه، أخزاهم الله!.

ولما مرض الشافعي رضي الله عنه دخل عليه حفصٌ الفرد فقال له: من أنا؟. فقال: أنت حفص الفرد، لا حفظك الله ولا رعاك حتى تتوبَ مما أنت فيهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير