تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاعدة" الأنبياء يخبرون بمجازات العقول لا بمحالات العقول"]

ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[06 - 07 - 08, 09:50 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

هذه القاعدة تعد من أجل القواعد وأهمها في بيان أن أبواب الغيب يجب الإيمان بها وإن لم تدركها العقول, فيجب الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته إلى غير ذلك مما يتعلق بالغيب, وإن لم تدركه العقول, فليس مالا يدركه العقل لا يجوز اعتقاده في الدين.

فالشريعة - ولله الحمد - لم تجيء بما يعلم بالعقل بطلانه, وإنما تخبر بما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه وتصوره.

وسأسوق الآن أقوال بعض أئمة السلف ومن وافقهم في تقرير ما تقدم, فإليك هذه الأقوال:

قال الإمام أبو القاسم التيمي (): ((نحن إذا تدبرنا عامة ما جاء في أمر الدين من ذكر صفات الله, وما تعبد الناس به من اعتقاده, وكذلك ما ظهر بين المسلمين, وتداولوه بينهم, ونقلوه عن سلفهم, إلى أن أسندوه إلى رسول الله ? من ذكر عذاب القبر, وسؤال منكر ونكير, والحوض والميزان, والصراط, وصفات الجنة, وصفات النار, وتخليد الفريقين فيهما, أمور لا ندرك حقائقها بعقولنا, وإنما ورد الأمر بقبولها والإيمان بها, فإذا سمعنا شيئا من أمور الدين, وعقلناه, وفهمناه, فلله الحمد في ذلك والشكر, ومنه التوفيق, وما لا يمكنا إدراكه وفهمه ولم تبلغه عقولنا آمنا به, وصدقناه, واعتقدنا أن هذا من قبل ربوبيته وقدرته, واكتفينا في ذلك بعلمه ومشيئته,.))

وقال: ((ليس مالا يدركه العقل فلا يجوز اعتقاده في الدين, وقد غلط الناس في هذا غلطا عظيما, فجعلوا ما يعجز العقل عن الإحاطة به مستحيلا في باب الدين, وقالوا: لا يجوز أن يعتقد إلا ما يدركه العقل. وإنما قول أهل السنة:أن ما لا يدرك بالعقل فمن حقه التوقيف وتفويض علمه إلى الله تعالى, وترك الخوض فيه, ولا نقول إنه يعرض على ميزان العقل فإن استقام قبل, وغلا طرح, فهذا مذهب من يبني دينه على المعقول.))

قال شيخ الإسلام: ((الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته, لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع, فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول, ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ما يناقض صريح المعقول, ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان, سواء كانا عقليين أو سمعيين, أو كان أحدهما عقليا والآخر سمعيا.)) ()

وقال: ((ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أعظم من الأولياء, والأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته, ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه, فهم يخبرون بمحارات العقول, لا بمحالات العقول, وهؤلاء الملاحدة يدعون أن محالات العقول صحيحة, وأن الجمع بين النقيضين صحيح, وأن ما خالف صريح المعقول وصحيح المنقول صحيح.)) ()

وقال: ((ولا يجوز أن يخبر الرسل بشيء يعلم بالعقل الصريح امتناعه, بل لا يجوز أن يخبروا بما لا بعلم بالعقل ثبوته. فيخبرون بمحارات العقول, لا بمحالات العقول, ويجوز أن يكون في بعض ما يخبرون به ما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه, وتصوره, فإن العقول متفاوتة.)) ()

وفي الختام ظهر لنا أن الشريعة لم تأت بشيء يحيله العقل وإنما تأت بما تقبله العقول الصريحة.

وعليه فيجب الإيمان بكل ما أخبر الله به من أمور الغيب من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 07 - 08, 12:35 م]ـ

بارك الله فيك

وقد هذه بعض المواضع التي تكلم فيها شيخ الإسلام وتلميذه عنها:

مجموع الفتاوى 2/ 312و17/ 444، والفرقان 11/ 243، ودرء تعارض العقل والنقل5/ 297و7/ 327، والصواعق المرسلة 3/ 829

ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[07 - 07 - 08, 11:22 م]ـ

بارك الله فيك

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 05:23 ص]ـ

بارك الله فيكم.

لكن بقي أن يصحح العنوان بدل: (مجازات!) إلى (محارات).

ـ[سامي السلمي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 06:16 ص]ـ

في كتاب الفرقان لشيخ الإسلام أثبت المحقق د. اليحيى - من آخر الطبعات - " مجازات " بالمعجمة - كما ذكر أخونا كاتب الموضوع - فما رأيكم؟

في كتاب الشيخ بكر ابو زيد - رحمه الله - " المداخل إلى آثار شيخ الإسلام " قال في معرض ذكره لأقوال شيخ الإسلام السائرة:

- الأنبياء يخبرون بمحارات العقول، لا بمحالات العقول ..

ثم أحال الشيخ

(الفتاوى 2/ 312) و درء التعارض وبيان تلبيس الجهمية و الجواب الصحيح

ثم ذكر الشيخ بكر حاشية على هذا قال فيها: للخطيب البغدادي في " الفقيه و المتفقه " عبارة قريبة منها و هي: " الشرع إنما يرد بمحوّّزات العقول، و أما بخلاف العقول فلا " ا. هـ 41

ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[09 - 07 - 08, 02:31 ص]ـ

عبارة مجازات ليس فيها أي محذور

وجزاكم الله خيرا

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 05:28 ص]ـ

عبارة مجازات ليس فيها أي محذور

وجزاكم الله خيرا

هل تعني أخي الكريم: أن المعنى ما تجوزه العقول؟

وعلى قولك هنا فما معناها؟

ما سمعنا به المشايخ: أن الشرع يأتي بما يحار به العقل، ولكن لا يأتي بما يحيله العقل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير