[وصل التنصير إلى مدارسنا الإبتدائية]
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 07 - 08, 09:06 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد: فإننا نتناول في هذه المقالة وسيلة من وسائل التنصير التي لا تزال تؤرقنا وتسهر ليالينا
نراها أمامنا ماثلة للعيان ولا نقدر على دفعها إلا بما يقوله اللسان ويخطه البنان، إننا لا نملك أن نعمل في مواجهتها عملا ذا بال، لأن وسائلنا محدودة فإننا لسنا من ذوي الجاه أو المال
نتناول قضية استغلال المنصرين لمدرستنا لنشر ملة غير ملتنا
تلك المدرسة التي كان يؤمل المسلمون أن تكون حامية لدينهم، حافظة لفلذات أكبادهم من مظاهر الانحراف العقدي والسلوكي، المدرسة التي يعتبرها النبهاء مرآة المستقبل، وثكنة تكوين الأجيال الذين يواصلون مسيرة أجدادهم، ويقتحمون الحصون التي وقف عندها آباؤهم، إن المنصرين في الخارج قد علموا ما لدور التعليم في تكوين ثقافات الأمم وعقائدها وأخلاقها
لذلك هم يحاولون ضرب الأمة الإسلامية من خلال هز القواعد الخلفية التي تحمي كيانها بل يسعون إلى تحطيمها إن أمكنهم ذلك، ولهم في ذلك طرق معروفة وأساليب أضحت مكشوفة وليست هي المقصودة في كلمتنا هذه
ولكن المقصود هو تخطيطهم لاستغلال المدرسة التي غابت عنها المناهج التعليمية، والرقابة الجادة والصارمة لصالح مشاريعهم التنصرية، لأنهم بحثوا عن وسائل ذات تكاليف يسيرة وتحقق في الوقت نفسه نتائج كبيرة، فكان منها احتلال المدارس عن طريق تركيز دعوتهم في أوساط المعلمين والجامعيين المؤهلين لأن يكونوا معلمين، وإنها لطريقة ذكية تسمح بانتشار سريع للتنصير في بلادنا وتنشر الفساد على طريقة القنابل العنقودية، إنها وسيلة تمكن المتنصرين المرتدين من مخاطبة عدد أكبر من شرائح المسلمين، وتمكنهم من مخاطبة شرائح غير مستقلة في فكرها، وليست لها الحصانة الكافية ضد العقائد الباطلة، كل ذلك في إطار رسمي "التعليم"، وفي اجتماعات رسمية يومية مع أبناء المسلمين وبناتهم، هؤلاء الأولاد الذين أرسلهم أولياؤهم إلى المدرسة ليتعلموا، ولعلهم كانوا يريدون من المدرسة في زمن مضى أن تلقنهم التربية الإسلامية وتحفظهم القرآن الكريم!! لكن قد خابت اليوم آمالهم، وحسبهم الآن أن يخرج أولادهم من المدرسة كما دخلوا لا لهم ولا عليهم لا غانمين ولا غارمين.
لقد كانت أخبار تداول أبناء مدارسنا الرسائل والكتيبات والأشرطة التنصيرية على أنها كتب دينية تتعبنا وتؤرقنا وتحرق قلوبنا، فلم نلبث أن صرنا نسمع بالمعلمين الذين نأمنهم على تربية أولادنا وتعليمهم قد ارتدوا عن الإسلام وتنصروا، وصاروا يبثون سمومهم ويغرسون في الناشئة خرافاتهم، لقد كان أقدم خبر قرع آذاني في هذا المضمار عن طريق أحد أقاربي في (ذراع الميزان) وذلك في أوائل التسعينيات، لقد صدمني حين قال لي اليهود والنصارى والمسلمون كلهم يدخلون الجنة إذا كانوا مخلصين، ثم علمت منه أنه تلقى هذه العقيدة الفاسدة من معلمه في المتوسطة آنذاك!!
وبعدها بمدة حدثني أحد الأئمة عن مدرس مادة اللغة العربية في إحدى القرى التابعة لدائرة " واضية " كلف بتدريس مادة التربية الإسلامية، فجعلها مادة الطعن في عقائد الإسلام وأخلاق المسلمين، واعجب أيها القارئ كيف يكلف مرتد بتعليم أبنائنا في مرحلة الابتدائي
ثم كيف يكلف بتدريس النصرانية والرد على الإسلام والمسلمين، وفي متوسطة قرية "آيت عبد المومن" ينال التلاميذ أعلى المعدلات في مادة التربية الإسلامية بلا دراسة ولا امتحان، لأن الأستاذ المرتد لا يريد تدريس المادة ويعلن للطلبة أنها مادة غير مهمة
وغير بعيد عن هذه القرية في قرية "آث عمر" في بلدية "آيت بو عدو" التابعة لدائرة "واضية" أيضا حدثت تلك الفضيحة التي اشتهرت في وسائل الإعلام وكان بطلها معلم الفرنسية ومدير مدرسة حيث حولا المدرسة إلى كنيسة واستغلوا أولاد المسلمين من أجل تصوير أشرطة دعائية وأناشيد تنصيرية بلغة أهل المنطقة.
وهذا لا يستغرب من المدير الذي يشغل في الوقت نفسه منصب مدير كنيسة بروتستانتية في العاصمة، ولا من المعلم العريق في الردة والدعوة التنصيرية حيث كان سببا في تنصير أسر بأكملها في "آيت عبد المومن" قبل أن ينتقل إلى "آيت بو عدو".
¥