تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي منطقة بوغني لم يعد نشاط أستاذ الهندسة المدنية في الثانوية خافيا لأنه أصبح يدعو العمال وزملاءه إلى الدين الجديد، وغير بعيد من بوغني في"أسي يوسف" حُدِّثت عن معلم في الابتدائية كان مرتدا يدعو إلى النصرانية ثم إنه رجع إلى الإسلام وترك التعليم، وكان الواجب عليه ألا يترك هذا الميدان ليُكَفِّر على الأقل عما بدر منه في مدة ردته، وهذا ما وعد به معلم كان مرتدا أيضا في بجاية ورجع إلى الإسلام بعد أن رأى أثر القرآن فيمن به مس من الجان، وعد بأن يدعو إلى الإسلام بعد أن كان داعية في النصرانية في محل عمله وفي مدرسة تنصيرية خاصة في حي "إحدادن".

وفي بلدية " إليلتن " التابعة لدائرة "إفرحونن" التي تعيش في حالة كارثية، وعاث التنصيريون فيها فسادا كبيرا، بلغني أن معلما مرتدا من المجاهرين بالردة والدعوة إلى التنصير، يحضر اجتماع الأساتذة معلقا الصليب على صدره، وفي متوسطة " واغزال " في مدينة عين الحمام يصرح أستاذ التربية الإسلامية أن ما يمليه على التلاميذ غير صحيح لكن مفروض عليه أن يدرس هذه المادة.

وفي قرية "أسمليكش" التابعة لـ"تازمالت" ببجابة حدثت فتنة كبيرة بين المرتدين وعموم أهل القرية، وذلك حينما توفيت عجوز ادعى المرتدون أنها تنصرت، ولا بد من أن تدفن على الطريقة النصرانية في غير مقبرة المسلمين، الذي حدثنا بالخبر من أقارب هذه العجوز قال زعماء المرتدين الذين كانوا يطالبون بتسليمها لهم ليدفنوها، وهم معلمو المدرسة الابتدائية في هذه القرية المعزولة.

وكتب إلي أحد الشباب الغيورين على دينهم رسالة هذا ملخصها " إن مدينة واسيف واقعة تحت لعنة التنصير بشكل مخيف ومقلق، إذ أن يد العون من "المجهول" لا تنقطع عنهم، كتب وأشرطة وأقراص منسوخة، وكل ما يخطر بالبال من أساليب تنصيرية. ولعل الظاهرة التي تدعو إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة من الدولة وقيام الدعاة بقوة، هي ظاهرة التنصير عبر المدارس، إذ يقوم بعض المرتدين من المعلمين بدعوة الشباب في المتوسطات، ففي إحدى المتوسطات يقوم بهذه المهمة أستاذ اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وذلك بطريقة فنية يصطاد بها من بيده من الشباب"القصر"، تصور ما يقوم به معلم التربية الإسلامية من سب وثلب لدين الإسلام وأثر ذلك في التلاميذ، هذا المعلم يقتصر على النشاط السري والذكي في وسط هؤلاء القصر، أما أستاذ الإنجليزية في متوسطة المدينة فيدعو إلى النصرانية علانية جهارا نهارا في القسم وخارجه، ولا يتحرج من سب النبي صلّى الله عليه وسلّم وزوجاته علنا، ولا يجد أحدا يرد عليه إلا بعض التلاميذ النبهاء ثبتهم الله تعالى. وهناك أيضا ناظر متوسطة نال رتبة قسيس في كنيسة واسيف البروتستانتية ولا يثبت عندي عنه أي نشاط تنصيري داخل المتوسطة وإن كان ذلك غير مستبعد ".

وحتى المناطق التي لم يتمكنوا من كسب بعض المعلمين فيها فهم لا يغفلون عن توزيع الأشرطة والكتيبات والأناجيل على التلاميذ، ويسعون جاهدين لضم المعلمين في صفوفهم، وفي انتظار ذلك هم لا يتركون طريقة يتسللون بها إلى مدرستنا إلا استغلوها، وحكي لي أن بعض المرتدين تقدموا بكل وقاحة إلى مدير مدرسة في قرية "آيت سيدي يحيى" بأزفون ليطلبوا منه عرض أفلامهم على التلاميذ، لكن المدير الذي لم يخف عليه حال هؤلاء المرتدين رفض ذلك والحمد لله رب العالمين.

هذا ما تمكن الناقد من جمعه من المنطقة التي ينتمي إليها، عن طريق معارفه فيها في مدة وجيزة، وقد اقتصر على ما جزم به الناقلون دون ما ترددوا فيه ونقلوه بصيغة التمريض، كما أنه استعجل إخراج المقال ولم يأته بعد جواب من جهات أخرى من المنطقة، ولا يقدر فرد واحد استقصاء جميع أخبار المنطقة، فضلا عن أخبار البلاد كلها شرقا وغربا شمالا وجنوبا.

وهدفه من هذا الاستطلاع أن يكشف للأمة عن وسيلة من أخطر وسائل المنصرين في هذه البلاد، وسلية ساندها ضعف الرقابة والتسيب الذي يسود قطاع التعليم، بل الهدم والإفساد المتعمد لمنظومة بنيت في عقود من الزمن، وتطوير مادة التربية الإسلامية إلى التربية المدنية بعد كانت بدوية، والتقليل من أهميتها ومن الحجم الساعي لها، واستغناء القطاع -قدر الاستطاعة- عن المتخصصين في علوم الشريعة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير