[الدرر البهية في بيان محاسن العقيدة الإسلامية]
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[11 - 07 - 08, 12:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام ديناً , ونصب الدلالة على صحته برهاناً مبيناً , وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده
حقاً يقيناً, ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجراً كريماً ..
والصلاة والسلام على محمدٍ عبده ورسوله , وصفوته من خلقه , وأمينه على وحيه , الذي بشرت به الكتب السالفة
وأخبرت به الرسل الماضية , وجرى ذكره في الأعصار وفي القرى والأمصار , وضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم
أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر ..
أما بعد:
فالإسلام دينٌ عظيم جليل كالبناء الجميل من أي الجهات نظرت إليه ظهر لك حسنه وجماله ..
وعقيدة التوحيد هي أعظم وأجمل ما في هذا الدين .. فما هي البراهين على هذه الحقيقة الفاصلة ..
هيا لنجيب عن هذا السؤال .. لكي نستمتع ونتذوق جمال هذه العقيدة .. لكي نبني للحق صرحاً في قلوبنا ..
لكي ندحر الباطل في جحوره العفنة التي يُريد أن يُدخل البشرية فيها ..
فما هي محاسن العقيدة الإسلامية؟؟
تابعونا
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[11 - 07 - 08, 09:01 ص]ـ
لنبدأ الكلام عن محاسن العقيدة الإسلامية المباركة:
أولاً: هي عقيدة ظاهرة الحجة والبرهان , تخاطب العقل ولا تُصادمه.
ثانياً: هي عقيدة حية نابضة , تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتُريح الضمير.
ثالثاً: هي عقيدة سهلة واضحة , يعرفها الجميع.
ونتحدى أن تُوجد عقيدة في هذا الوجود اتسمت بسمات هذه العقيدة المباركة!
كان هذا هو الإجمال .. وسنأتي بالتفصيل _ إن شاء الله _ فتابعونا وشاركونا.
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[12 - 07 - 08, 02:48 ص]ـ
نُكمل مابدأناه:
أما كون عقيدتنا المباركة تخاطب العقل فهذا ظاهر من وجهين:
أولهما: أن هذه العقيدة المباركة أجابت العقول عن تساؤلات لطالما حيرت البشرية وجعلتها تتخبط في الظلمات!!
وتتردى في الجهالات .. وذلك عندما ابتغوا الجواب بعيداً عن خالق الحياة _ سبحانه _ وأنى لهم الهُدى؟؟!!
ومن هذه التساؤلات: من أين جئنا؟؟ ولماذا جئنا؟؟ وإلى أين المصير؟؟
إن الحياة لامعنى لها إذا لم يستطع العقل أن يُجيب عن هذه التساؤلات!!!
إن الحياة _ بدون وضوح هذه الرؤية _ ضياع .. وجري وراء السراب .. وهروب إلي الهروب .. إن الحياة حينئذٍ
شقاء وخواءعقلي وروحي .. إن الحياة حينئذٍ ستصير أُكذوبة كبرى لامعنى لها!!!
قارن هذا بحال المؤمن صاحب العقيدة الذي يعلم من أين جاء .. ولماذا جاء .. وإلى أين مصيره.
إنه يعرف للحياة طعماً .. وعرف لها هدفاً .. إنه بناءٌ صلبٌ وعقلٌ ذكيٌ وقلبٌ قويٌ
هذه هي العقول يا أصحاب العقول
ِ {أيحسب الإنسان أن يُترك سدىً}
{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون}
{وأن إلى ربك المُنتهى}
تابعونا لبيان الوجه الثاني لتوضيح أن عقيدتنا تُخاطب العقل.
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 08, 07:28 ص]ـ
نتابع ما ذكرناه ...
الوجه الثاني _ الذي يدل على أنها عقيدة تُخاطب العقل بالحجة _:
أن الجواب عن هذه الأسئلة _ من أين جئت ولماذا وإلى أين _ وغيرها من الأسئلة مبني على حجج عقلية واضحة
قوية تقبلها وتُقر بها العقول الصحيحة؛ فهي عبارة عن مقدمات ونتائج, ومناظرات وتحديات, وواقع مشهود محسوس
فليس الجواب عن هذه الأسئلة قهراً للعقول ,أو إجابات لاتُقنع.
وحتى الأمور التي يأمر الإسلامُ فيها العقلَ بالتوقف عند حدود , والتصديق بها, والقبول لها .. فإن العقل يُقر في
هذه الأمور بالتوقف .. لأن العقل له حدوداً يقف عندها كأي جارحة؛ ولأن التفكير ينبني على المعرفة وهناك
أمور كثيرة يجهلها العقل!
فلا يصح حينئذٍ الاعتراض من العقل القاصر؛ ولأن العقل إذا اعترض على كل شىء فلا معنى للعبودية حينئذٍ!
وهذه كلها أمور يُقرها العقلاء .. ومن أمثلة ذلك: بعض مسائل القدر التي تُشكل على بعض العقول , وكذلك
قضية إثبات بعض الغيبيات , فإذا نزلنا ماسبق من كلام على هذه المسائل وأشباهها فلا إشكال حينئذٍ.
ولنرجع إلى قضية الحجج العقلية في إثبات العقيدة , ولنضرب على ذلك مثالاً .. فبالمثال يتضح المقال.
فتابعونا
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 08, 02:54 ص]ـ
ولنضرب مثالاً على مخاطبة عقيدتنا للعقول السليمة:
وهذا المثال على أعظم قضية وعليها قطب رحى العقيدة .. ألا وهي قضية الرب المعبود_جل جلاله وعز سلطانه _
بداية من إثبات وجوده ثم الدليل على ربوبيته لجميع الخلق ثم تنزيهه عن النقائص وإثبات الكمالات له سبحانه
حتى ننتهي إلى أخطر قضية ألا وهي استحقاقه _ سبحانه _ وحده للعبادة دون من سواه , فنقول وبالله التوفيق:
هذه القضية قد تظاهرت البراهين على إثباتها بحجج عقلية واضحة؛ فبداية نقول: إن الكون لم يُوجد بدون موجد
فهذا مرفوض عقلاً , وكذلك الكون لم يُوجِد نفسه بنفسه لأنه قبل وجوده كان عدماً والعدم لا يخلق؛ فلابد إذن
من خالق لهذا الكون العجيب المنتظم؛ ولم يدعِ هذا أحدٌ لنفسه إلا الخالق سبحانه ...
والقرآن يلخص ما قلناه في وضوح تامٍ وحجة قاطعة قال تعالى: {أم خُلقوا من غير شىء أم هم الخالقون@ أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون}
فإذا كان هو الخالق فإنه لابد أن يكون قادراً سميعاً بصيراً منزهاً عن النقائص له كل كمال وجلال فأفعاله سبحانه
تدور بين العدل والفضل وأسمائه كلها حُسنى وصفاته كلها عليا.
وأنت ترى العلماء أطالوا النفس في قضية ضوابط فهم نصوص الأسماء والصفات ووضعوا لذلك قواعد كثيرة
الهدف منها هو تنزيه الرب سبحانه عن كل نقص.
هذا هو (الرب) سبحانه في عقيدتنا .. وهذا هو المقبول عقلاً .. و إلا فكيف يكون رباً هذا الذي يُوصف بالجهل
أو الفقر أو الضعف؟؟!! ... الخ هذه العقائد الظاهرة البطلان!!
إن رباً كهذا الموصوف في العقائد الباطلة حريٌ بأن لا يُطاع!
تابعونا حتى نكمل الكلام عن بيان إثبات قضية التوحيد بالعقل ..
¥