ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[15 - 07 - 08, 03:24 ص]ـ
نتابع
إذا أثبتنا أن الله سبحانه موجود , وأنه وحده هو الخالق , وأن له سبحانه كل كمال .. كان لابد أن يُفرد بالعبادة
وحده دون من سواه.
هذه هي أعظم قضية (التوحيد) ثبتت بكل قوة ووضوح وسهولة.
وعلى الرغم من ذلك ضل من ضل وخالف العقل الصريح بدون أدنى حجة عقلية مقبولة , بل وأنكروا على أهل
التوحيد الحق! وهم _ والله _ أولى بالإنكار!!
فأي عقلٍ يقبل أن يكون لإله الكون شريكاً؟! إن هذا مستحيل الحدوث! لأنه لابد أن يقهر أحدهماالآخر!!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون هذا الإله ضعيفاً يحتاج إلى ولدٍ يُساعده؟!!
وأي عقلٍ يقبل أن يُصلب الإله ويُقتل ويُدفن؟!!!!!!!
وأي عقلٍ يقبل أن يكون إلهه الذي يعبده بقرة أو شمساً أو ميتاً؟!!
فأين هي مؤهلات هذه الآلهة كي تُعبد؟!
إنها حقاً عقول سخيفة وسفيهة جديرة بالسخرية والامتهان!
والله حُق لهذه العقول أن تخجل وتختبىء بهذه العقائد العفنة!!!
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 08, 01:35 ص]ـ
بعد أن بينا أن عقيدتنا المباركة تخاطب العقل .. نقول:
ينبغي لأهل التوحيد أن يرفعوا رؤوسهم , ويعتزوا بعقيدتهم , ويجهروا بها للعالم كله.
وهذا المثال الذي ضربناه هو واحد من أمثلة هذه العقيدة المباركة المؤيدة بالحجج العقلية .. وإلا فكل مسائل
العقيدة من هذا القبيل, والقرآن ملىء بذلك وكذلك السنة وكذلك كتب أهل العلم التي كتبوها في مسائل العقيدة مثل مسائلة إثبات البعث وإثبات الرسالات ..... الخ فالحمد لله على نعمة التوحيد.
وكذلك كل من تمسك بشبهة يُناقض بها العقيدة الإسلامية نستطيع - بعون الله - أن نرد عليه رداً عقلياً يُخرصه!!
مع العلم أن هذه الحجج العقلية مأخوذة من القرآن .. مما يدل على أنه من عند حكيم خبير.
وكون هذه العقيدة لا تصادم العقل البشري فإن هذا يدل على أنها حق من عند الله الذي خلق هذا الإنسان وهو كذلك - سبحانه - الذي أنزل هذه العقيدة التي توافقت مع عقله.
فالإنسان من خلقه والعقيدة من شرعه - سبحانه -.
فأرونا عقيدة كهذه العقيدة تقارع الحجة بالحجة وتثبت أمام الشبهات .. هيهات هيهات!!
إنه الحق يدمغ الباطل في أمّ رأسه. فتأمل.
وبهذا نكون قد بينا - باختصار شديد - أن من ميزات عقيدتنا أنها تخاطب العقل
فانتظرونا مع الميزة الثانية للعقيدة الإسلامية.
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 01:03 ص]ـ
الميزة الثانية لعقيدتنا المباركة:
أنها عقيدة حية نابضة تؤثر في القلب والمشاعر والسلوك , وتشرح الصدور وتريح الضمير
ولابد أن نوضح أمرين نبني عليهما كلامنا:
أولهما: أن السعادة والراحة هدف منشود يسعى إليه البر والفاجر , والمؤمن والكافر.
الثاني: السعادة الحقيقة هي التي تنبع من داخل الإنسان.
فإذا قررنا هذين الأمرين فإننا نقولها عالية مدوية:
لاسعادة إلا في عقيدتنا أيتها البشرية .. ونتحدى!
يقول الأستاذ سيد قطب -رحمه الله-: ( .. إن هذه العقيدة تنشىء في القلب حياة بعد الموت، وتطلق فيه نوراً بعد
الظلمات، حياة يعيد فيها تذوق كل شىء، وتصور كل شىء، وتقدير كل شىء، لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة،
ونوراً يبدو كل شىءٍ تحت أشعته وفي مجاله جديداً كما لم يبدو من قبل قط لذلك القلب الذي نوّره الإيمان.
هذه التجربة لا تنقلها الألفاظ، يعرفها فقط من ذاقها ... )
إنني لا أتخيل الحياة بدون الإيمان، بل والله نحن أحوج ما نكون إلى العقيدة فى زماننا الذي يطحن الناس بفتنه!
ولنضرب مثالاً لنبين كيف أن عقيدتنا تنبض في الحياة كالدم في العروق
فتابعونا
ـ[أبوعبدالرحمن السلفي]ــــــــ[18 - 07 - 08, 07:14 ص]ـ
ولنضرب مثالاً لنرى كيف أن عقيدتنا حية نابضة في الحياة كنبض الدم في العروق:
إن الإيمان بالقدر وفهمه على الوجه الصحيح يسعد البشرية ويحل مشاكلها؛ فالعبد في هذا الكون ضعيف
والأحداث المؤلمة التي تقع رغماً عنه لاحيلة له في دفعها!
ولكن من الناس من ينهار بسبب هذه الأحداث!
أما المؤمن فهو يعلم أن هذا الذي وقع إنما هو بقدر من الله الحكيم الخبير الذي لايُقدّر الأشياء عبثاً , فهو يرى أن ما
حصل حصل لحكمة وإن جهلها هو لقصور نظرته وضعف عقله.
والمؤمن يعلم كذلك أن ما وقع كان لابد من وقوعه لامحالة، وهو يعلم كذلك أنه لا حيلة له في رفعه وتغييره إلا أن يشاء ربه ومولاه.
فإذا استقرت هذه المعاني في نفس المؤمن فلن يكون ساعتها إلا الصبر بل والرضا والتسليم والشكر.
إن المؤمن بالقدر يُعجل له ثوابه في الدنيا قبل الآخرة؛ فالسكينة تغمره، وقلبه ممتلىء بالراحة، وجوارحه ساكنة!
وقلبه متحرر من عبودية غير الله فلا يخاف سواه ولا يرجو إلا إياه ولا يتعلق إلا به فما أسعده من إنسان
وعلى العكس من ذلك فأنا والله لا أتخيل الحياة بدون الإيمان بالقدر إلا حياة ضائعة مملؤة بالشقاء والغم.
يتجرع صاحبها الحسرة، ويتذوق الألم .. ولن يتغير من الأمر شيئاً!! وهذا ضياع الدنيا وعقوبة الآخرة!!
ومن أوضح ما يبين أثر هذه العقيدة المباركة: المقارنة بين حال المؤمن والكافر خاصة في زماننا، فمثلاً الكتب التي
تتكلم عن طرق الوصول إلى السعادة تملؤ الغرب ومن نظر فيها وجد كثيراً مما كُتب فيها ما هو إلا بعض ما في عقيدتنا المباركة مما يدل على موافقتها للفطرة السليمة.
هذا مثال واحد يوضح أثر هذه العقيدة في حياة الإنسان , وإنما ذكرت مثالاً واحداً لأن المقام ليس مقام تفصيل
وإلا فكل جزئية في عقيدتنا لها آثارها المباركة
انتظرونا مع الميزة الثالثة لهذه العقيدة المباركة
¥