تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سبق أن قلنا أن هذه الحرب تدار على جبهتين هما العسكرية والفكرية، وفي خطاب الرئيس الأمريكي- جورج بوش- الأول عن حالة الاتحاد بعد أحداث سبتمبر كان واضحًا وصريحًا ودقيقًا حين قال:" إنها حرب صليبية جديدة " وذلك لأن راية الصليب هي الوحيدة التي تسع تحتها كل التيارات المعادية للإسلام اليوم، فالنصرانية تمثل جميع الرموز والأفكار الوثنية والشركية المنتشرة بين الأمم، كما إنها بالأساس ديانة علمانية تعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله , وهي أيضًا ديانة إباحية تطلق العنان لشهوات أتباعها طالما يجلس للاعتراف بين يدي القس أو يؤكد إيمانه بالإله المتجسد المصلوب الذي حمل عنهم خطاياهم , وبنفس المنطق يقول "بوش" في خطابه أن المعركة الفكرية ستكون هي الأهم والأطول والأكثر كلفة ومشقة في هذه الحرب؛ لأنه يعلم جيدًا أن قوة المسلمين تكمن في قوة عقيدتهم ويقينهم.

حرب اليقين مخطط قديم

قضى "شيمون بيريز" عقدًا كاملاً من حياته يبحث عن إجابة على أهم سؤال يواجه إسرائيل وهو "لماذا يفجر المسلم نفسه؟ "

وبعد عقد كامل وجد الإجابة في كلمة واحد هي " اليقين"

نعم اليقين الذي يملأ قلب المسلم بأنه على الحق ويدافع عن الحق و يفعل الحق، وأن وعد الرسول له بالجنة حق؛ لذلك قامت خطة اليهودي العالمية على ضرب اليقين وإزالته من قلب المسلم؛ لأنه بعد هذا لن يستطيع أن يضحي بنفسه لعقيدة لا يوقن بها أو لمصير يشك فيه.

وعلى صعيد آخر كان "مجلس كنائس الشرق الأوسط" يناقش قضية ذوبان نصارى سوريا، واضمحلال الكنيسة السريانية والتي تعد أحد أعمدة المسيحية الأساسية قديمًا, لكنها الآن تشرف على الانهيار الكامل، وكلف المجلس لجنة بإعداد تقرير عن أسباب هذا الانهيار، وجاء في هذا التقرير أنه بعد سنوات قد تندثر المسيحية بسوريا تماماً، ويذكر تقرير المجلس والذي كان يرأسه وقتها الأنبا شنودة بابا الكنسية الأرثوذكسية بمصر أسباب هذا الانهيار في الآتي

- دخول كثير من أتباع الكنيسة السريانية في الإسلام.

- مسايرة الكنيسة السريانية لأيديولوجية الدولة الرسمية في سوريا وهي القومية الاشتراكية؛ مما اضعف الإيمان المسيحي، وشتت شعب الكنيسة وضعفت سلطة الكنيسة عليهم.

- التناحر بين الطوائف المختلفة لاسيما الكنيسة المارونية بلبنان والسريانية بسوريا والرومية الكاثوليكية بفلسطين.

وذكر التقرير أن غالبية من اعتنق الإسلام من أتباع الكنيسة السريانية كان دافعهم الأول هو الإعجاب بالإسلام وشعائره وشخصية رسوله وتأثرهم بالقران الكريم , بل إن كثيرًا منهم لم يعرف حقيقة المسيحية إلا بعد دخول الإسلام.

وحذر التقرير أن كثيرًا من الكنائس في البلاد الإسلامية قد تواجه نفس المصير إذا ظلت على سياستها الحالية وأن واقع كنائس الشرق الأوسط ومستقبلها لا يبعث على الأمل،

وعلى أساس هذا التقرير الذي نشرت "مجلة العالم الإسلامي التنصيرية" مقتطفات منه وضعت خطة عمل للحفاظ على المسيحية في الشرق الأوسط، ارتكزت بالأساس على قاعدتين:

الأولى: تنفير المسيحيين من الإسلام وتكوين مناعة نفسية تجاه التفكير في الإسلام كدين رباني.

والثاني: الاستقلال السياسي والفكري والاقتصادي عن الدول الإسلامية التي تعيش فيها هذه الكنائس بحيث تصبح الكنيسة دولة داخل الدولة.

وعلى صعيد ثالث كانت الكنيسة الغربية تواجه الإسلام الذي انتشر بين الأوربيين بسرعة كبيرة؛ مما يهدد التركيبة السكانية لأوربا بأسرها؛ فكان لابد من خطة لطرد الإسلام من أوربا ووقف انتشاره وتنفير الغربيين منه.

وغير بعيد عن هذا كله كانت أمريكا تعد لحرب طويلة المدى على العالم الإسلامي، وهي بالأساس حرب إجهاض للنمو الإسلامي المتزايد، بعد أن عجزت الأنظمة والحكومات عن قمعه تمامًا أو القضاء عليه

ومدت أمريكا يد العون للمنصريين ووفرت لهم الدعم السياسي والمادي على أمل أن يحقق لها الآتي

1 - إضعاف مقاومة الأمة للعدوان الصليبي وذلك بنزع سلاحها الأول في هذه المعركة وهو الإسلام وذلك عن طريق نزع قدسية واحترام المسلمين لدينهم بنشر الافترات والأكاذيب على القران والنبي وزوجاته وكذلك شعائر الإسلام الظاهرة كالحج والصلاة والصيام

2 - تفتيت المجتمع المسلم عن طرق تنصير بعد أفراده واستخدامهم كوقود للمعركة مع المسلمين لأن الشجرة لا يقطعها إلا احد أعضائها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير