تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعل أبرز الحوادث الأخيرة قصة المنصَّرتين (داينا كاري) و (هينريس) اللتين كانتا تنصران في (كابل) الأفغانية، واعتُقِلَتَا في عهد طالبان بسبب توزيع فيديو وكتب قصص للأطفال الأفغان تدعوهم للنصرانية، وقد أقيمت الدنيا ولم تقعد بسبب سجنهما، ثم أرسل لهما (بوش) طائرة خاصة بعد حملة دولية لاستخراجهما، واتصل بهما الرئيس (بوش) وتحدث معهما أكثر من عشر دقائق لحظة وصولهما إلى باكستان، ثم استقبلهما استقبالاً هوليوديا "فخما" - كما يقول الكاتب- وقال عنهما: إنهما كانتا تساعدان أفقر الفقراء، وقد اعترفتا بمخالفة دستور أفغانستان، بعرض تلك المواد. كما أن من المجموعة نفسها (جون ويفر) الذي رفض ترك أفغانستان، وهو مشهور إعلاميًا وصاحب علاقات واسعة مع القبائل الأفغانية، وتدرب في الجامعة نفسها، وهو يجيد لغةً أو أكثر، من لغات الأفغان. ويجدر بالذكر أن حكومة بوش كانت أول حكومة تعتمد أكبر مساعدات في تاريخ أمريكا للكنائس.

ومن الحاضرين في البرنامج (ديرك) وقد سكن مع عائلة مسلمة فقيرة في مدينة صغيرة في كازاخستان لمدة عامين، يقرأ عليهم الإنجيل، ويعرض عليهم الترجمة الكزخية (لفيلم) عيسى -عليه السلام- والعائلة مكونة من زوجين وطفلين، وكان (ديرك) يشارك الأسرة حياتها الصعبة، ولكن الخمسين دولارًا التي يدفعها أجرةً لسكنه في دارهم كانوا يحرصون عليها أكثر، ويشتكي بأنهم لا يتقبلون النصرانية، ولا المسيح منقذا، فيقول لهم: أعلم أنكم لا تستجيبون لى، ولكن لا بد لي أخبركم، ويؤمن (ديرك) بأن الإسلام هو عمل الشيطان الذي حرف المسلمين عن عبادة عيسى-عليه السلام-. آخر من المتدربين يقول إنه استطاع أن يزرع الأسئلة المزعجة والبذور المقلقة التي تجعل المسلم لا ينام، ويقول إن هذا القلق والجحيم الذي يسببه المنصَّرون للمسلمين من الشك والتساؤل شيء مروع يمكن أن يتمناه شخص لغيره، ويأمل أن تثمر هذه البذور الشكَّية يومًا ما، والقائل هذا يمارس عمله التبشيري متخفيا بالتجارة بين تجار كينيا. "لاحظ أن عملهم - كما يقولون- رحمة ومحبة، ويصفه هو بأنه جحيم وقلق مروع"!

[وجدير بالذكر أن نشير إلى أنه عُقَدَ مؤتمر للتبشير في كينيا هَدَفَ إلى تغيير جميع مسلمي كينيا في بداية التسعينات، وقد أسلم أحد الحاضرين، ونشر وثائق عن المؤتمر التبشيري، وقد استطاعت بعض الكنائس أن تنصَّر مجموعة من ذوي الأصول الصومالية لم يكونوا مسلمين من قبل].

في آخر إحدى هذه الجلسات، وبعد الاستماع لخبرة منصر كان يعمل في كمبوديا لتنصير أقلية مسلمة، قال: بأنه استطاع تنصير خمسة وعشرين مسلمًا، وبعد انتهاء الجلسة توجه المنصرون بالدعاء أن يُجَيْعَ الله المسلمين (ربما يقصد روحيا) ليشعروا بالجوع؛ لأنهم فقدوا رحمة وعون المسيح فيتنصَّروا.

بعد أحداث نيويورك كتب (لارسون) المشرف على برنامج الدراسات الإسلامية في الجامعة ذاتها على صفحتها في شبكة الإنترنت مقالاً يقول فيه: إن كلمة الإسلام التي معناها السلام مجرد خداع، بل يريد المسلمون أن يكونوا قوة دولية. ويخشى المنصرون من تكاثر المسلمين وزيادة عددهم في العالم، وأنهم بهذا قد يتفوقون على النصارى.

ويذكر (لارسون) مدير البرنامج أنه عمل لمدة ثلاثة وعشرين عامًا ينصر مع زوجته، في مدينة (ديرا غازي خان) في الباكستان، ويدعو المسلمين للنصرانية ويقرأ عليهم الإنجيل مع الشاي والكوكا كولا، ولكنه يعترف أن زبائنه كانوا يأتونه لأغراض عملية تهمهم ولا يهتمون بالحديث عن النصرانية، فقد كانوا يرون معه مالاً، ويتوسطون به لدخول أقاربهم المرضى للمستشفى، أو يطلبونه أن ييسر لهم إصدار تأشيرات سفر لأمريكا، بل وبعضهم يأتون إليه ليتعلموا دينهم! [الإسلام ويبدو أنه يعرف كثيرا عن الإسلام ويعرف اللغات المحلية، وقد ظهرت صورته وخلفه كتابته بالأوردو أو الفارسي]، وكان -كما يقول- يساعد ويزور الأرامل والمرضى ويأخذهم للأطباء. وفي يوم من الأيام هاجمه -كما يزعم- مئتان من المسلحين ودمروا كنيسته والسيارتين (لاندروفر) التي كان يستعملهما، ويقول: ولهذا عندما نسمع عن اضطرابات في بلد ما فإنها تخيفنا. وأشار إلى خطف المبشرين في الفلبين وغيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير