تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه الإرساليات التبشيرية متعصبة وشديدة التحكم في الناس وإجبارهم على النصرانية من خلال المساعدات الإغاثية، فمرة أبدت إحدى المؤسسات اهتمامها برعاية مرضى من رعاة البقر الفلّانيين في غرب إفريقيا، ولكنهم اشترطوا قبل العلاج أن يسمح لهم بالدعوة لتنصير المرضى المحتاجين للعلاج وللمساعدة.

وقد فعلوا ذلك في الصومال، فاشترطوا على من يتلقى الطعام في مجاعة الصومال أن يستمع للمنصرين، أو يأخذ مع الطعام منشورات تنصيرية كما أشار (روبرت مكفرسون)، فسخط الصوماليون وقاموا بنهب الطعام، ثم أحرقوا الشاحنات التي كانت تحمله.

وفي برنامج الجامعة للتبشير ينصح المشرفون على الدورات أن يدخل المبشرون في ثقافة المسلمين ويتبنوا الكثير منها، ويحتج هؤلاء بأن (بول) المبشر الأول بالمسيحية اختتن أو دعا للختان ليقبل به اليهود منصرًا بينهم، ثم ينصح المنصرون بأن يمارس المنصرون بعض الشعائر الإسلامية، وينصحون المنصرات أن يلبسن الحجاب وربما الصوم، [كان غلاف المجلة طريفا، إذ تظهر فيه منصَّرة متحجبة حجاب المسلمات وعلى صدرها صليب، وتغمض عينيها إغماض النصارى في صلاتهم] فلابد أن تكون كالمسلمين حتى تنصرهم. أو كما يقول أحدهم: لا بد أن نكون مسلمين حتى نضلل المسلمين، وينصح البروفسور (كاشين) المنصرين أن تكون لهم أسماء إسلامية. وإذا كان المبشرون الأُول اختتنوا لينصروا اليهود فلم لا يفعلون الآن مع المسلمين؟ ويتساءل أحدهم: هل نسمي أنفسنا "مسلمين"؟ ثم يتساءل هل نسمي إلهنا "الله" [بدلا من الإله أو الأب]؟ وفي العالم العربي يمتنع النصارى عن تسمية أنفسهم نصارى، ويسمون أنفسهم "مسيحيين"، ويرى بعضهم أنه قد يكون مناسبًا أن يسموا أنفسهم (بفرقة صوفية). مجلة "مسيولوجي" نادت الطلاب الفلسطينيين أن يتبنوا النصرانية، ولكن يسمون أنفسهم مسلمين، فالمسافة بين التمسك والخداع شفافة جدا. وأحدهم يقول إنه لا يخبر بهدفه أحدا، ويقول إنه طالب لغة، ويقاطع أولئك الذين يسألون أسئلة كثيرة، [حتى لا يكشفوه]، ويعمل هؤلاء تحت مسميات كنائس الخدمة العالمية وغيرها، ولا يعملون بشكل مكشوف، فمؤسسة (النجدة الكاثوليكية) التي لها أعمال في أفغانستان وأقامت نظامًا لتوفير ماء الشفة في المغرب، ولها برامج تنمية للمرأة في مصر، لا تصرح بالدعوة للنصرانية، ولا تطلب من الموظفين المسلمين في أعمالها أن يتنصروا، وتأمل أن يكون في عملهم ما يجعل الناس يتحولون للنصرانية بالعمل وليس القول عندما يرون عملهم الخيري. يقابل ذلك أن الكثيرين من البروتستانت لا يقبلون بالعمل في مؤسسات ليست صريحة في الإعلان عن عملها التنصيري.

ويواجه المنصرون والمتنصرون صعوبات كبيرة في العالم الإسلامي، فبعض المجتمعات تطرد المنصرين، بل في بعض أقطار شرق إفريقيا يصطادهم المواطنون ويقتلونهم، وفي الغالب يخرج المنصرون ويعودون لبلادهم، ولكن الذين تركوهم خلفهم من الذين قبلوا بالنصرانية قد يواجهون أذى كبيرًا، أو مقاطعة من الأهل المسلمين، أويضطرون للهروب إلى الغرب، أو يفارقوا لمكان آخر، ويذكرون مثالاً على ذلك قصة (طاهر) الشاب الكشميري الذي كان يتلقى -سرا- دروسا في النصرانية في منتصف الليل في مدرسة للقرآن الكريم، فقد قاطعته عائلته، وهدَّده أصدقاؤه، مما جعله يذهب لأطراف مدينة دلهي ينصر هناك لمدة ثلاثة عشر عاما، ويمتدحه المنصرون بأنه نشط في تنصير المسلمين، ويؤمن بمبدأ "احمل صليبك واتبعني". [ومن المعروف أن كبير قساوسة (كنتربري) في بريطانيا الذي قد ينتخب باكستاني تنصر صغيرًا في كراتشي.] ويصر المعمدانيون على التنصير حتى ولو قتلوا نتيجة لذلك، فالقتل والمعاناة كانت قدر النصارى، وحقيقة تاريخية، ويحثون المنصرين على التضحية، فالمنصر (ريموند ويس) كان يدعو لدينه في البحرين [له كتاب تعريفي بالإسلام] يقول: إذا كان المسيح هو الحقيقة العليا، فكل تكلفة في سبيله لا شيء. ويعقب أحدهم شاكا في جدوى التنصير وأثره بقوله: إنك قد تضع السًّلم على الجدار الخطأ وتحاول الصعود، وبعد جهد كبير تصعد ثم لا تجد شيئًا هناك!!

ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - 07 - 08, 02:09 ص]ـ

طبول التنصير تدق في المغرب

الرباط ـ إدريس الكنبوري 14/ 3/1426

23/ 04/2005

في عام 1992 اعتنق المسيحية ما بين 4000 و 6000 مسلم من منطقة القبائل الجزائرية. ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير