تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - 07 - 08, 02:13 ص]ـ

قرأت في مجلة وزارة الخارجية الأمريكية مقالا للسناتور جيسي هيلمز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي، مفاده: أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش الإبن مهتم شخصيا وبصورة لم يسبق لها مثيل من رئيس أمريكي بدعم المؤسسات الخيرية الكنسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، والتي يسميها بوش الإبن باسم (جيوش الرحمة)، حيث يرى الرئيس بوش الابن أن هذه المؤسسات والجمعيات أهم بكثير من المؤسسات الخيرية وجمعيات الضمان الاجتماعي الحكومية، وأجدى نفعا منها، حيث تتعثر خطى تلك الجمعيات الرسمية في يسمي بـ البيروقراطية التي تقتل العمل الخيري، ولذا فالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي يدعم المؤسسات الخيرية غير الرسمية التابعة على وجه الخصوص للكنيسة، هو نفسه الذي يشن حربا عالمية ثالثة ضد الإسلام على حد تعبير الصحفي اليهودي الأمريكي توماس فريدمان الذي كتب أن هذه الحرب يجب أن تشن ضد المسجد والمدرسة والمقرر الدراسي، والجمعية الخيرية الإسلامية، الرئيس الأمريكي يدرك أهمية تلك الجمعيات الكنسية الخيرية في دعم الفقراء والمحتاجين وذي الاحتياجات الخاصة ولذا سارع إلى دعمها من أول يوم، وفي حفل كبير داخل البيت الأبيض قدم الرئيس شيكا بمبلغ عشرة ملايين دولار للقس الأمريكي بات روبرتسون الذي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأن إرهابي متعطش للدماء، ويعد ذلك الحفل في البيت الأبيض دعما غير محدود للكنيسة وللجمعيات "الخيرية" التي تتبعها داخل أمريكا وخارجها، وفي هذا الصدد فيجب أن نذكر أن الكنيسة الأمريكية تعتبر ومنذ مايزيد على المائة عام أكبر الكنائس العاملة في مجال التنصير خاصة داخل المجتمعات الإسلامية مستغلة ضخامة الموارد الاقتصادية التي تغرف منها بلا حدود والفقر والحاجة والأوضاع المتردية التي يعاني منها كثير من المسلمين في آسيا وأفريقيا بل وفي بعض البلاد العربية أيضا.

وهنا لانتستغرب كل ذلك الاهتمام من الرئيس الأمريكي بالجمعيات الخيرية الأمريكية التي تدعم المواطن الأمريكي ذا الحاجة والفقر داخل الايات المتحدة، وتدعم الموقف الأمريكي وصورة أمريكا في العالم، حيث تقدمها على أنها دولة رحمة وشفقة وإنسانية وأنها دولة نجدة للفقراء والمنكوبين، اللأمر الذي يقوي مواقعها داخل المجتمعات الأخرى ومن بينها المتجتمعات الإسلامية و يقوي من نفوذها ويساهم إلى حد بعيد في تقبل مشروعاتها الفكرية والثقافية والسياسية، هذا إلى ما هو أخطر من ذلك وهو تغيير عقيدة بعض المسلمين ليعتنقوا النصرانية، وهنا نذكر فقط بما يخطط لأندونيسيا أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، فالكنيسة و لجمعيات التنصيرية الخيرية – أو التي تتظاهر بالأعمال الخيرية – تخططان لتنصير أكثر من نصف سكان إندونيسيا خلال الخمسين عاما القادمة أي بحلول عام 1470هـ (2050م) لتصبح بذلك بلدا نصرانيا (مسيحيا) على حد تعبير تلك الجمعيات ولهذا الغرض خصصت الكنائس الأمريكية – خاصة الإنجليكانية منها – مئات الملايين من موازناتها سنويا لهذا الغرض، وهنا نذكر بأن الكنائس الأمريكية تعتبر أغنى من الحكومة الفيدرالية، حيث تعاني الحكومة الفيدرالية الأمريكية من الديون الضخمة في حين تملك هذه الكنائس موازنات بمئات الآلاف من الملايين، في صورة استثمارات صناعية وفي صورة إعانات ضخمة من قبل بليونيرات أمريكا الذين لا يترددون في دعمها بآلاف الملايين من الدولارات سنويا.

وكان من أخطر الدوافع التي دفعتني إلى كتابة هذه السطور ما قرأناه في بعض الصحف المحلية من هجوم جاهل وغير مسؤول على الجمعيات الخيرية السعودية من قبل بعض الصحافيين والكتاب الذين لا يقدمون ما عند الله ولا يدركون – أو ربما يدركون – أنهم بهذا يضعفون بلادنا و يضرون بها وبمصالحها ويقدمون خدمات جلى للأعداء الذين يخشون الأقويتء الذين يعتزون بمبادئهم و يقولون لا لمن يحاول المساس بدينهم وبمبادئهم واستقلالهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير