تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد هاجم هؤلاء الجمعيات الخيرية في دعمها للمسلمين في خارج هذه البلاد، بالإضافة إلى دعمها لمواطني بلادنا حرسها الله من حماقات و تهورات بعض المنتسبين إليها، وهنا أذكرهم بما يقوم به الرئيس الأمريكي نفسه الذي ضرب المثل في الاستماتة في دعم الكنيسة ومشروعاتها التنصيرية التي تتخفى وراء الإغاثة وتقديم المعونات حول العالم، وذلك حين احتفل برجال الكنيسة داخل البيت الأبيض – كما تقدم ذكره - في دولة علمانية الدستور، فهل هي كذلك؟.

إن الرئيس الأمريكي هو الذي أطلق العنان لمحاربة الجمعيات الخيرية الإسلامية حول العالم، وذلك بحجة دعمها للإرهاب، وهو أكبر داعم له، وضد من؟ ضد الفلسطينيين العزل، الذين لايجدون عليبة الدواء ولا لقمة العيش، فقد أغلق داخل امريكا أكبر الجمعيات التي تجمع التبرعات لإغاثة هذا الشعب المظلوم المضطهد، وللقضاء على البقية الباقية من الحياة فيه، ومع ذلك فهذه الإجراء لاتزيده إلا ثباتا واصطبارا، لكن المدهش والمحزن هو أن يأتي من يكتب متماهيا مع حملة الرئيس بوش ضد الجمعيات الخيرية السعودية ومتمما لها ومتضامنا مع أهدافها، حتى لو حاول أن يبرر هجومه الآثم على الجمعيات الخيرية بإهمالها لمحتاجي وفقراء الداخل، وهذه من الحجج المتهافتة، فبلادنا ولله الحمد تنعم بالكثير من الأجهزة التي تعنى بأحوال الفقراء والمحتاجين في الداخل: فهناك الضمان الاجتماعي وهناك جمعيات البر الخيرية الموجودة في كل بلدة والجنعيات الخيرية الأخرى التى توجه لها السهام الت لم تهمل فقراء الداخل، وهناك المحسنون الذين يقدمون التبرعات العينية والنقدية السخية في كل المناسبات، وهذا لايعني عدم وجود الفقر والفقراء، لكني أجزم بأن أحدا لن يموت جوعا في بلادنا ضمن موجة مجاعة كالتي تحدث على مدار الساعة لمسلمين حول العالم الأمر الذي لم تعرفه بلادنا منذ عقود بفضل الله تعالى ثم بما تقدمه دولتنا جزاها الله خيرا، بل لن يجوع في بلدنا أحد ولا يجد من يمد له اليد خاصة في ظل التماسك و التكافل الاجتماعي القائم على قيمنا الإسلامية العظيمة، هذا إلى أن فقراء بلادنا لن يكونوا عرضة لأخطر هدف تسعى إليه منظمات الإغاثة وه التنصير، وهي منظمات تتستر بالأمم المتحدة أو غيرها وهي منظمات تنصيرية في المقام الأول، فهذه المنظمات قد وجدت أن أعظم هدية قدمها لها أعداء العمل الخيري الإسلامي هو الهجوم على الجمعيات الخيرية الإسلامية ومن ثم السعي إلى إغلاقها وتجفيف ينابيع الخير الذي تقدمه للمسلمين حول العالم – رغم محدودية قدراتها أصلا - بينما يعاني إخواننا المسلمون في كثير من بقاع الأرض من الكوارث التي لاتنتهي حتى تعود في كل أرجاء المعمورة تقريبا، حيث يلحظ كل من لديه قليل من المتابعة أن الكوارث حكر تقريبا على المسلمين: فالحروب من حظ المسلمين وحدهم، حيث لم ننس بعد حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب البوسني المسلم على يد الصرب في عمق أوربا التي تدعي التحضر وحقوق الإنسان حيث استمرت تلك الحرب ثلاث سنوات كاملة وبعد استكمال حرب الإبادة لأهدافها جرت مسرحية مؤتمر دايتون للسلام، وبعد حرب الإبادة في البوسنة كانت حرب كوسوفو، وأيضا داخل أروبا الحضارة وحقوق افنسان، وقبل ذلك الغزو السوفيتي لأفغانستان، وليبيريا وحرب الشيشان القائمة حاليا التي أتت على الأخضر واليابسة ومارست فيها روسيا أبشع صنوف الإبادة والاغتصاب بحق المسلمين، وهناك كشمير والفلبين وجنوب السودان وأريتريا والصومال، وأخيرا جاء دور العراق الذي يتعرض بعد الغزو الصليبي البريطاني الأمريطي المشترك إلى حرب إبادة لدينه أولا ثم حرب إفقار ونهب لجميعى مقوماته وهو الشعب المسلم العريق الذي يمثل أحد مراكز القوة الحقيقية في العالم الإسلامي بأسره، فهل هذه الحروب والكوارث بعيدة عن تخطيط الكنيسة وعن اهدافها التنصيرية؟.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير