تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن الهدف من هذا الاستطراد أن أبين – وهو واضح لكل ذي عقل وإنصاف - لمن كتب ضد مد يد العون لإخواننا المسلمين حول العالم أن المسلمين في هجير تلك الكوراث يحتاجون للقرش عوضا عن الريال، ويحتاجون للبطانية البالية التي ربما تعفف الكاتب أن يرميها أمام باب بيته فهو يجتهد في مواراتها في كيس الزبالة حتى لا تراها العيون، هؤلاء المسلمون يعانون من الجوع القاتل الذي يهدد الملايين سنويا، ويعانون من البرد القارس في رؤوس الجبال بعد أن أخرجوا من ديارهم: أليس لذلك النوع من الكتاب الذين ماتت ضمائرهم عيون ليبصروا بها معاناة المسلمين القاتلة في المنافي وفي القفار حيث يبيت الملايين منهم فوق الثلوج والأوحال بلا مأوى وبلا طعام وبلا دواء، ويموت منهم مئات الآلاف سنويا من الجوع والمرض والبرد وهناك المختطفون، ولا يصح أن يغيب عن بالنا ما تتعرض له المسلمات الطاهرات من الاغتصاب على يدي من ينتمون لحضارة الغرب الظالمة المظلمة، والسؤال الذي يجب أن يجيب عليه هؤلاء الكتاب الظالمون لأنفسهم أولا الظالمون لأمتهم ثانيا: أليس من حق هؤلاء المسلمين أن يحصلوا على الدواء والطعام والدثار والفراش والمأوى في أقل صورها و مقاديرها كما وكيفا، أليس من حقهم ان يأكلوا ما يبقي على حياتهم ليس إلا، وقد رأينا جميعا كيف يقتتل بعض الصبية على رغيف العيش الذي يطير من فوق الشاحنة فتتلقه مئات الأيدي دفعة واحدة ومن وقع في يدعه فربما مصيره الموت من قبل مئات الجوعى من حوله، أليس من حق هؤلاء أن يطعموا ما يبقي على حياتهم وأن يلبسوا أقل ما يمكن ليقيهم بعض البرد لا كله؟ وهنا تجد الكنيسة والجمعيات التنصيرية فرصتها الذهبية لتمارس رسالتها، رسالتها في تغيير عقيدة المسلمين تحت ضغط الحاجة، حيث تنتشر تلك الجمعيات الكنسية التنصيرية في كل أرجاء العالم لإغاثة المسلمين على وجه الخصوص، وذلك لأنه لايوجد تقريبا في العالم لاجئون ومشردون من غير المسلمين، فمَن غير المسلمين يمكن أن توجه له أذرعة التنصير الجهنمية تحت طائلة الفاقة والجوع والعري والمرض والجهل؟ وفي ظل غياب المعونات التي ينتظرها هؤلاء من إخوانهم المسلمين، فهل سيرفض الجائع لقمة عيش نظيفة ظاهرا ولكنها ملوثة بالقصد منها وهو تغيير عقيدته ليكون مشركا من أهل الصليب، فهل سيرفض الجائع المشرف على الهلاك تلك اللقمة بحجة كونها مقدمة من كنيسة أو منصر أو من جمعية تنصيرية؟ طبعا الجواب كلا، فهو سيأكل تلك اللقمة وسيسمع معها موعظة القسيس وسيقرأ معها الكتيب التنصيري، وقد سمعنا خلال حرب البوسنة بقيام الكنائس الأوربية بترحيل آلاف الأطفال المسلمين من البوسنة والهرسك إلى مختلف أرجاء أوربا ليعيشوا في ضيافة الأسر الأوربية برعاية ومتابعة الكنائس، فهل سيرضي هذا الحال الكتاب الذين يوجهون سهامهم إلى جمعياتنا الخيرية التي يجب أن نشد من أزرها جميعا بالقول والفعل والثناء والدعاء والدعم على كل صعيد.

لقد كان المنتظر من أولئك الكتاب هداهم الله للحق - وهم قليل بحمد الله – أن يجندوا أقلامهم للدفاع عن تلك الجمعيات الخيرية السعودية الإسلامية، على الأقل أسوة بما يفعله الرئيس امريكي من دعم غير محدود للجمعيات الخيرية الكنيسة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية التي سماها جورج بوش الإبن (جيوش الرحمة) وكأنه يلفت انتباهنا إلى أنها تعد مكملا ضروريا لجيوش الدبابة والطائرة والمدفع والصاروخ والقنابل العنقودية التي تجرب في أجساد أهلنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وباكستان وتايلند وغيرها، خاصة وأن بعض أولئك الكتاب يجيدون الكتابة باللغة الإنجليزية، فلماذا لم نقرأ لهم دفاعا مكتوبا بالإنجليزية و مترجما إلى العربية يرد على الهجمة الغربية التي تقودها أمريكا ضد جمعياتنا الخيرية الإسلامية، وبمنطق الرئيس الأمريكي ذاته، حيث يحرص على دعم مؤسساته الخيرية وقد حتم علينا ديننا أن نغيث أهلنا و إخواننا الجوعى والعراياحول العالم كما يفعل بوش لفقراء الكنيسة ومحتاجيها، أم أنه يراد أن تنفرد (جيوش الرحمة) الأمريكية بالساحة حول العالم.

إن الجمعيات الخيرية الإسلامية رصيد لبلادنا في الداخل والخارج، وهي تثبت صورة هذه البلاد كقائدة ورائدة للعالم الإسلامي وللمسلمين في كل أرجاء المعمورة، وهذه الجمعيات الخيرية برجالها المخلصين ونسائها المخلصات، يمثلون ويمثلن قوة لبلادنا حيث تنطلق الدعوات من حناجر الجوعى والغرثى والمشردين في شتى أصقاع الأرض حين تأتيهم الإغاثة من هذه البلاد الطاهرة بأن يجزي قادة هذه البلاد وشعبها المؤمن المخلص خير الجزاء، وحيث ترتبط قلوب وأفئدة وجوارح مئات الملايين بهذه البلاد المقدسة الزعيمة، وبهذا يكون هؤلاء المئات من الملايين الذين يرون شعب هذه البلاد وحكومته معهم في محنهم وفي آلامهم رصيدا استرتيجيا وعمقا حقيقيا لهذه البلاد في زمن التكتلات، الذي يظهر أن هؤلاء الكتاب الانعزاليين - الذين لايعرفون لماذا يكتبون - لم يعرفوا بعد مقدار الجهل والحماقة والجناية على هذه البلاد في كتاباتهم هداهم الله.


علي التمني
ابها في 11/ 9/1425

منقول صيد الفوائد
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير