تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - 07 - 08, 02:19 ص]ـ

مسلمو تايلاند .. اضطهاد وتجويع وتهجير!

رضا عبد الودود 24/ 8/1426

28/ 09/2005

بالرغم من عولمة وسائل الإعلام وسيادة قيم الكوكبية التي جعلت العالم أجمع كقرية صغيرة، إلا أن الوضع في تايلاند ما زال يعيش قرون التخلف؛ من عنصرية وتعسف غير مسوّغ ضد مسلمي جنوب تايلاند البالغ تعدادهم أكثر من (17) مليون مسلم، فمنذ 15/ 7/2005 تشن القوات التايلاندية حملات تمشيط واسعة في أقاليم تايلاند الجنوبية التي يتركز فيها المسلمون بعدما أقر مجلس الوزراء مرسوماً يخول السلطات صلاحيات واسعة لقمع السكان المسلمين في مقاطعات "ناراثيوات" و"يالا" و"فطاني" التي يشكل المسلمون أغلب سكانها –تحت سمع العالم وسمع وبصرالمسلمين، ويمنح هذا المرسوم الحق لرئيس الوزراء تاكسين شيناواترا الصلاحيات لفرض الإقامة الجبرية والرقابة على الأخبار، ومنع الاجتماعات العامة، وتسجيل المكالمات الهاتفية، واعتقال المشتبه فيهم دون توجيه تهم لمدة تصل إلى (30) يوماً.

وقد تسبب تطبيق أحكام الطوارئ في إقليم فطاني المسلمة إلى حالة ذعر بين المواطنين؛ إذ وسعت قوات الشرطة حالات القتل المباشر دون دليل، ولمجرد الاشتباه، كما اعتقلت المئات من مدرسي التربية الإسلامية بحجة دعمهم للاتجاهات الانفصالية في الإقليم. مما دفع آلاف المسلمين من الرجال والأطفال والنساء بالفرار إلى ماليزيا المجاورة مطلع سبتمبر الجاري، التي دخلت في أزمة دبلوماسية مع تايلاند التي تتهمها بدعم الانفصاليين المسلمين، الأمر الذي تنفيه ماليزيا، مقررة أن استقبال الفارين جاء كاستجابة إنسانية لأحوالهم المتدهورة وممارسات السلطات الأمنية التايلاندية القمعية التي تتفنن في تعذيب المسلمين في الجنوب، لدرجة أن وزارة الداخلية عكفت مدة ستة شهور بحثاً في قوانين دول العالم القمعية، واستقت قانون الطوارئ المطبق مؤخراً من سنغافورة.

ويشهد ملف مسلمي الجنوب التايلاندي تصعيداً غير مسبوق منذ منتصف فبراير2005 حين تعهد تاكسين شيناواترا رئيس الحكومة التايلاندية بسحق مسلمي فطاني المطالبين بالاستقلال خلال أربع سنوات، وذلك أثناء أول زيارة يقوم بها إلى محافظات البلاد الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة منذ فوز حزبه في الانتخابات بفترة ولاية ثانية. وقد بدأ التصعيد الأخير منذ يناير 2004 حين قُتل أكثر من (800) شخص معظمهم من المسلمين في سلسلة من عمليات إطلاق النار والتفجيرات في أقاليم فطاني ويالا وناراثيوات.

تجويع المسلمين

كما تفتق ذهن رئيس الوزراء تاكسين شيناوترا عن سياسة جديدة مؤداها قطع المساعدات المالية للتنمية عن القرى التي يعتقد بأنها متعاطفة مع من أسماهم بـ "المتمردين"، وأن حكومته ستصنف الجنوب المضطرب إلى ثلاث مناطق: حمراء وصفراء وخضراء، ممثلة في ذلك مستويات تعاون أهلها مع سلطات الدولة في التعامل مع ما تصفه الحكومة التايلاندية بالتمرد الواقع. وأوضح أنه من بين (1580) قرية بمحافظات تايلاند الجنوبية الثلاث (ناراتيوات ويالا وباتانى) تُعدّ (358) قرية واقعة في نطاق مناطق حمراء لتعاطفها مع الناشطين، وسوف يُمنع عنها أي تمويل حكومي، بينما تقع (200) قرية في مناطق صفراء بما يعني وجود مقاومة معتدلة للدولة، أما بقية القرى فيمكن عدها مناطق خضراء يلتزم 90 % من سكانها بالقانون- حسب مزاعمه- وسوف تتمتع هذه بمعظم مساعدات التنمية تليها في ذلك الصفراء. وأضاف تاكسين أن الحكومة سوف تنشر قواتها المسلحة في المنطقة الحمراء فيما وصفه بأنه لحماية السكان الأبرياء، كما حثَّ هؤلاء على الضغط على جيرانهم لتغيير مسلكهم والتقدم بمعلومات تفيد في قمع التمرد وإنهائه.

ويُذكر أن هذه السياسة سبق تطبيقها في تايلاند لأول مرة أثناء محاربة المد الشيوعي في السبعينيات والثمانينيات في الضغط على أهالي القرى لطرد الناشطين وقطع العلاقات معهم. كما أشار رئيس الوزراء إلى أن حكومته اعتمدت ميزانية إقليمية خاصة للتنمية في الجنوب تولي تركيزًا على إصلاح قطاع المدارس الدينية الإسلامية المنتشرة به، وسوف يتحتم على تلك المدارس من الآن فصاعدًا تدريس مناهج المدارس العامة، وتخضع لإشراف وزارة التعليم.

خطة إسلامية للمصالحة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير