تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمتابع للقرارات السعودية الرسمية في بلادي – التي كانت عند كثيرين مثالاً يحتذى في السابق في حجم الانفاق على العمل الاغاثي الاسلامي والموجه اساسا لمساعدة المسلمين في الدول المنكوبة والأقليات المسلمة – ومن يطالع التصريحات الرسمية المنشورة في الصحافة المحلية بحق العمل الإغاثي شبه الحكومي والشعبي المنظم، يدرك خطورة تداعياتها السلبية على أداء منظمات كبرى كانت تعاني أساساً وما تزال من أوجه خلل وقصور ذاتية فازدادت الطينة بلة وتفاقم حجم المشاكل التي تعاني منها داخل جدرانها وخارجها وعلى مستوى دولي صارت تنسحب منه تدريجياً من كل ميدان وعلى أكثر من صعيد وبشكل متسارع!!

وبسبب هذه القرارات والتوجهات الرسمية الظالمة المدفوعة بلا شك باملاءات وضغوط أمريكية، في أحسن الظن، فإن المسلمين حول العالم هم من يدفع ثمن هذه الطاعة العمياء للتوجه الخليجي والعربي الانبطاحي والمتخاذل، ونظل نتفرج على الضحايا وتمييع الدين، اللهم إلا من أن نشجب ونندد ونستنكر مجترين مفردات الحكام الذين صارت شعوبهم تلعنهم ليل نهار والعامة مثلهم في السلبية أو أشد!!

أما من هذا العالم الافتراضي الذي لغته الأساسية هي التفاعل الايجابي مع مختلف الأمور والقضايا، فإن المطلوب الآن التحرك الكترونياً لتصعيد المطالب الشعبية محلياً في بلاد الحرمين وخليجياً وعربياً من أجل اطلاق يد منظمات العمل الإغاثي الإسلامي المستقلة والسماح لها بالقيام بواجبها على الوجه المطلوب تجاه مسلمي بورما وفوراً مع مطالبة دولنا وحكوماتنا ومنظمة المؤتمر الإسلامي للتحرك لبدء محادثات جادة مع حكومة بورما والضغط عليها سياسياً وإعلامياً عبر بيانات ومؤتمرات صحفية تعرف العالم بمعاناة مسلمي بورما القاسية والمريرة.

إلى متى يظل العمل الإغاثي الإسلامي الشعبي رهينة الدبلوماسية العربية الخرقاء ورهانها السياسي الخاسر على الحليف الأمريكي الخبيث الذي يدعم في المقابل فلول التنصير وبشكل علني ورسمي مفضوح خصوصاً في ظل ادارة المجرم الصليبي جورج بوش لعنة الله عليه؟!

لماذا لا نتحرر ونعمل في الوقت نفسه على تحرير مؤسساتنا التي ندعمها بأموالنا وجهدنا البشري المتطوع بعيداً عن أهواء الانظمة العربية وتلقباتها… مثلما تحظى منظمات التنصير باستقلاليتها التامة عن أنظمتها الغربية والتي تتظلل فوق حريتها بدعم رسمي ودبلوماسي قوي ومادي من خزينة هذه الدول والضرائب على الدخل؟!

هل نظل نلعن التنصير وظلامه الذي يداهم مغرب شمس الاسلام في بورما تحت وطأة القمع والفقر والنكبة الجديدة دون أن نشعل شموع تحدي هذه الأوضاع المأساوية التي تعاني منها منظماتنا الاغاثية التي يكاد يصيبها الشلل التام؟!

لماذا لا نضم صوتنا لصوت هذا الكاتب الحر الذي أعلنها صريحة بلا نفاق ولا رياء فكتب يحفظه الله:

فالنظام السعودي يتعاون مع النظام البورمي في مجال النفط والغاز، ويوجد تمثيل دبلوماسي كامل بينهما، فقبل عام أتفقت الحكومة السعودية مع العسكريين في بورما على إرسال أعداد هائلة من العمالة البوذية في بورماالى السعودية؛ من أجل إدخال العملة الصعبة التي تفتقرها لجلب السلاح والذي يأتي في الغالب عبر شركات إسرائيلية، ولم يكتف النظام السعودي بهذا بل أرسل لجان من أجل تدريب هذه العمالة بمساعدة العسكريين البورميين، ولم يجد رئيس اللجنة الوطنيةالسعودية للإستقدام،مبررا لهذا سوى إن ذلك تم بهدف طرح خيارات جديدة للإستقدام، وفكا لإحتكار بعض الدول للسوق، وكفاءة العمالة البورمية!!.

وعندما حدثت المظاهرات في بورما في أيلول من العام الماضي، لم يجد زعيم بورما العسكري تان شوي، بلدا يهرب أسرته إليها، سوى دبي،وتحديدا برج العرب!.

عندما سألت الصحافة الصهيونية أحد رجال الأعمال الصهاينة والذين يعملون لخدمة العسكر في بورما؛ كيف يقبل بذلك على حساب دماء الأبرياء؟ أجاب بأن أعماله أقدس من حياة الإنسان هناك. وأنني على يقين أن مصالح بعض العرب الضيقة أقدس عندهم من دماء كل المسلمين .. فأنهضي أيتها الأمة قبل أن يأتي من سيتفرج عليك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير