تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ختم النبوة.]

ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[15 - 07 - 08, 11:10 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلامعلى محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد

فإننا بين حين وآخر , نسمع عمن إغتر بنفسه , ووسوسة له الشياطين بأنه نبي , وأغرب ما في الأمر هوتصديق هؤلاء لأنفسهم ومتابعة بعض الناس لهم , والمعرفة بالشريعة تحيل أن يكون نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ,فما الفرق بين مدعي النبوة والنبي؟ وهل دليل كذب هؤلاء الذين يكثروا في حالة جهل الناس بختم النبوة؟ ألا يوجد أمور أخرى تفرق بين مدعي النبوة والنبي؟.

بداية التفريق بين النبي ومدعي النبوة هو الفرق بين الصادق والكذاب:فالنبي: كل من أوحي اليه من الله بشرع ليعمل به.وأصلها من النبأ اي الخبر , أي أنه يخبر بالوحي بالأخبار والأوامر , أما مدعي النبوة فهو من يزعم ذلك كذبا.

وإنما يميز النبي عن المتنبيء بسيرة وأحوال كل منهما ثم ما يجريه الله على يد النبي ليبين للناس صدقه ,وهي الآيات البينات ,التي يعرفها الناس ولا يخفى عنهم حقيقتها , ولا يستطيعوا مثلها , ولا يمكن أن يلبس على الناس شيء من هذا إلا جهلا منهم وإستغفال لهم.

فالنبوة بإختيار الله عزوجل واصطفاؤه:أخبر الله عز وجل عن الأنبياء أنه اصطفاهم الله من بين الناس , قال عزوجل: "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " [الحج/75، 76] " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" [آل عمران/33] , " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [البقرة/132]. "وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ" [الأنعام/124] فبين عز وجل أن أصل النبوة إصطفاء من الخالق , وهي ليست رياضة نفسية ولا علوم عقلية مكتسبة من التجربة في الحياة ولا مقدرة جسمية ,وأن هذا الإصطفاء إنما هو بعلم الله عز وجل:وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" [القصص/68] , فهو عز وجل لا شريك له في خلقه ولا في إختياره ولا يشرك في حكمه أحدا ,وهذا أيضا يعني أن النبي إختاره الله بحكمته فلا يصطفي الله من يتغير حاله ولا من هو فاسد في الأصل ," وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [الزخرف/31، 32].فهذا أصل النبوة إنها إصطفاء من الخالق. وكذا يترتب عليه أن كل تبعات النبوة هي من إختيار الله عز وجل , سواء كانت الرسالة التي يكون مكلف بإتباعها أم الكتاب.قال عز وجل: "وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف/203] ," وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [يونس/15] ولا تكون حتى الاية بإختياره بل بتفضل الله عزوجل:" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ" [العنكبوت/50]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير