تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال عز وجل:" وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا " [الإسراء/90 - 93] فالنبي يتبع ما يوحى إليه وهومكلف كباقي البشر بالعبادة وإنما أُعطي من الآيات ما يكفي الناس لصدقوا نبوته وبلغهم من الشرع ما يحكم به بين الناس ويصلح حالهم.

سيرة النبي قبل وبعد النبوة: وهي أن النبي يكون مشهورا بخلقه الحسن الموافق للفطرة السليمة و فهو ليس مجهولا بل هومعروف بذلك فقد أخبر الله عز وجل عن إعتراف الكفار بسيرة نبيهم قبل الرسالة , وعدم كذبه وحسن خلقه:" قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" [هود/62] وأخبر عن يوسف عليه السلام عندما إستخبر الملك عن ما رمي به يوسف:" قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ " [يوسف/51] وأاخبر عن نبينا صلى الله علي هوسلم:" قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [يونس/16] وهو أمر معروف من سيرته صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس قال:" لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فجعل ينادي: " يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا فقال: " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ " قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقا. قال: " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت: (تبت يدا أبي لهب وتب) " متفق عليه. وسبب معرفة سيرته قبل النبوة أن يعلم الناس صدقه , فلا يقبل الناس أن يأتي سيء الأخلاق فيزعم النبوة. فهي تدفع أن يكون سيء الأخلاق أو المجهول نبي. ولا يعني مجرد حسن الخلق والشهرة بذلك أنه نبي , ولكن لا يكون نبي بخلاف ذلك.

وللنبي آية تدل على صدق دعواه , وهذه الآية هي دليل قطعي لا يقبل الشك تعرفه الناس بدون الحاجة إلى غيرهم , ولذلك سمية آية بينة , أي دليل واضح ,وهذه صفة آيات الله التي أرسلها مع رسله:" تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف/101 - 103]

"ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ " [يونس/74، 75]

وهذه الآيات تكون من عند الله عزوجل يرسلها مع النبي بحكمته جل وعلى وعلمه ,فتكون هذه الأية مما يفهم الناس ما هي ولا يلبس عليهم بها.فهي ليست سحر يزول بزوال أثر السحر, ولا كهانة فيها ما فيها من العجزوالكذب ,ولا من الخدع التي تنكشف, وأمثلة ذلك كثير منها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير